يبدو أن باراك أوباما بات الخيار المحسوم بشكل مسبق كمرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات القادمة.

واشنطن: اعتبر زعيم الحزب الديموقراطي الاميركي تيم كاين الاحد ان quot;الاحتمال ضئيل جداquot; في ان يواجه الرئيس باراك اوباما تهديدا من مرشح ديموقراطي آخر للحصول على ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية عام 2012. وقال تيم كاين لشبكة سي.ان.ان quot;اعتقد ان الاحتمال ضئيل جدا في ان يواجه الرئيس منافسا في الحزب الديموقراطيquot;.

واضاف quot;هناك دائما امكانية ظهور مرشح هامشي (لترشيح الحزب الديموقراطي). اذا هل يمكن ان يتقدم احد؟ نعم يمكن ذلك لكنني اعتقد ان احتمال ان يهدد منافس جديا الرئيس غير وارد نظرياquot;. وشأن كل سابقيه في البيت الابيض من المحسوم تقريبا ان يسعى اوباما، الذي انتخب عام 2008، الى اعادة انتخابه لولاية ثانية بعد اقل من عامين.

الا ان الرئيس لم يعلن بعد موقفه في هذا الشان. وحتى الان لم يسهم الانكماش والبطالة التي لا تزال مرتفعة في زيادة شعبية الرئيس الذي لا يحظى اداؤه سوى بتاييد 47% من الاميركيين.

وهذه الصعوبات تدفع البعض الى التفكير في امكانية ان يرشح ديموقراطي منشق نفسه. وفي الجانب الجمهوري لم يعلن اي عضو حتى الان تقدمه للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة. الا ان مرشحة الحزب السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بيلن المحت الى احتمال ترشيح نفسها.

ورغم النكسة التي مني بها اوباما في هذه الانتخابات تمكن قبيل نهاية السنة من تمرير بعض القوانين المهمة رغم العرقلات الجمهورية. فقد توصل الى تسوية حول الضريبة، ونجح في الغاء القانون الذي يحظر على الجنود المثليي الجنس الاجهار بميولهم، كما تمكن من تمرير المعاهدة الجديدة لنزع السلاح النووي (ستارت) مع روسيا.

الا ان المرحلة الجديدة من الصراع السياسي بين الحزبين تبدأ الاربعاء مع تسلم الكونغرس الجديد مهامه، وسيكون على اوباما استخدام كل حنكته للتفاوض مع الجمهوريين وتمرير ما يريده من قوانين ليكون في موقع من القوة يتيح له الدخول في المعركة الانتخابية الرئاسية عام 2012. الا ان الجمهوريين لم يخفوا عزمهم على افشاله في الحصول على ولاية ثانية. وقال زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل علنا ان هدفه الاساسي هو منع اوباما من الحصول على ولاية ثانية.

وينوي الجمهوريون الدخول على الفور في مواجهة مع الرئيس حول قانون اصلاح الضمان الصحي. فهم يريدون اعادة التصويت عليه في مجلس النواب في كانون الثاني/يناير لالغائه، حتى قبل ان يلقي اوباما الخطاب السنوي حول وضع الاتحاد في نهاية الشهر نفسه. وقال النائب الجمهوري فريد ابتون quot;اذا تمكنا من تمرير الالغاء داخل مجلس النواب سيكون الضغط شديدا على مجلس الشيوخ للقيام بالمثلquot;.

الا ان عزم الجمهوريين على الغاء قانون اصلاح الضمان الصحي لا بد ان يواجه بفيتو من الرئيس. وينوي الجمهوريون مناوشة البيت الابيض وحرمان اوباما من اقرار تمويل الكثير من المشاريع التي يريد الدفع بها.
وسيتطرق الجمهوريون ايضا الى موضوعي الدين العام والعجز في الموازنة. ومن المتوقع ان تصل اوائل العرقلات الجمهورية خلال مناقشات الموازنة القريبة.

وشن النائب الجمهوري داريل عيسى في حديث مع شبكة سي ان ان هجوما على ما سماه quot;البيروقراطية والهدرquot; في ادارة الدولة المالية، معلنا عن عزمه على تقديم اقتراحات للحد من النفقات.
الا ان زعيم الحزب الديموقراطي تيم كاين قال في حديث مع الشبكة نفسها ان quot;الرئيس ياخذ كثيرا على محمل الجد العمل على خفض العجزquot;.

واضاف ان الرئيس اوباما سيقدم خطته الخاصة به quot;وسنرى ان كان الجمهوريون ينوون بالفعل الحد من قدرات الحكومة. وهم باي حال لم يفعلوا ذلك في عهد جورج بوشquot;. وقال اوباما انه يامل التوصل الى حل وسط مع الجمهوريين وحذر من ان quot;جميع الاميركيين سيضطرون لتقديم تضحياتquot;.

ومما قاله اوباما ايضا قبل ايام quot;انا لست ساذجا واعرف ان معارك صعبة تنتظرنا في الاشهر القليلة المقبلةquot;. ونقلت الصحف الاميركية معلومات عن عزم الرئيس على تغيير عدد من المحيطين به لاستبدالهم باشخاص اكثر هجومية في الدفاع عن مشاريعه.

المعارضة الاميركية تستعد لمواجهة اوباما في الكونغرس

من جهةثانيةومع بدء ولاية الكونغرس الجديد المنبثق من الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الاربعاء القادم، توعد الجمهوريون الذين حسنوا مواقعهم داخل السلطة التشريعية في البلاد بانهم سيكونون بالمرصاد للرئيس باراك اوباما. وادت انتخابات الخريف الماضي الى اعطاء الجمهوريين اكثرية في مجلس النواب، وحصولهم على اقلية في مجلس الشيوخ تسهل عليهم مهمة تعطيل مشاريع الحزب الديموقراطي.