وفاة والدة بنازير بوتو منفية في دبي تجدد شقاق العائلة

نصرت بوتو

مثلما اشتهرت عائلة بوتو بكونها جزءا من تاريخ باكستان السياسي منذ مطالع السبعينات، اشتهرت أيضا بنوع الشقاقات التي تشمل الاتهامات بإراقة الدم، فكأنها دراما فيلم سينمائي. والآن تعيد نصرت بوتو تشغيل هذه الدراما بوفاتها الأحد في laquo;منفاهاraquo; بدبي.

لندن: وفاة نصرت بوتو، والدة رئيسة الوزراء الباكستانية القتيلة بنازير، في دبي الأحد الماضي أسدلت الستار على حياة امرأة اخرى في هذه العائلة الباكستانية الشهيرة. لكنها رفعت في الوقت نفسه النقاب عن فصل آخر يعيد شقاقها العميق الى دائرة الضوء.

وفي ما يبدو فإن نصرت بوتو لم تختر دبي أو غيرها مكانا لعيشها، وإنما نفيت اليها بأوامر مباشرة من صهرها الرئيس الحالي آصف علي زداري الذي اتضح ايضا أنه ضرب حولها ستارا من العزلة حتى داخل دبي نفسها، وفقا لما نقلته laquo;تلغرافraquo; البريطانية عن بعض أبرز أفراد أسرتها.

فقد قالت حفيدتها الكاتبة فاطمة وابنتها غنوة إن زرداري حرّم عليها الاتصال بهما أو بأي من أفراد العائلة في باكستان. ويذكر أن فاطمة ظلت تتهم بنازير، التي اغتيلت في 2007، وزوجها زرداري بقتل والدها مرتضى بوتو في 1996. وقد قتل هذا الأخير برصاص الشرطة خارج منزله بكراتشي عندما كانت بنازير رئيسة للوزراء.

وكان مرتضى قد جر على نفسه عداء شقيقته وزوجها عندما اتهم هذا الأخير علنا بالفساد، واتهم بنازير بالتنكر للمبادئ الاشتراكية التي دافع عها والدهما ذو الفقار. ومن هنا جاء اتهام أسرته بأن مقتله مدبر من قبل بنازير وزوجها. ودفع هذا الأخيران ببراءتهما التامة من كل هذا، لكن الاتهام أحدث شقاقا في الأسرة ظل هوة عميقة بين طرفيها حتى اليوم. وجاءت وفاة نصرت فقط لتلقي الضوء مجددا عليه.

ويذكر أن هذا الشقاق في أشهر عائلة سياسية باكستانية وأسبابه واثاره المختلفة على أفرادها صار موضوع الكتاب Songs of Blood and Sword laquo;أغاني الدم والسيفraquo;. وهو الكتاب الذي ألّفته فاطمة بوتو وقذف بها الى عالم الشهرة باعتبارها كاتبة مستقلة ليست بحاجة لاسم laquo;بوتوraquo; كوسيلة الى الشهرة الدولية.

وكان بين ما سردته في هذا الكتاب، الذي ألّفته بعد وقت قصير من مقتل أبيها مرتضى، أن زرداري (بعلم بنازير ومباركتها) أمر قجأة بترحيل نصرت بوتو من منزل الأسرة ونفيها الى دبي، بدون أن يُسمح لها برؤية أحفادها مثل فاطمة وأخيها ذو الفقار أو والدتهما غنوة. وقد حرم هؤلاء من أي نوع من الاتصال بها في دبي، واستمر هذا الوضع الى ممات نصرت الأحد.

وقالت فاطمة بعد سماعها نبأ الوفاة: laquo;عزلوها عننا لتموت وحيدة في منفي لا قريب فيه أو حبيب. عاشت وماتت وسط خدم وغرباء وكأنها بلا أهلraquo;.. وأضافت والدتها غنوة قولها: laquo;... وكل هذا بأوامر مباشرة من آصف زرداريraquo;!