عواصم: أعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن دعم الولايات المتحدة للمعارضة المتنامية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها قالت إن أمام المتظاهرين السنة في سوريا الكثير من العمل فيما يخص طمأنة الأقليات في هذا البلد لكي يكونوا حركة معارضة حقيقية تعبر عن تطلعات جميع السوريين.

وأضافت كلينتون في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس أن هناك الكثير من الأقليات التي لا تتقبل فكرة أن حياتها ستكون أفضل بغياب الرئيس بشار الأسد، داعية المتظاهرين للالتزام بسلمية مظاهراتهم، ومؤكدة أن الوضع يتحرك تدريجياً ضد النظام في دمشق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند إن نظام دمشق بات يشعر بالخطر بعد نجاح المعارضة السورية في تنظيم صفوفها. وأضافت نولاند أن واشنطن ستستمر في التواصل مع المجلس الوطني السوري ومع مجموعات أخرى على نطاق واسع في ظل تمثيلهم لوجهات نظر مختلفة.

من جانبه، شدد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على ضرورة وقف عمليات القتل في سوريا، مضيفاً أن هناك تحركاً عربياً إزاء ما يحدث في هذا البلد. وتأتي تصريحات آل ثاني بعد يوم واحد من إعلان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح عن نية وزراء خارجية دول الجامعة العربية الاجتماع في وقت يحدد لاحقاً لبحث الأزمة السورية واعتبر امير قطر ان ولادة المجلس الوطني السوري تشكل quot;خطوة مهمةquot; وطالب الحكومة السورية quot;بالتفاهم معهquot; لمصلحة سوريا، وذلك في تصريحات لقناة الجزيرة.

وقال الشيخ حمد في تصريحات ليل الثلاثاء ان quot;المجلس الوطني السوري (المعارض) خطوة مهمة (...) انه لمصلحة سوريا اذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للامة السورية توازنها و تبني مستقبلها من جديدquot;.

واضاف quot;اعتقد ان هذا يكون جيدا واعتقد ان هذا المجلس له تقريبا شرعية من المحتجين الان سورياquot;. من جهة اخرى اكد الامير الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وجود تحرك عربي في اتجاه الازمة السورية. وقال quot;هناك تحرك عربي ازاء ما يحدث في سورياquot;.

واضاف ان quot;المطلوب الان هو ايقاف القتل وايجاد مجال للناس لتناقش امورها بين بعضها البعض و تبتعد عن عملية القتل شبه اليوميةquot;. وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح اعلن امس الثلاثاء ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا لبحث الاوضاع في سوريا.

واعلن اليوم في دمشق عن توافد آلاف الاشخاص الى ساحة السبع بحرات وسط العاصمة السورية تلبية لدعوة وجهها موالون للرئيس السوري بشار الاسد عبر صفحة quot;وطني سورياquot; على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

واعلن المنظمون على صفحتهم ان هذه المسيرة تهدف الى quot;دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع اهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سوريا وإدانة لما يدعى بالمجلس الانتقالي في استانبول وعملائهquot;. وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

إلى ذلك، صرّح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) الروسي ميخائيل مارغيلوف في مؤتمر صحافي بمشاركة وفد لممثلي المعارضة السورية يزور موسكو للقاء كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية وشخصيات من الأوساط الاجتماعية الروسية، بأن quot;على القيادة السورية أن تستغل فرصتها الأخيرة من أجل إنقاذ الوضع على الساحة السوريةquot;.

وطالب مرغيلوف النظام السوري بـquot;البدء فوراً بالحوار مع المعارضةquot;، مضيفاً أن المعارضة التي ستشارك في الحوار quot;يجب أن تكون شاملة لجميع التيارات، وليست تلك التي تروق النظام فقطquot;. وقال مارغيلوف: quot;على السوريين أن يعالجوا هذه المشكلة بأنفسهم، وبلا تدخل أجنبي، ولكن عليهم أيضاً أن يتذكروا، أن هذه هي فرصتهم الأخيرةquot;.

بدورها، دعت الصين الثلاثاء سوريا الى التحرك بشكل أسرع للوفاء بوعودها بتطبيق إصلاحات وذلك بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد الأحد أن نظامه يحضر لاجراءات سياسية جديدة. وقال ليو ويمين الناطق باسم الخارجية الصينية quot;نعتبر انه على الحكومة السورية ان تتحرك بشكل اسرع لاحترام وعودها بالاصلاحاتquot;.

واضاف quot;في موازاة ذلك يجب ان تشارك كل الاطراف المعنية في سوريا في عملية التسوية السياسيةquot;. وهي المرة الاولى التي تبتعد فيها الصين عن عقيدتها القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية بخصوص سوريا حيث اوقع القمع الدامي للمتظاهرين اكثر من 2900 قتيل منذ بدء حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد النظام في اذار/مارس بحسب الامم المتحدة.

وتم التعبير عن هذا الموقف الجديد فيما بدأ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين زيارة الى الصين. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن في مقابلة نشرت الاثنين ان موسكو وبكين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار في مجلس الامن حول سوريا يكون quot;اكثر توازناquot; من النسخة التي عرضها الغرب على التصويت، وتدين العنف من جهتي النظام والمعارضة.

وقال لافروف لمجلة بروفايل quot;نقترح اعتماد مشروع قرار متوازن يدين العنف من الجانبينquot;. واضاف quot;في الوقت نفسه يجب ان نطلب من الاسد مواصلة الاصلاحات التي بدأهاquot;. وتابع quot;الى جانب ذلك يجب ان نشجع المعارضة السورية على الجلوس الى طاولة المفاوضات ومحاولة التوصل الى اتفاق. نحن مستعدون مع شركائنا الصينيين لعرض مشروع القرار هذاquot;.

وكانت روسيا والصين، وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، اثارتا الاسبوع الماضي استياء الغرب عبر استخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين نظام الاسد. وهدد مشروع القرار النظام السوري بـquot;تدابير محددةquot; على قمعه الدامي للمتظاهرين.

وقالت بكين إن مثل هذا القرار quot;لن يحسنquot; الوضع في سوريا. وأضافت نولاند أن واشنطن بعد الفيتو الروسي والصيني تركز جهودها على مجلس الأمن مفضلة quot;العمل في شكل منفرد مع الدول حول الرسالة السياسية والاقتصادية (التي يجب توجيهها) الى نظام الاسدquot;.

واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ما زاوتشو في بيان ان quot;بعض الدول قدمت مشروع قرار للضغط بطريقة عشوائية على سوريا وتهديدها حتى بعقوبات. وهذا لن يساعد على تحسين الوضعquot; في هذا البلد.