طرابلس: يترقب الليبيون اعلان quot;التحرير الكاملquot; المقرر الاحد، وذلك غداة مقتل quot;القائدquot; معمر القذافي وسقوط سرت اخر معاقله وانتهاء حكمه الذي كان بلا منازع طيلة 42 سنة.

وفي الوقت عينه، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن مساء الجمعة ان الحلف سينهي عمليته العسكرية في ليبيا في 31 تشرين الاول/اكتوبر، وذلك غداة مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.

وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي ان ممثلي الدول ال28 الاعضاء في الحلف الاطلسي في بروكسل توصلوا الى quot;اتفاق اوليquot; لانهاء العملية البحرية والجوية في 31 تشرين الاول/اكتوبر بعد سبعة اشهر على انطلاقها في 31 اذار/مارس.

واضاف راسموسن ان التاكيد الرسمي لقرار وقف العمليات سيتم مطلع الاسبوع المقبل.

وتابع quot;مهمتنا شارفت على الانتهاءquot;، مشيرا في الوقت عينه الى ان الاطلسي سيواصل الى حين انهاء العمليات quot;مراقبة الوضع ميدانيا وابقاء القوات للرد على التهديدات ضد المدنيين اذا لزم الامرquot;.

وقال مسؤول كبير في المجلس الانتقالي الليبي طلب عدم الكشف عن اسمه quot;تاكد الامر. سنعلن تحرير كامل ليبيا الاحد في الخامسة بعد الظهر (15,00 ت غ) في ساحة محكمة بنغازيquot;.

وفي هذه الساحة التي صار اسمها ساحة الشهداء وتبعد نحو الف كلم شرق طرابلس تحدى الثوار السلطات الليبية في منتصف شباط/فبراير.

وهذا الاعلان سينهي نزاعا استمر ثمانية اشهر وكلف ارواح ما لا يقل عن 30 الف شخص بحسب المجلس الوطني الانتقالي.

وكان المجلس الوطني الانتقالي نشر مطلع ايلول/سبتمبر خارطة طريق نحو quot;ليبيا حرةquot; تنص على قيام حكومة انتقالية بعد شهر من تحرير البلاد مهمتها تنظيم انتخابات عامة خلال ثمانية اشهر وتسليم سلطات المجلس الانتقالي الى جمعية منتخبة.

ووصل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل الجمعة الى مصراتة لتفقد جثمان الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتل الخميس في سرت.

وقال جبريل لفرانس برس بعد لقائه مع المجلس العسكري في مصراتة والمجلس المحلي للمدينة quot;انا سعيد جدا. انا هنا مع اصدقائي في مصراتةquot;.

وحول ليبيا ما بعد القذافي قال جبريل quot;لا تزال امامنا مرحلتان: سيف والسنوسيquot; في اشارة الى سيف الاسلام نجل القذافي الذي كان يقدم بوصفته خليفته، وعبدالله السنوسي، رئيس استخبارات النظام السابق وهما مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية للاشتباه بارتكابهما جرائم ضد الانسانية.

وتسري معلومات متناقضة منذ الخميس حول مصير سيف الاسلام والسنوسي الا ان ايا منها لم يتم تاكيده.

وقتل معمر القذافي (69 سنة) بعد اسره حيا في مسقط راسه قرب مدينة سرت (360 كلم شرق طرابلس) بعد قليل من سقوط المدينة في ظروف لم تتضح بعد ملابساتها. وكان القذافي فارا منذ سقوط طرابلس نهاية اب/اغسطس.

والقذافي هو الزعيم الثالث الذي يسقط في خضم انتفاضات quot;الربيع العربيquot; بعد نظيريه التونسي والمصري غير انه الاول الذي يقتل في الثورات ضد الانظمة المستبدة التي قمعت في البحرين لكنها مستمرة في اليمن وسوريا.

وبحسب مصادر عدة، كان القذافي موجودا داخل رتل تعرض للقصف من طائرات الاطلسي عندما كان يسعى للهروب من سرت التي كانت على وشك السقوط. واختبأ داخل انبوب للصرف الصحي حيث تعرض لنيران مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي قبل ان يصاب بجروح قاتلة في تبادل لاطلاق النار ادى الى اصابته في كتفه وركبته بحسب مسؤول عسكري وفي راسه بحسب جبريل.

وفي تسجيل مصور بث على شبكة الانترنت، ظهر مقاتل شاب من بنغازي حاملا خاتما وسترة عسكرية قال انهما عائدتان للقذافي، وروى انه اعتقل الزعيم المخلوع وارداه برصاصتين عندما اصر مقاتلون على نقله معهم الى مصراتة.

وفي حين اشاد المجتمع الدولي بمقتل الزعيم الليبي المخلوع داعين الليبيين الى المصالحة وبناء ليبيا حرة وديموقراطية، ارتفعت اصوات عدة لتعبر عن استيائها من ظروف مقتل القذافي.

وطالبت صفية ارملة القذافي التي لجأت الى الجزائر، الامم المتحدة والمنظمات الدولية بتسليمها جثماني زوجها وابنها المعتصم اللذين قتلا برصاص مقاتلي المجلس الانتقالي الليبي لدفنهما، كما نقل تلفزيون الرأي الذي يبث من سوريا.

وبحسب مصادر عدة في المجلس العسكري في مصراتة، من المتوقع ان يدفن القذافي في مكان سري تفاديا لان يتحول مدفنه الى محج لانصاره.

وطلبت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل معمر القذافي في مسقط رأسه سرت الخميس، في حين دعت الولايات المتحدة المجلس الوطني الانتقالي الى quot;الشفافيةquot; في هذا الموضوع، اما منظمة العفو الدولية فتحدثت عن جريمة حرب محتملة وتساءلت روسيا عن قانونية غارة الاطلسي.

وفي سائر انحاء البلاد، اثار مقتل القذافي موجة فرح عارم. ومن طرابلس الى بنغازي، تواصل اطلاق النار في الهواء من اسلحة خفيفة وثقيلة حتى ساعات الليل.

وفي العالم العربي، اكد المدونون على شبكة الانترنت والناشطون المؤيدون للديموقراطية ان مقتل معمر القذافي يمثل جرس انذار للقادة العرب الاخرين الذين يواجهون احتجاجات في المنطقة خصوصا الرئيسان السوري بشار الاسد واليمني علي عبد الله صالح.

وفي جنوب افريقيا، حيت رابطة شبيبة المؤتمر الوطني الافريقي الحاكمة في البلاد ذكرى معمر القذافي الذي وصفته بانه quot;شهيد معاداة الامبرياليةquot; ونموذج للكفاح من اجل quot;الحرية الاقتصاديةquot;.

اما في باريس، فقد حذرت منظمة اليونيسكو الجمعة من خطر تعرض المواقع الثقافية والتاريخية الليبية للنهب بعد مقتل القذافي، مؤكدة في الوقت عينه ان ابرز هذه المواقع لم تصب باي ضرر خلال النزاع الذي انتهى بمقتل القذافي.

وقال مدير مركز التراث العالمي في اليونيسكو فرانسيسكو باندارين في تقرير عن مهمة ميدانية لفريق من اليونيسكو ان quot;الوضع مرض اجمالا، لم تحصل اضرار كبرى، لكن الخطر باقquot;.