أظهر تنظيم القاعدة قدرة على التكيف بشكل ملحوظ، وأثبت أنه قادر على القيام بمهامه بأسلوب تطبعه المرونة والرشاقة


رغم الضغوط الكبرى التي مارسها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على أسامة بن لادن، وباقي أعضاء تنظيمه، من خلال الهجمات التي تنفذها القوات الأميركية بواسطة الطائرات الآلية quot;التي تعمل بدون طيارquot;، إلا أن التنظيم أظهر قدرة كبيرة على التكيف بشكل ملحوظ، وأثبت أنه قادر على القيام بمهامه بأسلوب تطبعه المرونة والرشاقة.

وفي سياق تقرير لها ضمن هذا السياق، لفتت صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية إلى ذلك الدليل الذي أصدرته القاعدة مؤخراً باللغة الإنكليزية، بهدف منح إرشادات وتوجيهات للجهاديين الموجودين في الغرب، الذين يرغبون في القيام بعمليات قتل دون أن يضطروا للسفر إلى باكستان من أجل تلقي التدريبات اللازمة لذلك هناك.

وقالت الصحيفة إن ذلك الدليل يوضح تفصيلاً طريقة تصميم القنبلة، كما يشرح كيف تمكنت القاعدة من أن تتكيف برشاقة لكي تصبح أول منظمة إرهابية عالمية حقيقية في العالم، لديها القدرة على تجنيد وتدريب المتعصبين على الإنترنت وكذلك على أرض الواقع.

وتابعت الصحيفة بقولها إنه وبعد مرور عشرة أعوام تقريباً على هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001، مازالت القاعدة تتسم بحيويتها وفاعليتها الفتاكة. وبات لديها اليوم أربعة أوجه. أولها وجه مألوف: وهو متعلق بالمجموعة الأساسية التي تضم بن لادن ونائبه، أيمن الظواهري. ومن مقرها في المناطق القبلية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان، مازالت تقدم تلك النواة التوجيه الاستراتيجي للمجموعة نفسها والمجتمع الجهادي المنتشر في جميع أنحاء العالم على حد سواء.

وقد تسببت أكبر عملية مطاردة في التاريخ البشري ( من جانب الولايات المتحدة لابن لادن )، والتي اشتملت على هجمات عقابية بالطائرات الآلية، في الإضرار بقلب تنظيم القاعدة، لكنها لم تدمره بأي حال من الأحوال. أما الوجه الثاني للتنظيم فهو نقابة الشبكات الإرهابية المرتبطة ( سواء في السر أو في العلن ) بالجماعة في باكستان وأفغانستان. ومن بين هذه الشبكات حركة طالبان الباكستانية، المتحالفة في العلن مع بن لادن، وجماعة عسكر طيبة التي تتحالف بصورة أكثر سرية مع القاعدة. وتظل حركة طالبان الأفغانية الشريك الأساسي لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

أما الوجه الثالث للتنظيم، فيمكن رؤيته في الامتيازات التي يحظى بها على الصعيد الإقليمي في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ويشتمل ذلك على منظمات منتشرة في شمال إفريقيا، واليمن، وإندونيسيا. فيُنظر إلى تنظيم القاعدة في اليمن على أنه الأكثر خطورة من عمليات التنظيم الإقليمية. وذلك في الوقت الذي أضحى فيه الجهاديون الذاتيون الذين لا تربطهم علاقات رسمية بالجماعات الإرهابية الوجه الرابع لتنظيم القاعدة. واستشهدت الصحيفة على ذلك بالمجزرة التي وقعت في قاعدة فورت هود العسكرية الأميركية بولاية تكساس، التي أسفرت عن مقتل 13 شخصاً وإصابة ما يقرب من 31، حيث وقعت تلك الحادثة على يد واحد من مثل هؤلاء الأفراد، وهو الميجور السابق في الجيش الأميركي، نضال مالك حسن، ذو الأصول الفلسطينية.

وفي ختام حديثها، أكدت الصحيفة على أن المخالب العديدة التي تتميز بها القاعدة متحدة عن طريق القصة والأيديولوجية الخاصة بالتنظيم. ومضت تشير إلى أن القاعدة ظلت متماسكة بصورة لا يمكن إنكارها، وشددت على ضرورة أخذ نجاحاتها بعين الاعتبار. ورأت الصحيفة كذلك أن السياسات الذكية التي تعزل القاعدة عن غالبية المسلمين، جنباً إلى جنب مع الهجمات المستمرة على ملاجئها وأيديولوجيتها، من المرجح أن تؤدي في نهاية المطاف إلى زوال التنظيم. وهي الطريقة التي بدأ ينتهجها الرئيس أوباما، على أمل أن يتمكن من إحداث تغيير حقيقي.