أكد مسؤول سوري جدية موضوع الشراكة مع أوروبا لكنه رفض الخوض في تحديد مواعيد لتوقيع الإتفاقية.

باريس: أكد نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري اهتمام بلاده بدراسة الجوانب الفنية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي مؤكداً أن دمشق لا تتحدث عن مواعيد للتوقيع بل عن جدية في الدراسة.

ونوه الدردري إلى أن الدراسة الفنية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي quot;مستمرة ومعمقة في كل القطاعات وهذا دليل جدية وليس دليل إهمال لهذا الملفquot;، ورفض الخوض في تحديد مواعيد لتوقيع اتفاقية الشراكة الموقعة بالأحرف الأولى.

وقال quot;لا نتحدث عن مواعيد بل عن جدية الدراسة التي يقوم بها الجانب السوري لأثر كل تكوين من مكونات اتفاقية الشراكة على سورية ونريد شراكات ناجحة ونجاحها مبني على عمق الدراسات التي نقوم بها وهذا ما يتم الآنquot;، وفق تعبيره.

وكانت سوريا وقعت بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة عام 2004، وتم توقيف الملف من قبل الاتحاد الأوروبي لأسباب سياسية، وأعادت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي عام 2008، تحريك الملف وتم التأشير بالأحرف الأولى على نص معدل لاتفاقية الشراكة نهاية العام 2008 في دمشق، وفيما بعد أعلنت سورية أنها تود دراسة تأثير اتفاقية الشراكة على كل القطاعات لديها قبل التوقيع النهائي.

وبرر نائب رئيس الوزراء السوري الحاجة لدراسة الشراكة بعد التأشير عليها قائلاً quot;إن الاقتصاد السوري تغير وكذلك الاقتصاد العالمي والأوروبيquot;، وأضاف quot;لقد تغير الوضع القانوني والإطار التنظيمي للاقتصاد السوري حتى في السنة الأخيرة بعد التوقيع بالأحرف الأولى، وحصلت متغيرات هائلة منذ نهاية 2008quot;، موضحاً أن هذه التغيرات تستدعي دراسة كل آثار الشراكة على سوريا ومن كل الجوانب.

وأكد المسؤول الاقتصادي أن سوريا لديها quot;سياسة تنويع علاقاتها الاقتصادية الدولية وهذه السياسة بدأت تعطي ثمارهاquot;، منوهاً بأن دمشق ستبدأ مفاوضات مع مجموعة ميركوسور في أميركا اللاتينية لتوقيع اتفاقية تجارة حرة وأن الرئيس بشار الأسد سيزور شرق آسيا قريباً، كما أشار إلى اتفاقية التجارة الحرة مع إيران وقبول سورية كعضو مراقب في منظمة التجارة العالمية حيث بدأت تعد ملف الانضمام.

واعتبر أنه quot;من غير الصحيح القول إن التجارة الحرة مع طرف ما تغني عن تجارة حرة مع طرف آخرquot;، وقال quot;ندرس كل حالة على حده ونقرر مصالحنا ضمن سياسة تنويع العلاقات الاقتصادية وسياسة التموضع الجيوسياسي والاقتصادي السوري كنقطة وصل هامة في منطقة الشرق الأوسط ومن هذا المنظار الجاد سورية تدرس علاقاتها الاقتصاديةquot;، وفق تعبيره.

ويواصل الدردري زيارة إلى باريس منذ الأمس حيث التقى وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد ويلتقي اليوم أمين عام الخارجية الفرنسية بيار سيلال على غدا عمل، كما يجري محادثات مع عدد كبير من الشركات الفرنسية والهيئات الاقتصادية التي تتعاون مع سورية وذكر نائب رئيس الوزراء السوري أن مشاريع التعاون مع فرنسا بدأت تدخل مراحل التنفيذ.