تظهر سفينة quot;فلورا ديلا مارquot; أهم مظاهر الاستعمار البرتغاليفي مدينة ملاكا الماليزية الاثرية

سفينة فلورا ديلا مار
كوالالمبور:تعد سفينة quot;فلورا ديلا مارquot; الشامخة في قلب مدينة ملاكا الماليزية الاثرية معلما اساسيا يبرز اهم مظاهر الاستعمار البرتغالي لتلك المدينة المليئة بالاحداث.

فمنذ اكثر من 500 عام ارتفعت فوق هذه الارض الساحرة امبراطورية غير عادية ولكنها ايضا سقطت في نفس المكان وسقطت معها سلطاتها واحلامها وتم ذلك ابان العهد الاستعماري الذي ساد العالم باسره.
وطمعت السلطات الاوروبية كثيرا بمدينة ملاكا كما ذكر الكاتب البرتغالي quot;بارباروساquot; بانها كانت ميناء امتلأ بالاشرعة والسفن الشراعية الصينية المشحونة بالتوابل من كل انحاء الكرة الارضية.

وكانت ملاكا مبنية من الخشب وكان الميناء على طول الشاطئ ولايزال انخفاض اسقف المنازل الماليزية التقليدية يتدلى على الماء ولاتزال اطراف النهر الذي يلتف حول ابرز معالم المدينة الاثرية يحكي قصصا من الاستعمار البرتغالي الذي جاء عام 1511 واستمر لاكثر من قرن.
ويظهر تاثير الاستعمار البرتغالي في الطراز المعماري للمدينة كما فعلوا في المستعمرات الاخرى غير ان النفوذ الصيني ظهر بدرجة كبيرة في الطرقات فقد كان التجار الصينيون يبيعون السلع في محال داخل بيوتهم حيث يبيعون الفاكهة والخضراوات والسمك.

وتحتضن المدينة اكبر مدفن صيني لا يوجد له مثيل في الصين ويقع في منطقة ميادين متشعبة واشجار كثيفة بسبب المقابر الكبيرة ووجود اقدم معبد صيني في ماليزيا وهو quot;تشينغ هون تينجquot; ولطالما وفرت المحال في تلك المنطقة سلعا تختص بدفن الموتى.
ومن تلك السلع ورق quot;سيملاكراquot; الذي تحرقه العائلات لاحبتهم المفقودين كما يعتقدون ان الموتى يستغلون هذا الورق في العالم الاخر بالاضافة الى العملات المعدنية المتعددة الالوان.

يذكر ان تاريخ ماليزيا بدأ بانشاء مدينة ملاكا على يد الامير السومطري باراميسوارا عام 1440 ومنذ ذلك الحين ازدهرت تلك الولاية تحت حكم سلطنة ملاكا حتى اصبحت المركز التجاري الاساسي في المنطقة واجتذبت التجار من كل مكان قريب او بعيد مثل الصين والهند وبلاد العرب واوروبا.

وخضعت ملاكا الى عدة مراحل استعمارية حيث احتلها البرتغاليون عام 1511 ثم احتلها الهولنديون عام 1641 وتبعهم البريطانيون عام 1824 وقد حولت كل هذه المؤثرات الاجنبية هذه المدينة خلال السنين الى مكان لصهر الثقافات حيث لاتزال بعض المجتمعات تحتفظ بالطابع البرتغالي او بطابع quot;بيراناكانquot; في ملاكا