في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة الإيرانية لضغوط سياسية واقتصادية خارجية وتواجه خلافات داخلية، يؤكد خبراء أن أي أميركي يسافر إلى ايران معرّض الى ان يتم استخدامه في تحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن المشكلات الداخلية، مذكرين بان النظام الإيراني وُلِدَ من خلال إعتقال الرهائن.


إيرانيات يمررن امام مبنى السفارة الاميركية السابقة في طهران

شبَّهت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية الواقعة الغريبة التي سردتها أمس وسائل إعلام رسمية في إيران عن اعتقال السلطات سيدة أميركية بعد العثور على جهاز تجسس في فمها، بأنها تبدو وكأنها إحدى روايات الكاتب البريطاني جون لو كاريه.

واستهلت الصحيفة تعليقا لها على الواقعة بالقول إن إيران قد تكون مقصداً محظوراً بالنسبة إلى المواطنين الأميركيين، سواء كانوا مسافرين أو رجال أعمال، إذا ما تم النظر إلى الزوار على أنهم جواسيس محتملون. ومع ذكر حالات عن اعتقال أميركيين، أو حتى اختفائهم في إيران بصورة دورية، بدأت تثار مجموعة أسئلة ذات طابع دنيوي، مثل : كم عدد الأميركيين الذين يذهبون إلى إيران، وما هي ظروفهم؟

ثم لفتت الصحيفة إلى أن الردود على تلك الأسئلة عادةً ما تكون قصيرة، مثل : ليسوا كثيرين، وأعدادهم ليست كبيرة ndash; بخلاف هؤلاء الأميركيين القليلين للغاية الذين يسافرون إلى إيران بتأشيرات سفر على اعتبار أنهم يعملون كصحافيين أو كأكاديميين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الاميركي باراك أوباما ربما تحدث ببلاغة في الرسالة التي بعث بها إلى الإيرانيين في السنة الفارسية الجديدة عن زيادة التبادل بين الإيرانيين والأميركيين، لكنّ الحكومتين هنا وهناك تعملان في الواقع على جعل هذا الأمر غير محتمل في أي وقت قريب.

وفي الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة الإيرانية لضغوط سياسية واقتصادية متزايدة وتتعامل مع خلافات متنامية حتى داخل النظام، نقلت الصحيفة عن بعض الخبراء المتخصصين في الشؤون الإيرانية قولهم إن أي أميركي يسافر إلى هناك عرضة لأن يتم استخدامه في تحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن المشكلات الداخلية.

وهنا، قال علي صفوي، رئيس إحدى الشركات الاستشارية المتخصصة في بحوث سياسات الشرق الأدنى في الولايات المتحدة :quot;إن ذهاب الأميركيين إلى إيران لأي سبب يعتبر محاولة خطرة للغاية. وبينما يواجه النظام حالة من الضعف ويتعرض لمشكلات متزايدة خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يفضل شيئاً أكثر من اعتقال الأجانب وتحويلهم إلى بيادق في محاولة منه لتحويل الانتباه عن دوره المنحسر داخل البلادquot;.

وتابع :quot; لقد وُلِدَ النظام الإيراني من خلال اعتقال الرهائن، ( مشيراً إلى احتجاز دبلوماسيين أميركيين كرهائن بعد أن تم شن هجوم على السفارة الأميركية في طهران عام 1979 ). وقد استخدموا الأجانب كأوراق للمساومة مع الغرب منذ ذلك الحينquot;.

وكانت إيران قد ألقت القبض على ثلاثة أميركيين في تموز / يوليو عام 2009 بتهمة دخول أراضيها بصورة غير قانونية واتهمتهم بالتجسس. ويتواجد جوشوا فتال ومايكل شين بوين منذ ذلك الحين في سجن إيفين الإيراني بانتظار محاكمتهم في السادس من شهر شباط / فبراير المقبل. أما زميلتهم سارة شورد ( 31 عاماً )، فقد تم الإفراج عنها في شهر أيلول / سبتمبر الماضي بكفالة قدرها نصف مليون دولار.