مقتل 20 مدنياً برصاص الأمن السوري في جمعة quot;الحظر الجويquot;

دمشق: للمرة الأولى منذ بدء الحراك الاحتجاجي في سوريا، خرج قادة ميدانيون من الحركة الشعبية إلى العلن، وأطلوا بأنفسهم على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية في سورية في خطوة نوعية جريئة، تمثل اختبارا حقيقيا لمدى قبول السلطات السورية بالحراك الشعبي السلمي وقادته في البلاد.

وتلا زهير مشعان وجورج زيتون وفيصل يعسوب، وهم قادة ميدانيون شباب للحراك الشعبي السلمي في كل من دير الزور وحمص والسويداء في مؤتمر صحافي عقدوه مساء أمس الخميس في مقر الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير المعارضة في دمشق بيانا باسم الحركة الشعبية في سوريا دعوا فيه القوى الوطنية إلى العمل لتحقيق ما أسموه quot;الخروج الآمن من الأزمةquot;.

وطالب البيان، سبيلا إلى ذلك، بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وكبح جماح القوى الأمنية السورية، وتشكيل لجان تحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين وأفراد الجيش، واجتثاث جذور الفساد. وأكد البيان، الذي وقع عليه من يسمون بقادة الحراك الشعبي في عدد من المدن والمناطق والبلدات والقرى السورية، على سلمية الحراك الشعبي وضرورة أن تحافظ السلطات على سلميته، مشددا على أن يكون الحل للأزمة السورية نابعا من الداخل، لا بتدخل خارجي.

وفي معرض ردهم على أسئلة الصحافيين أشار القادة المعنيون إلى أنهم لم يطلبوا ترخيصا من السلطات السورية لعقد مؤتمرهم، نافين في الوقت نفسه أي ارتباط لهم بالحركة الشعبية للتحرير والتغيير التي quot;قدمت لهم المساعدة والتسهيلات اللازمة لعقد هذا المؤتمرquot;.

وكان المعارض السوري قدري جميل، أحد قادة الحركة الشعبية للتحرير والتغيير، قد نفى أيضا قبيل المؤتمر أن تكون لحركته أي صلة مباشرة بالقادة الميدانيين المذكورين.

وردا على سؤال لـquot; أنباء موسكوquot; عن أسباب هذا الظهور المفاجئ أمام وسائل الإعلام، وفيما إذا كانت هذه الإطلالة تمثل quot;انتحاراquot; لأصحابها واختبارا لصبر الأجهزة الأمنية السورية، قال زهير مشعان أحد القادة الميدانيين الثلاثة: quot;كنا نعمل في الظل والآن بدأ يعلو صوت العقل الذي يدعو إلى الحل السلمي وإنهاء الحل الأمني، ومن هنا أعلنا عن أنفسنا مباشرةquot;.

فيما أوضح القائد الميداني فيصل يعسوب في حديث خاص لـquot;أنباء موسكوquot;: نحن نختبر مصداقية الإعلام السوري بلحظة من اللحظات ومصداقية الطرف الداعي للحوار من النظام ومدى قدرة الشارع السوري على التعبير عن رأيهquot;، مشيرا إلى أن الفرصة غدت مواتية لهذا الظهور quot;فالكل واقع في أزمة، فالنظام لم يستطع أن يحل بطريقته الأمنية، وهناك حل سياسي النظام غير قادر على تطبيقه، هناك صوت سياسي داخل النظام مازال هو الأضعف، أما الحركة الشعبية فهي في أزمة نتيجة أخطاء موضوعية موجودة فيها ونتيجة تآمر الجميع خارجيا وداخليا عليهاquot;، معتبرا أن quot;أكثر ما يخافه الفاسدون داخل سورية وخارجها ورأس المال المعولم والأميركيون والإسرائيليون هو أن يتخذ السوريون قرارهم بأنفسهمquot;.

ولفت يعسوب إلى وجود مغالين في السلطة والمعارضة واختراقات في كليهما أوصلت البلاد إلى هذه الأزمة.

ودعا يعسوب إلى ضرورة إحداث quot;تغيير شامل في السياسات الاجتماعية والاقتصادية إلى النظرة الوطنية إلى قضايا الممانعة والمقاومة واستعادة الأرض واستعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وإلى الحريات والمناهج الثقافية ومنع القمع واستعادة الديمقراطية في هذا البلد ، معتبرا في الوقت نفسه أن quot;التغيير غير مرتبط لا باسم و لا بشخص، وطالما أن التغيير مرتبط بالشعب فإننا نستمد الشرعية ونصنعها في الشارعquot;، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية لا تتعامل مع النظام ككتلة واحدة صماء quot;.

وعن أسباب تدني أعداد المظاهرات السلمية في المدن السورية في الأسابيع الأخيرة أوضح يعسوب أن quot;الشارع السوري بات يفكر ويفرز وراح يغير طريقة عمله، لأنه وجد أن الصدام المباشر مع الأجهزة الأمنية غير مجد.. وأضاف: quot;الناس تخرج حاملة هماَ، لكن سرعان ما يتحول هذا الهم إلى دم في الشوارع وثمة أشخاص يستغلون هذا الوضع ويلعبون على ردة الفعل .. بعد تجربة سبعة أشهر صار الناس يعرفون كيف يفكرون لذلك يقل عدد المتظاهرين في لحظة من اللحظات ، لكن ليس نتيجة لضعف الحركة الشعبية، فالحرك الشعبي مستمر، أحيانا بتظاهرات يوم الجمعة وأحيانا في أيام أخرى وأحيانا يتحول إلى عمل سياسي واجتماعي بين الناسquot;.

وأكد يعسوب أنه quot;لا توجد قيادة مشتركة للحركة الشعبية في سوريا، وهو أمر رهن الزمن والخبرةquot;، حسب تعبيره.