سلسلة جديدة من عمليات القتل في سوريا تتحول إلى أعمال عنف، في الوقت الذي تظهر فيه انقسامات بين المعارضة حول المتورطين والمنفذين.



قالتصحيفة الـ quot;وول ستريت جورنالquot; أن الاغتيالات في سوريا تشكل منعطفاً جديداً في انتفاضة البلاد، إذ تتصاعد موجة العنف لتصبح خارجة عن سيطرة المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، الذين يحاولون الحفاظ على سلمية الحركة الاحتجاجية.
وتنقسم المعارضة في سوريا حول ما اذا كانت عمليات القتل ينفذها نشطاء يسعون للإنتقام، أو انها خدعة من قبل النظام لتشويه سمعة المتظاهرين وتأجيج نيران الفتنة الطائفية. لكن على الرغم من اختلاف الآراء، تجمع المعارضة السورية على لوم الجيش وقوى الأمن السورية اتابعة للرئيس الأسد لأنهم دفعوا بالمتظاهرين للوصول إلى نقطة الانهيار.
ارتفع منسوب التوتر في سوريا يوم الاثنين بعد مراسم دفن سارية حسون، نجل مفتي سوريا، الذين قالت وسائل الاعلام الرسمية أنه قتل في كمين. وأعلنت الحكومة السورية ان جماعة ارهابية مسلحة أطلقت النار على حسون (22 عاما) في ظهره بينما كان يقود سيارته لجامعته برفقة أستاذه محمد العمر، الذي توفي على الفور.

لكن وفاة حسون تعتبر الحالة الأكثر شهرة بين الشخصيات المقربة من النظام منذ بدء الاحتجاجات في مارس/آذار، الأمر الذي أطلق موجة من الإدانة من جانب السلطات الحكومية، وأعلنت وسائل الاعلام الرسمية الحداد لخسارته، في حين ألقى مؤيدو الحكومة باللوم على العنف الذي يمارسه كل من المتظاهرين والإرهابيين.
وتزايدت التقارير عن أعمال الانتقام والقتل الطائفي بين العلويين (الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس الاسد وقادة النظام الكبار) وبين السنة الذين يمثلون أكثرية في البلاد. وتمكنت قوات المعارضة من الحصول على الأسلحة الخفيفة مع ارتفاع عدد الجنود المنشقين، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم مرحلة العنف الذي تسببه القوات الحكومية وعملياتها المعززة في وجه المعارضين.
وأصبحت بلدة الرستن، الى الشمال مباشرة من مدينة حمص، قاعدة للجنود المنشقين الذين يقاتلون قوى الأمن والجنود يومياً، وفقاً للسكان المحليين.
سارية حسون، نجل مفتي عام سوريا الشيخ أحمد بدرالدين حسون، وهو رجل دين سني مؤيد لنظام الأسد. وقال المفتي حسون خلال خطبة يوم الاثنين في جنازة ابنه التي تم بثها على شاشة التلفزيون الرسمية، إن المعارضة خلقت المناخ المناسب لقتل ابنه وألقى باللوم على رجال الدين المعارضين للأسد رجال لإصدارهم الفتاوى الدينية للتحريض ضده.

وأضاف حسون: quot;إخواني المضللين الذين حملوا السلاح، كان عليكم أن تغتالوني أنا لأن بعض رجال الدين أصدروا فتاوى من هذا القبيل. لكن لماذا قتلتم الشاب الذي لم يفعل شيئاً ولم يصب أحد بأذى؟
أضاف المفتي : quot;اولئك الذين يرسلون السلاح والمال لن ينجحوا في إسكات صوت الحق في سورياquot;.

واتهمت الحكومة السورية مجموعة مسلحة ارهابية بعملية القتل يوم الأحد، كما فعلت منذ بدء الثورة السورية التي خلفت نحو 2700 قتيل، وفقا للأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن محمود عكام، رجل دين سني من مدينة حلب، قوله ان المتظاهرين في سوريا قد حولوا حركاتهم الاحتجاجية إلى أعمال عنف، على الرغم من أوامر قيادتهم بإبقاء الاحتجاجات سلمية. وأضاف: quot;لقد استبدلوا الكلمة بالأسلحة، والديموقراطية بالرصاصquot;.
وتطرق عكام إلى اغتيال سارية حسون، مشيراً إلى انه quot;قُتل لأن والده يؤيد النظام وهو أحد رموزهquot;.

ويشتبه بعض نشطاء المعارضة بأن الجناة كانوا من المتمردين والعصابات الذين يقومون بتنفيذ عمليات قتل انتقامية ضد أي طائفة.
في هذا السياق، يقول المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية السورية، عمر ادلبي، إن الهدف من هذه الاغتيالات هو quot;إحداث فتنة بين الشعبquot;.
وقتل خمسة أشخاص آخرين بالطريقة نفسها في الاسبوع الماضي، بعد أن تعرضوا لكمين مسلح اثناء اتجاههم أو عودتهم من مراكز عملهم، وينتمي ثلاثة منهم إلى الطائفة العلوية، وواحد إلى الطائفة الشيعية، فيما لم يحدد انتماء الأخير. ومعظم هؤلاء مهنيين من أطباء ومهندسين واساتذة أو طلاب.

وتشير إحدى النظريات إلى أن النظام السوري يقوم بقتل البعض من مؤيديه لتشويه سمعة المعارضة.
في هذا الإطار، يقول احد المعارضين البارزين في سوريا، هيثم المالح، إن quot;النظام السوري اعتمد هذه الاستراتيجية من قبل، ويعتمدها اليوم عبر قتل المؤيدين للأسد لاتهام المعارضة وتشويه سمعتهاquot;.
ونفى المالح المخاوف التي تحذر من أن أجزاء من البلاد يمكن ان تنزلق بسرعة نحو حرب أهلية، معتبراً ان السوريين يسلحون انفسهم بهدف الدفاع عن النفس. واضاف: quot;quot;لو أراد السوريون حربا أهلية، لكانت حصلت منذ فترة طويلة، لكن الناس يفكرون في الدفاع عن النفس أولاًquot;.