انتقد النائب في التيار الصدري فوزي أكرم ترزي في مقابلة مع quot;إيلافquot; الرئيس العراقيّ جلال طالباني على خلفيّة تصريحه حول المادة ، 140 مؤكدا إنه يتمنّى على طالباني أن يتحدث كرئيس جمهورية وليس كرئيس حزب.كما اعتبر النائب الصدريّ حظوظ المالكي في الترشح لولاية ثانية الأوفر مقارنة ببقية المرشحين.
النائب في التيار الصدري فوزي أكرم ترزي |
بغداد: قال النائب في التيار الصدري فوزي أكرم ترزي إن حظوظ المالكي في الترشيح لولاية ثانية هي الاوفر، مشيرا الى ان التيار الذي ينتمي اليه رفع كل الخطوط الحمر عن الاشخاص المرشحين، موضحا ان المرحلة الحالية مرحلة تكتيكات سياسية.
جاء ذلك في الحوار الموسع الذي اجرته معه quot;ايلافquot; والذي عتب فيه على رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني على تصريحه الاخير الذي قال فيه ان المادة 140 غير قابلة للتفاوض، حيث اشار الى انه يتمنى من الرئيس ان يتحدث كرئيس جمهورية وليس كرئيس حزب.
وفي ما يلي نص الحوار:
* كيف يمكنك قراءة الواقع السياسي الان؟
كل المتتبعين السياسيين المنصفين الجيدين يدركون جيدا بأن هذه المرحلة حساسة وخطرة، بعد العيد هناك في اروقة مجلس النواب العراقي وفي كافة الكتل السياسية المساهمة في العملية السياسية بما فيها الائتلاف الوطني العراقي هناك اجتماعات ولقاءات ومباحثات وجلسات مستمرة ومستفيضة وجارية على قدم وساق من اجل الوصول الى الهدف الاسمى الا وهو ترشيح مرشح واحد من قبل التحالف الوطني.
واصبح لدى الجميع نوع من النضوج ونوع من الاستعداد النفسي التام وكذلك وجود ارضية خصبة، وبدأ الجميع يدركون جيدا ماذا يريد المقابل، وتحسسوا وادركوا ايضا خطورة هذه المرحلة، منذ ستة اشهر كافة المؤسسات والهيئات بدون رقيب، وبدون حسيب وبدون متابعة، هذا لايوجد في كل دول العالم، هذا فراغ دستوري ينبغي عدم السكوت عليه وهذه مسؤولية تاريخية ودستورية وقانونية وأخلاقية.
والنواب منذ أكثر من ستة اشهر وهم يستلمون رواتب ولم يداموا الا عشرين دقيقة حينما اقسموا على اليمين البرلماني.
ولكن مع هذا ألان هناك نوع من الانفراج ونوع من تباشير الخير كما اعتقد وخاصة بعد انتهاء العيد، انا على يقين بأن التحالف الوطني سيعتمد نوعا من الاتفاق التوافقي سواء على المعايير والاسس المتفق عليها بالمئة 65 على التصويت لمرشح رئاسة الوزراء او نصف زائد واحد او اي معايير اخرى.
* اي معيار تم الاتفاق عليه لاختيار المرشح؟
بصراحة، هناك عدة معايير مطروحة ولكن انا ارى او اعتقد بأن هناك توجه توافقي بأن يكون مرشح واحد من التحالف الوطني، وهذا لايعني اقصاء او تهميش بقية القوائم وعلى رأسها (العراقية) التي تعبر من الركائز الاربع الاساسية، وينبغي ان يكون لها حضور متميز وان تكون مشاركتها فعالة وحقيقية.
