بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون،مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التوتر المتصاعد في بلاده.


نيويورك: قال مسؤولون اميركيون ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحثت في التوتر المتصاعد في لبنان مع رئيس حكومة هذا البلد سعد الحريري والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في اجتماعين منفصلين في نيويورك.

وقال مصدر حضر اللقاء بين كلينتون والحريري ان وزيرة الخارجية الاميركية اكدت دعم الولايات المتحدة القوي لاستقلال لبنان ولعمل المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. واوضح دبلوماسيون ان السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير التقى الحريري ايضا ولم يستبعدوا ان يعقد اجتماع بين رئيس الوزراء اللبناني والعاهل السعودي الذي يمضي فترة نقاهة في نيويورك اثر عملية جراحية خضع لها.

واجرت كلينتون محادثات مع الملك عبد الله اولا. ولم ترشح اي معلومات عن اللقاء. لكن الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي قال قبل الاجتماع انها quot;ستؤكد بالطبع للملك ولرئيس الوزراء دعمنا للحكومة الديموقراطية في لبنان وكذلك دعمنا المستمر للمحكمة الخاصةquot;.

وتوجهت وزيرة الخارجية من الفندق الذي يقيم فيه الملك عبد الله الى الفنذق الذي ينزل فيه الحريري للقائه. وقال مصدر حضر الاجتماع مع الحريري لوكالة فرانس برس ان وزيرة الخارجية quot;عبرت عن دعمها القوي لاستقلال لبنان وسيادتهquot;.

واضاف ان كلينتون quot;عبرت ايضا وبشكل واضح جدا عن دعمها لمحكمة الحريريquot;. وكان رئيس الوزراء اللبناني اكد مرات عدة انه لن يخضع للضغوط التي يمارسها حزب الله خصوصا من اجل وقف دعم المحكمة. وغادرت وزيرة الخارجية الاميركية الفندق مؤكدة ان المحادثات quot;ممتازةquot;.

ولم تعرف اي تفاصيل عن المحادثات. وتؤكد الولايات المتحدة باستمرار دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان لملاحقة قتلة رفيق الحريري، والد رئيس الوزراء الحالي. وبعيد مغادرتها الفندق، شوهد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير يتوجه الى جناح الحريري للقائه.

وتحاول سوريا والسعودية القيام بوساطة لخفض التوتر بين حكومة الحريري وحزب الله بشأن المحكمة التي ينتظر ان تصدر قرارا اتهاميا قد يطال عناصر في حزب الله. ويدعم الحريري وفريقه المحكمة لكن حزب الله يتهمها بانها quot;مسيسة وتعمل لحساب اسرائيلquot;.

وكان سعد الحريري صرح لصحيفة الحياة العربية الجمعة ان المسعى السعودي السوري انجز بالفعل. وقال ان quot;المسعى السعودي السوري ناجز وينتظر التنفيذ (...) ومن يوحي بأن على رئيس الحكومة ان يقوم بما عليه، عليه هو في الحقيقة ان يقوم بما التزم بهquot;.

واضاف ان quot;اي التزام من جانبي لن يوضع موضع التنفيذ قبل ان يقوم الطرف الآخر بتنفيذ ما التزم بهquot;. ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول quot;نأسف للقول انه (كلام الحريري) لا يعكس حقيقة الامر (...) ولمحاولات رمي المسؤولية على طرف آخرquot;.

وقال في بيان quot;الكل يعلم ان الازمة قائمة نتيجة تحقيق يطاله التسييس وان الفريق المطلوب منه موقف بهذا الخصوص، معلوم وبالتأكيد ليس المعارضةquot;. وتنعكس الازمة في لبنان شللا في العمل الحكومي والمؤسساتي. من جهة اخرى، يحذر سياسيون وخبراء من تداعيات امنية محتملة في حال اتهام حزب الله القوة اللبنانية الوحيدة المدججة بالسلاح الى جانب الدولة، باغتيال الزعيم السني. واغتيل رفيق الحريري في عملية تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005، ادت الى مقتل 22 شخصا آخرين.