أيّد أكثر من ثلثي الإسرائيليين صفقة التبادل مع حركة حماس والتي بموجبها سيرى الجندي جلعاد شاليط النور مقابل نحو ألف أسير فلسطيني، هذا فيما اعتبرت كتائب القسام أن المفاوضات حققت من 90 إلى 95% من مطالبها.


عائلات فلسطينية تتظاهر أمام مقر الصليب الاحمر مطالبة بإطلاق سراح ابنائها من المعتقلات الإسرائيلية

القدس: اعلن اكثر من ثلثي الاسرائيليين تأييدهم الاتفاق مع حركة حماس على الافراج عن الجندي جلعاد شاليط في مقابل 1027 اسيرا فلسطينيا، كما افاد السبت استطلاع للرأي.

واوضح الاستطلاع الذي اجري لحساب شبكة 10 التلفزيونية الخاصة، ان 69% من الاشخاص الذين سئلوا آراءهم يدعمون هذا الاتفاق، فيما يعارضه 26%، اما الباقون فلم يبدوا رأيا.

ويؤيد الاسرائيليون هذا الاتفاق رغم ان 62% منهم يعتبرون ان الافراج عن الاسرى الفلسطينيين quot;سيفاقم الوضع الامني لاسرائيلquot;، فيما يعتقد 32% منهم انه لن يؤثر في شيء.

وردا على سؤال عن الدوافع التي حملت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الموافقة على عقد هذا الاتفاق مع حركة حماس، قال 22% فقط من الاشخاص انه تصرف فقط quot;من اجل مصلحة اسرائيلquot;.

ويعتقد 35% من الاسرائيليين في المقابل، ان نتنياهو رضخ لضغوط الرأي العام، ويعتبر 35% انه تصرف مدفوعا باعتبارات سياسية لإضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب اخيرا في الامم المتحدة قبول عضوية دولة فلسطين او لتحويل الاهتمام بحركة الاحتجاج الاجتماعية التي تعصف بإسرائيل منذ الصيف.

وقد اجرت الاستطلاع مؤسسة ميدغام بروجكت على عينة تمثيلية للشعب الاسرائيلي من 500 شخص مع هامش خطأ يبلغ 4,5%. وستجرى الثلاثاء مبادلة جلعاد شاليط ومجموعة اولى من 450 اسيرا فلسطينيا اذا ما احترمت بنود الاتفاق بين اسرائيل وحماس.

وستنشر ادارة السجون مساء السبت او صباح الاحد لائحة بأسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم حتى تتاح لمنظمات او اسر ضحايا فرصة الاعتراض امام المحكمة العليا التي لديها 48 ساعة لتبت في الامر.

وفي الماضي، لم تغير اعلى هيئة قضائية اسرائيلية اي اتفاق حول تبادل للاسرى أبرمته الحكومة. لكن لا يمكن ان تتم عملية التبادل الا بعد هذه الاجراءات.

كتائب القسام: الصفقة حققت مطالبنا

في غضون ذلك، أشارت quot;كتائب عز الدين القسّامquot;، الجناح العسكري لحركة quot;حماسquot;، إلى ان صفقة تبادل الأسرى شملت الإفراج عن ألف وخمسين أسيرًا فلسطينيًّا من السجون الإسرائيلية، مقابل شاليط.

وأوضح quot;أبو عبيدةquot;، الناطق الإعلامي باسم الكتائب في تصريح نشره الموقع الإلكتروني الخاص بالكتائب، اليوم السبت (15-10)، أن صفقة التبادل شملت إلى جانب الأسرى المقرّر الإفراج عنهم خلال الفترة المقبلة على مرحلتين وعددهم ألف وسبعة وعشرون، ثلاثة أسرى من الجولان تم الإفراج عنهم، قبل أشهر في إطار هذه الصفقة، وعشرين أسيرة كان قد تمّ إطلاق سراحهن في أيلول (سبتمبر) عام 2009 ضمن ما يعرف بـquot;صفقة الحرائرquot; التي بثت خلالها quot;كتائب القسامquot; شريط فيديو يثبت أن شاليط لا يزال حيًّا.

وبين أن من بين المعوّقات التي تخلّلت عملية التفاوض لإتمام الصفقة، البند المتعلق بالإفراج عن كبار قيادات الأسرى، حيث تمكّنت حركة quot;حماسquot; في الجولة الأخيرة والحاسمة من المفاوضات، من إدراج 44 أسيرًا ضمن الصفقة من أصل 50 من كبار قادة الأسرى الذين كانت الحكومة الإسرائيلية ترفض الإفراج عنهم بشكل مطلق.

وقال أبو عبيدة: quot;الحركة أصرّت على أن تشمل الصفقة أسرى المؤبدات، وقد استطعنا أن نحصل على 90 إلى 95 % من مطالبنا، بما في ذلك موضوع المؤبدات، وبذلك كسرنا الحواجز والخطوط الحمراء والمعايير التي كان الاحتلال يتحدث عنها ويرفضها رفضًا قاطعًاquot;، كما قال.

وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت ترفض بشدّة ضمّ أسرى من القدس ومن داخل الخط الأخضر ضمن صفقات التبادل، على اعتبار أنهم quot;مواطنون quot;إسرائيليونquot; يمثلون خطًّا أحمر لا يمكن تجاوزهquot;، في حين تمسّكت حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; بهم، وضمنت الإفراج عن خمسين من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات منهم.

وبحسب تصريحات الناطق الإعلامي باسم quot;القسامquot;، فقد تمّ تقليص عدد المبعدين إلى خارج الأراضي الفلسطينية إلى 40 أسيرًا فقط، أكّد أنهم سيعودون بعد عدّة سنوات، في حين كان الجانب الإسرائيلي يصرّ على إبعاد 260 أسيرًا.

ترتيبات لإستقبال الاسرى الفلسطينيين

وبدعوة من حركة حماس عقدت الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح اجتماعا في غزة السبت اتفقت خلاله على احتفالات رسمية وشعبية للاسرى المنوي الافراج عنهم في قطاع غزة ضمن صفقة التبادل مع اسرائيل.

وفي بيان تلاه ابو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع اكد اتفاق كافة الفصائل على quot;بدء الترتيبات والاجراءات اللازمة لاستقبال الاسرى المحررين بما يليق بهم من حفاوة كابطال في احتفالات رسمية وشعبيةquot;.

وعبرت الفصائل عن فخرها بالصفقة التي توصلت اليها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مع اسرائيل بوساطة مصرية ووجهت quot;التحية لأبطال المقاومة الذين نفذوا عملية الوهم المتبددquot; التي جرى خلالها أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

وشددت الفصائل بحضور ممثلين عن منظمات المجتمع المدني على انها quot;ستواصل جهودها لتحرير الاسرى جميعا من سجون الاحتلال الاسرائيليquot;.

من جانبه قال اسماعيل رضوان القيادي في حماس انه quot;تم التأكيد في الاجتماع ان قضية الاسرى على سلم اولويات حماس والفصائلquot;.

وقال quot;بمجرد اطلاق الاسرى وتسليمهم للجانب المصري سيقام استقبال رسمي في معبر رفح (الحدودي مع مصر) تشارك فيه حماس والحكومة (المقالة) والقوى ومؤسسات المجتمع المدني ثم يجرى استقبال شعبي رمزي قبل نقلهم لاهاليهمquot;.

واوضح ان quot;احتفالات مركزية ستكون في الوطن في قطاع غزة بالاخصquot;.