* هل تعتقد ان التحالف الوطني يبقى متماسكا خلال الايام القليلة المقبلة؟
إذا ابدي الجميع نوعا من المرونة والاستجابة ونوعا من الانسجام والتنازل حتى على الحقوق الانتخابية، ولو وضعوا المصلحة العراقية العليا فوق كل اعتبارات او نكران الذات وهذه (الانا) التي في داخل كل انسان وابتعدوا عن الشخصنة او الحزب، كنت اتمنى ان تكون هذه السجالات والصراعات والخلافات والاختلافات على أسس منهجية، على إستراتيجية كل مرشح، إلا اننا للأسف نرى هذا القتال على الأسماء فقط وليس على الإستراتيجية ولا المنهاج ولا البرنامج.
* الجميع يتحدث عن تنازلات وحضرتك تتحدث عن تنازلات، ولكن التيار الصدري الذي تنتمي اليه لم يقدم اي تنازلات ويصرّ على إقصاء المالكي تحديدا، اي تنازلات ممكن ان يقدمها التيار الصدري؟
حينما أقول التنازل، وأنا مسؤول عن كلامي واعرف ماذا اقول، خير دليل عن التنازل ان التيار الصدري ضحى بست وزارات وهي مبادرة وطنية فريدة من نوعها في الحكومة السابقة حينما قدم ست وزارات دون قيد او شرط وبدون مقابل.
واشترط شرطا وطنيا ان يكون اختيار الوزير من التكنوقراط وذي خبرة وكفاءة ونزاهة بعيدا عن (ريمونت) الحزب او الطائفة او القومية، في هذه المرحلة.
لقد تم رفع كافة الخطوط الحمر من اي شخصية من الشخصيات السياسية في العملية السياسية وخاصة في هذه الايام، وهذه المرحلة الحساسة، بصراحة تم رفع كافة الخطوط على اي شخصية، ونحن الان نريد ان نتعامل مع المنهاج والسترتيجية والبرنامج الذي يقدمه المرشح.
* التيار الصدري اجرى استفتاء شعبيا لمنصب رئيس الوزراء فاز فيه الدكتور ابراهيم الجعفري، لكنه لم يستجب للاستفتاء وذهب ليرشح الدكتور عادل عبد المهدي، ما سر هذا؟
المرحلة السياسية الحساسة الآن تستوجب ذلك وهذه تكتيكات سياسية ينبغي التعامل معها، وهذا دليل واضح اننا لسنا طلاب مناصب ولسنا طلاب الكراسي ولسنا طلاب لشخص واحد، نحن نريد ان تكون حكومة شراكة وطنية بتوافقية وان نؤسس دولة برلمان ودولة نظام ودولة دستور ودولة قانون دون تهمي شاو قصاء اي طرف من الاطراف.
*هل تغيرت صورة التيار الصدري عن المالكي ام لا زال مصرا على ان لا يكون رئيسا للوزراء؟
- نحن لا نتعامل مع الاشخاص، لربما كان هناك نوع من التحفظ نتيجة التجارب المريرة والكل يعرف بذلك خلال السنين المنصرمة وكان الضحية الاولى في الحكومة السابقة التيار الصدري، كان يُحارب عسكريا ويُحارب سياسيا واعلاميا ايضا بدون قانون وضوابط وبدون مسؤوليات بصراحة.
* لماذا يصر التيار الصدري على ان كل المشاكل التي تحدث في العراق سببها أميركا؟
منذ سقوط النظام السابق الى يومنا هذا، ولكي نكون منصفين: اعطني دولة واحدة في العالم كانت محتلة وأصبحت مزدهرة وتطورت؟
كل الدول المستعمرة تكون مسحوقة وتعاني مما تعاني من الجهل والفقر والافات سواء افات سياسية او عسكرية او اجتماعية.
نحن حينما نرفض لا نرفض الامريكان شخصنة، وانما نرفض سياسة الامريكان ونرفض الاحتلال جملة وتفصيلا، فلهذا نحن نريد السيادة الكاملة للعراق والعراقيين، وكرامة العراق فوق الكل، وان يكون العراق للعراقيين بدون تدخلات خارجية.
