إحدى صور التقطتها laquo;ميرورraquo; للوزير وهو يتخلص من وثائق في المتنزه اللندني

فوجئ البريطانيون بأن أحد أبرز الوزراء في حكومتهم يتخلص من أوراق الدولة الرسمية بطريقة أقل ما يمكن أن توصف بها أنها laquo;غير مألوفةraquo;. فمع ان لديه أفضل وسائل تدمير الوثائق، عُرف أنه يرمي بها في سلال القمامة العامة بمتنزه قرب مكتبه في وسط لندن.


لندن: يجد وزير التنسيق الحكومي البريطاني، اوليفر ليتوين، نفسه في مأزق أمني ومحرج على المستوى الشخصي أيضا بعدما عُلم أنه ألقى بجموعة من الوثائق الحسّاسة في سلة قمامة بمتنزه عام... خمس مرات على الأقل.

وكان ليتوين، الذين يضطلع بمهمة إلقاء المشورة على رئيس الوزراء في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بسياسات الحكومة، قد شوهد في متنزه سنت جيمس بوسط لندن وهو يلقي بورقة تلو الأخرى في سلة القمامة. وقالت صحيفة التابلويد laquo;ديلي ميرورraquo; إنها علمت أن بين ما تخلص منه بهذه الطريقة يحوي مراسلات بينه وبين برلمانيين ومسؤولين آخرين تتعلق بأمن الدولة وآخر الخطوات المتبعة لمكافحة الإرهاب. وكانت بعض الوثائق الأخرى تتعلق بناخبين من دائرته وتحوي تفاصيلهم الشخصية مثل عناوين سكنهم وأرقام هواتفهم وهكذا دواليك.

وقد أقدم الوزير على فعلته الغريبة هذا رغم انه يعلم أن المشاهير من أمثاله يجتذبون عدسات الكاميرات اينما توجهوا وحلوا. وبالفعل فقد التقطت له صور وهو يتخلص من الوثائق في المتنزه خمس مرات في خمس أيام مختلفة من الشهر الحالي وحده.

وعُلم أن الوزير كان يأخذ عددا من الوثائق في معيته الى المتنزه في مشواره الصباحي المبكر المعتاد قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء في وايتهول المطل على المتنزه نفسه. وفي حوالي خمس مناسبات التقطت صور للوزير وهو يلقي بالوثائق بعد الفراغ من قراءتها الى سلة القمامة. وصحيح أنه كان يمزّق معظمها قبل التخلص منها، ولكن كان بوسع من أراد الاطلاع عليها إعادة تركيب أجزائها بسهولة في ما بعد.

وبفضل طبيعة منصبه التي تتيح له الحصول على نسخ من أي وثيقة حكومية يزغب في الاطلاع عليها، فإن تخلّص ليتوين من أوراقه بتلك الطريقة أمر قد لا يجد له أي مبرر بأي شكل كان. ومع ان بوسعه أن يدفع بالقول إن الوثائق المعنيّة هنا لا تمس أمن الدولة بشكل مباشر لأنها مراسلات برلمانية وأخرى مع مسؤولين غير أمنيين ومع ناخبين من دائرنه، يقول منتقدوه إن هذا ليس مبررا لأن سلال القمامة العامة ليست هي المكن الذي يتخلص فيه وزير من وثائقه بغض النظر عن محتواها.

ويشير هؤلاء المنتقدون الى أن إحدى الوثائق التي لاقت ذلك المصير تتعلق بباكستان. وورد في فقرة منها ما يلي: laquo;الحكومة (البريطانية) تفعل ما بوسعها للحفاظ على الاستقرار في باكستان ومن أجل تقليل خطر تنظيم القاعدة ndash; وأمثاله - الى المستوى الأدنى الممكن. فهذه مجموعات تستغل هذا الجزء المضطرب من العالم وتتخذه قاعدة لشن هجماتها على المملكة المتحدةraquo;.

ويذكر أن ليتوين أحد أبرز نجوم المحافظين ويعتبر مسؤولا عن توزيع الحصص والمسؤوليات بين حزبه والليبيراليين الديمقراطيين في حكومتهما الائتلافية. كما أنه يصنّف بين أفضل العقول والأكاديميين البريطانيين. لكن هذا قد لا يشفع له في حال اتضح ان الوثائق لتي تخلص منها مهمة على أي نحو يذكر. وحتى في خروجه سالما من هذه الأزمة غير المألوفة، فلا شك في أنه أضر بسمعته كجهة حكومية laquo;موثوق في قدرتها على التقدير والحكمraquo;.