بنغازي: احتفلت مدينة بنغازي quot;عاصمة الثورةquot; في الشرق الليبي ليل السبت الاحد بعودة المقاتلين من سرت حيث قتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بعد اسره الخميس، باطلاق النار في الهواء والتهليل والتكبير.
وتدفق الرجال والنساء والاطفال الى شوارع بنغازي التي كانت اول مدينة تتمرد منتصف شباط/فبراير على نظام معمر القذافي الذي حكم بلا منازع 42 عاما وستشهد بعد ظهر اليوم اعلان quot;تحرير ليبيا الكاملquot;. واطلق الرصاص في الهواء احتفالا بعودة المقاتلين الذين استقبلهم سكان المدينة بالعناق والقبلات وتوزيع الحلويات ورش ماء الورد .
وهتفت هبة النيهوم وهي طالبة في الـ19 من العمر وهي تصعد على متن سيارة بيك-اب محملة بالمقاتلين باللباس العسكري quot;نحن فخورون بكم. قتلتم صاحب الشعر الاشعثquot;، اي القذافي الذي quot;نال عقابهquot;. وكان معمر القذافي اعتقل حيا الخميس عندما كان يهم بالفرار من سرت لحظة سقوطها ثم قتل في ظروف لا تزال غامضة.
وتوحي صور واشرطة فيديو التي التقطت خلال اسره في سرت (360 كلم شرق طرابلس) بفرضيات عدة لمقتله. فقد ظهر ووجهه شبه مغطى بالدم ويتم جره الى عربة وسط حشد هائج حيث يتم زجه داخلها. وكان من في المقدمة يدفعونه بعنف ويجذبونه من شعره ويضربونه، وبدا وكأنه يحاول الكلام.
واظهرته صور لاحقة وهو يتم جره من المركبة، وهو مازال حيا، ويدفع به بين الحشد الصارخ، قبل ان يختفي وسط جلبة وصوت الرصاص. وفي فيديو اخر تم تناقله على الانترنت يقول مقاتل شاب انه ضرب القذافي مرتين بالرصاص بعد اسره -- مرة تحت إبطه ومرة في رأسه، ويقول انه مات بعد ذلك بنصف ساعة.
واثار مقتل القذافي انتقادات وتساؤلات من قبل حكومات ومنظمات غربية عدة لحقوق الانسان. غير ان الزعيم الانتقالي مصطفى عبد الجليل قال انه يجرى تحقيق في ملابسات مقتله. لكن في بنغازي، لم يكن هناك مكان لهذه المسألة مساء السبت اذ طغت اجواء احتفالية في المدينة.
وقال مصطفى يوسف حاملا علم ليبيا الذي اعتمده المجلس الوطني الانتقالي quot;لا استطيع التعبير عما اشعر به تجاه هؤلاء الرجال. ان كانوا من بنغازي او مصراتة (المدينة المؤيدة للثوار في الغرب الليبي) نحن نحبهم جميعاquot;.
وخلفه، قامت مجموعة من الرجال والنساء والاطفال بترديد هتاف quot;الله اكبرquot; وهم يلوحون بالاعلام ويرفعون اشارة النصر عند وصول كل سيارة من سرت التي تبعد 600 كلم غربا. وفي معركة سرت، قاد المقاتلون القادمون من بنغازي في اغلب الاحيان الهجمات على المدينة بعدما استولوا على معاقل القذافي الواحد تلو الآخر.
وقد تكبدوا خسائر جسيمة وخصوصا في الاسابيع التي سبقت سقوط سرت. وعند وصولهم الى بنغازي قام المقاتلون باطلاق النار في الهواء تعبيرا عن ابتهاجهم. وصرح احمد الادريسي المقاتل الذي جرح اثر اصابته بقذيفة هاون قبل اسبوعين quot;انه امر لا يصدق. لا استطيع التعبير عما اشعر بهquot;.
واضاف وهو يقود سيارة بيك آب على الرغم من اصابته ان quot;الجميع قالوا انه علي العودة الى البيت بعد اصابتي بجروح لكنني ما زلت اقاتل على خط الجبهة. القضية تستحق هذا العناء. انتهى القذافي والشعب سعيد الآنquot;.
وقبل مقاتل جلس بقربه يد طفل كانت والدته ترفع علم ليبيا بيد وترفع اشارة النصر باليد الاخرى وسط هتافات quot;ارفعوا رأسكم عاليا انتم ليبيونquot;. واكتظت شوارع المدينة حتى وقت متأخر من ليل السبت الاحد بالسيارات التي اطلقت ابواقها في كل مكان بينما كان اطفال يرقصون على اسطح السيارات التي تقلهم مع عائلاتهم، جنبا الى جنب مع المقاتلين.
وعلقت سيارات الاسعاف بين الحشود بينما كان يسمع صوت الرصاص والقذائف المضادة للدروع (ار بي جي) التي اطلقت في الهواء احتفالا بعودة المقاتلين. وقال صلاح الذي اكتفى بذكر اسمه الاول بينما كان يلتقط صورا للحشود بهاتفه النقال مثل مئات غيره ان quot;كثيرين سيزورون المستشفيات غدا بعد اطلاق النار هذا الذي لم ولن يتوقف لساعات. لكن لا احد يكترث بذلك لان الوقت الآن للاحتفالquot;.
التعليقات