ومنذ السقوط الى يومنا هذا يجلب لنا القوات المحتلة، غير ثقافة العنف وزرع التفرقة والفتن تارة اجتماعية وتارة عسكرية او طائفية او قومية، هذا واضح في ارض الواقع وهذا ما يلمسه الجميع، فلم تكن عند العراقيين ثقافة العنف وهذه الانفجارات والارهاب، لقد جمع كل استخبارات وكل مخابرات وارهاب العالم واصبح العراق ساحة تصفية الحسابات للاسف الشديد، هذا ما نرفضه رفضا قاطعا، وهذا ما مثبت في الدستور: نرفض امرار القوات المحتلة والارهاب والمجاميع المسلحة في اراضينا.
* بصراحة، من سيكون رئيس الوزراء المقبل حسب توقعاتك؟
أنا اعتقد الآن هناك حظوظ للسيد المالكي في هذه المرحلة، في هذه الساعات او في هذه الايام يمكنني القول ان حظوظ المالكي هي الاوفر.
* ما المعطيات لديك بهذا التوقع؟
هناك مقبولية للسيد عادل عبد المهدي من العراقية والتحالف الكردستاني ومن قبل الائتلاف الوطني، انا على يقين بهذا، ولكن خلف الكواليس هناك قوى أكبر من ذلك بصراحة، وحين يكون الاتفاق داخل التحالف الوطني على تسمية رئيس الوزراء، اعتقد ان حظوظ المالكي اوفر.
* سمعنا عن اتفاق اميركي ndash; ايراني وصفه البعض بالغريب على شخصية المالكي، ما رأيك؟
- اتحفظ على الاجابة !!.
* انت كنائب تركماني مع أو ضد إجراء التعداد السكاني لمحافظة كركوك؟
تركمان العراق في العهدين السابق والحالي يحسّون بالإهمال والإجحاف والتهميش والاقصاء بشكل مقصود من قبل أطراف معروفة.
منذ سقوط النظام السابق ولحد يومنا هذا التركمان لم يأخذوا دورهم الفعال في البناء، على الرغم من انهم ساهموا في مقارعة النظام السابق في المعارضة وقدموا القرابين.
وكانت سجون النظام السابق مليئة بالمحكومين التركمان، وكذلك في الزمن الحالي اعطوا اعدادا من الشهداء لا تعد ولا تحصى، سواء في تلعفر او كركوك وطوزخرماتو وكافة المناطق التركمانية.
إلا أن التركمان لم يأخذوا دورهم الفعال وحتى استحقاقهم كقومية اساسية ثالثة اسوة بالقوميتين العربية والكردية، وهناك هيمنة واساتعلاء واستكبار في هذا الخصوص ومحاولة تحجيم دور التركمان حتى في المجلس السياسي للامن الوطني.
وقد طالبنا مرارا واستقتلنا ان يكون هناك ممثل للتركمان، بما ان هذا المجلس يمثل كافة ابناء الشعب العراقي فرفضوا هذه المبادرة، ومن ضمن 37 وزارة لم يعطوا التركمان الا وزيرة يتيمة وهذا بشق الانفس وكذلك السفارات هناك سفارة واحدة للتركمان، وهذا لايوجد في كل دول العالم.
الان التركمان ليس لديهم اي حقوق من حقوق المواطنة من الدولة، ليس لديهم جريدة واذاعة وتلفزيون ومديرية وليس لديهم دراسة، تصور منذ السقوط لحد يومنا هذا وزارة التربية لم تطبع كتابا واحدا للدراسات التركمانية ونحن نطبعه في (الشورجة) على حسابنا، هذا لايوجد في كل دول العالم، حتى النظام السابق كان يمنحنا اذاعة وجريدة، صحيح كانت محدودة وموجهة ولكن كانت حقوق للتركمان، حتى الثقافية ليس لدينا لسان ناطق باسم التركمان الان في العراق على الرغم من مطالبتنا، الا ان الاذان غير صاغية بشكل مقصود، وهذا الامر مرفوض، وقد ناشدنا المؤسسات والهيئات والمسؤولين سواء في الهيئات الرئاسية الثلاث او في الامم المتحدة، ومن هذا المنبر الحر، التركمان في المرحلة المقبلة يطالبون ان يكون نائب رئيس الوزراء من التركمان، ونائب رئيس الجمهورية من التركمان كأستحقاق قومي ووطني.
