العقيد المنشق رياض الأسعد

يهدف الجيش السوري الحر إلى أن يصبح الجناح العسكري للمعارضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.


لندن: طالب الجيش السوري الحر بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد أن يكون الجناح العسكري للمعارضة السورية. ويأتي تأكيد نشاط هذا التنظيم الذي يعمل من داخل الأراضي التركية بموافقة السلطات بعد ظهور أدلة تشير إلى أن عملياته تلحق خسائر كبيرة في صفوف قوى الأمن السورية. وقال مراقبون إن نشاطه بمباركة أنقرة يبين غضب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان على الأسد الذي نكث بكل ما تعهد به من وعود بالاصلاح.

وقال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر في مقابلة اجرتها معه صحيفة الديلي تلغراف في قاعدة محمية بحراسات شديدة شرقي تركيا ان تنظيمه هو quot;جيش سوريا الجديدة في المستقبلquot; مؤكدا ان الجيش السوري الحر لا يرتبط بأي طائفة أو دين أو حزب سياسي.

وقال العقيد الأسعد quot;نحن نؤمن بحماية جميع مكونات المجتمع السوريquot;. واضاف الأسعد ان مقاتلي الجيش السوري الحر الذي يتألف من عسكريين منشقين عن جيش النظام ينفذون عمليات quot;نوعية ضد قوات النظام وعناصره الأمنيةquot;.

ولاحظت صحيفة الديلي تلغراف ان العقيد الأسعد محاط بحماية مشددة من رجال الأمن الأتراك ولايمكن الوصول اليه إلا عن طريق وزارة الخارجية التركية مباشرة منوهة بموقف تركيا الرسمي وتشديدها على ان دورها في سوريا انساني محض.

وامتنع العقيد الأسعد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية عن القول عما إذا كان الجيش السوري الحر ينفذ عمليات عبر الحدود ولكنه قال ان رجاله يعملون في عموم الأراضي السورية. وأكد quot;ان مقاتلينا يحمون حدود البلدات والقرى المعارضة، ويهاجمون الجنود الذين يطلقون النار على المتظاهرين السلميينquot;. واضاف ان افراد الجيش السوري الحر quot;مسلحون بأسلحة وذخيرة مسروقة من النظامquot;.

ولا يُعرف حجم الجيش السوري الحر على وجه الدقة حيث تتراوح التقديرات بين 5 آلاف و15 الف رجل. وكان العديد من المنشقين هربوا عبر الحدود وهم يقيمون في مخيمات محروسة داخل الأراضي التركية.

وناشد العقيد الأسعد المجتمع الدولي ان يفرض منطقة حظر جوي وبحري على النظام. وقال ان الجيش السوري الحر لا يستطيع شراء أسلحة ولكنه يعمل على حماية المدنيين. وأوضح ان تنظيمه يسعى الى اقامة quot;منطقة آمنةquot; في شمال سوريا تتيح للجيش السوري ان ينظم قواه.

واشار مراقبون الى ان الجيش السوري الحر بتسليحه المحدود لا يشكل تهديدا خطيرا للنظام حتى الآن ولكن وجوده يمثل تطورا مهما في سياسة المعارضة التي كانت متفقة سابقا بكل فصائلها على اعتماد الاحتجاجات السلمية.

وقال العقيد الأسعد انه يدعو الى الاعتراف بالجيش السوري الحر بوصفه الجناح العسكري للمجلس الوطني السوري. واوضح العقيد الأسعد في حديثه لصحيفة الديلي تلغراف quot;اننا ننتظر منهم تعيين وفد رفيع المستوى وارسال ممثل يتحدث معنا عن سبل دعم اهدافهم عسكرياquot;.

واكد عضو في المجلس الوطني السوري طلب عدم ذكر اسمه اجراء محادثات مع الجيش السوري الحر وقال quot;ان التزامنا كان دائما الحل السلمي ولكن لصبرنا حدوداquot;.

واضاف ان القرار quot;يتوقف على التطورات السياسية بين الجامعة العربية والشرق الأوسط والمجتمع الدوليquot;. واعلن عضو المجلس الوطني السوري ان المجلس سيقدم في غضون عشرة ايام مشروعا جديدا يتضمن استراتيجية عسكرية وسياسية quot;وهنا قد تُطرح قضية الجيش السوري الحر على بساط البحثquot;.

في غضون ذلك استمرت اعمال العنف. وافادت تقارير غير مؤكدة ان تسعة سوريين من افراد الطائفة العلوية أُنزلوا من حافلة وقُتلوا فيما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان منشقين قتلوا 15 من عناصر قوى الأمن في هجومين يوم الأربعاء الماضي. وقال المرصد ان 20 شخصا قُتلوا يوم الخميس في حمص بالتزامن مع اعلان النظام السوري موافقته على مبادرة الجامعة العربية.