* قال السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني ان المادة 140 مطلب كردي ولكن غير قابل للتفاوض، ماذا تقول في هذا؟
نحن نريد ان نؤسس دولة دستور وقانون ودولة نظام، في الدستور المئات من المواد لماذا نتزمت بمادة واحدة؟
هذه ليست كتاب منزه من السماء، الدستور كتبه أشخاص وفي ظرف معروف لدى الجميع، وفي الدستور العشرات من الثغرات والفجوات والهفوات، وهناك انتهاكات في حق الانسان العراقي في بنود داخل الدستور، هذا بالاضافة الى ان المادة 140 انتهى مفعولها يوم 31 / 12 / 2007، هذا ما ثبت في الدستور العراقي.
أما استغلال الظرف الاستثنائي، كنت أتمنى ان ينطق السيد رئيس الجمهورية باسم رئيس الجمهورية وان يكون رئيس جمهورية للجميع وليس رئيس الحزب، وان يدافع عن حقوق القوميات الاخرى وان ينظر الى كل ابناء الشعب العراقي نظرة واحدة، والتركمان بصراحة هم اصحاب الحق التركمان هم اصحاب الارض الحقيقيون، التركمان هم اصحاب الارض الحقيقيون ولايمكن ان يتنازلوا عن حقوقهم وعن ارضهم وشرفهم، والتركمان من الاوائل الذين جاهدوا من اجل الحفاظ على وحدة العراق وعلى عدم تجزئة العراق تحت اية مسميات.
* من اين يستمد التركمان قوتهم؟
- من الله سبحانه وتعالى، ومن عقيدتهم وصلتهم بالارض والتراب، لانهم اصحاب الارض.
* لماذا تكثر الوفود التركمانية في الذهاب الى تركيا؟
- لا ضير في ذلك، نحن علاقاتنا وطيدة مع كافة الدول العربية، وانا عضو اتحاد كتاب العرب وعضو اتحاد الاذربيجانيين وتريطنا مع تركيا روابط جغرافية وتاريخية واللغة والدين والدم، انا لست محاميا لتركيا، لكنني انا اتشرف انني ابن طوز خرماتو التي تعاني من الحرمان والاجحاف ولحد يومنا هذا ابناء مدينتي يشربون الماء المالح، ومدينتي بدون مستشفى، وبدون اسعاف فوري، ولا يوجد مخدر منذ سبع سنوات في مدينتي، وابناء مدينتي يموتون في الطريق الذي يربط طوزخرماتو ببغداد، ممر واح يسمونه (شارع الموت) والى اخره من الاهمال والاجحاف والتهميش والضغوطات النفسية للاسف الشديد، ومصادرة الاموال والممتلكات واراضي التركمان سواء في التسعينيات في كركوك وتلعفر وتازة خرماتو وطوزخرماتو وكافة المناطق التركمانية والانفجارات التي حدثت في (امرلي) تصور في ناحية واحدة راح اكثر من 500 شهيد وفي تلعفر ايضا اكثر من 500 شهيد وفي كركوك وداقوق ولكن للاسف الشديد لم نأخذ حقوقنا القومية والوطنية، رغم هذا ورغم كل ثقافة العنف والضغوطات نحن نبقى متمسكين ونبقى مع كل الوطنيين العراقيين الشرفاء ونحافظ على وحدة العراق وكرامة وسيادة العراق ولا نفضل تركمانيا على عربي ونحن ننظر الى كل ابناء الشعب العراقي مثلما ننظر الى ابناء (طويريج والكفل والنجف واربيل والسليمانية ) وندافع عن الكردي مثلما ندافع عن العربي والكلداني والاشوري.
التعليقات