مفاعل ديمونا النووي |
أدرجت إسرائيل نفسها للمرة الأولى في نادي الدول النووية، تزامناً مع صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول البرنامج النووي الإيراني، إلا أن تل أبيب نسبت المعلومات المتعلقة بأسلحتها غير التقليدية إلى دوائر غربية، مبررة تعتيمها على تلك المعلومات بعدم توقيعها على معاهدة حظر الانتشار النووي.
للمرة الأولى لم تستثن إسرائيل نفسها من نادي الدول النووية، إلا أنها بررت ذلك بعدم توقيعها على معاهدة حظر الانتشار النووي، ووفقاً لتقرير مطول نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، تزامناً مع صدور تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة النووية حول البرنامج النووي الإيراني، رصدت الصحيفة العبرية البرامج النووية لعدد من دول العالم، وجاءت إسرائيل في مقدمة تلك الدول.
إذ اشارت معلومات الصحيفة المنسوبة الى دوائر غربية، ان الدولة العبرية أجرت أولى تجاربها النووية عام 1979، وانها تمتلك ما يربو على 100 رأس نووية، فضلاً عن آليات عسكرية قادرة على حمل تلك الرؤوس.
وصايا ديفيد بن غوريون
ذهب تقرير الصحيفة العبرية الى انه على العكس من سياسة الدول الأعضاء في نادي الدول النووية، لم تنف إسرائيل ولم تؤكد امتلاكها أسلحة نووية، وتحرص على تبني سياسة التعتيم الإعلامي حول ما يخص ترسانتها النووية، وذلك تنفيذاً لوصايا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ديفيد بن غوريون، الذي وضع اللبنة الأولى للبرنامج النووي الإسرائيلي، وكان دافعه الوحيد بحسب يديعوت أحرونوت، ردع الدول العربية خاصة المحيطة بإسرائيل، وإثنائها عن فكرة زوال إسرائيل من خارطة الشرق الأوسط.
وفي عام 1960 دشّنت إسرائيل ما يُعرف بـ quot;قرية الأبحاث النوويةquot; على مقربة من منطقة quot;ديموناquot;، وفي البداية اعلنت إسرائيل أن تلك القرية تضم مصنعاً للنسيج، إلا أنه في مرحلة لاحقة إدعت إسرائيل أن القرية تحوي مفاعلاً نووياً للأغراض السلمية، وعلى الرغم من المطالب الدولية المتكررة حول ضرورة إعلان إسرائيل عن برنامجها النووي، إلا انها رفضت ذلك بذريعة إحجامها عن التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي.
ووفقاً لتقديرات نقلتها الصحيفة العبرية عن دوائر وصفتها بـ quot;الغربيةquot;، أجرت إسرائيل أولى تجاربها النووية في المحيط الهندي بالتعاون مع جنوب افريقيا عام 1979، ورفضت إسرائيل التطرق من قريب أو من بعيد إلى هذا الحدث، ولم يزاح الستار عنه الا على لسان من تصفه تل أبيب بـ quot;الجاسوس النووي الإسرائيليquot; مردخاي فانونو.
إذ كشف في تصريحات خاصة لصحيفة الـ quot;صنداي تايمزquot; البريطانية عن أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي، مؤكداً أن بلاده تمتلك مئات الرؤوس النووية التي يمكن وضعها على صواريخ من طراز أريحا 1، 2، و 3 الإسرائيلية.
واستنادًا إلى معلومات منسوبة لوسائل إعلام أوروبية، تعكف إسرائيل منذ فترة ليست بالقصيرة على تطوير صواريخ باليستية لحمل رؤوس نووية، وفي نهاية الأسبوع الماضي، بحسب يديعوت احرونوت، اكدت صحيفة الـ quot;غارديانquot; البريطانية ان إسرائيل تطور قدراتها النووية، وتزيد من مدى صواريخها الـ quot;ارض- ارضquot; من طراز quot;اريحا 3quot;، إضافة الى تطويرها صواريخ نووية أخرى، يمكن إطلاقها من الغواصات.
وذكرت مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية أن إسرائيل تمتلك ثلاث غواصات نووية، وتعتزم زيادة العدد إلى خمس بعد وصول غواصتين يتم تصنيعهما حالياً لمصلحتها في ألمانيا.
الفيزيائي اليهودي - الاميركي
الصحيفة العبرية المحت وبصورة غير مسبوقة، الى ان الدول الاعضاء في نادي الدول النووية هى عينها الدول التي تعارض انضمام إيران إلى هذا النادي، ووضعت يديعوت على رأس هذه الدول الولايات المتحدة، مشيرة الى انها أجرت اولى تجاربها النووية في السادس عشر من شهر تموز/ يوليو عام 1945، وأنها تمتلك 8.400 رأس نووية.
ووفقاً لمعلومات الصحيفة الإسرائيلية، كانت الولايات المتحدة أولى دول العالم التي أجرت تجارب واستخدمت الاسلحة النووية على ارض الواقع، وذلك إبان الحرب العالمية الثانية، وكان المدير المعلوماتي الاول للبرنامج النووي الاميركي المعروف بـ quot;مشروع منهاتنquot; هو الفيزيائي اليهودي ndash; الاميركي quot;جوليوس روبرت اوبنهايمرquot;، وكان الأخير أول المطالبين بتجربة هذا النوع من السلاح على أرض الواقع.
ورغم أن مطالبته لاقت استهجاناً من العلماء المشاركين في المشروع، الا ان تقديرات واشنطن ادعت: quot;ان عدد القتلى خلال مداهمة الجيش الاميركي لليابان إبان الحرب العالمية الثانية سيتجاوز المليون قتيلاً، ولذلك فإنه ليس هناك مانع من استخدام القنبلة النووية ضد اليابانيين، خاصة إذا كان عدد قتلاها سيكون اقل من الحرب التقليدية، وعلى خلفية هذا التقدير قرر الرئيس الأميركي في حينه quot;هاري ترومانquot; إنهاء الحرب مع اليابانيين بأقصى سرعة ممكنة عبر الاعتماد على السلاح غير التقليدي الجديد.
في السادس من آب/ أغسطس عام 1945، حلّقت طائرة اميركية من طراز (B-29) في سماء مدينة هيروشيما اليابانية، وكانت تلك الطائرة ملقبة بـ quot;إينولا جيquot; وألقت من ارتفاع 680 متراً أولى القنابل النووية التي تعارف الأميركيون عليها في حينه باسم quot;الطفل الصغيرquot;، وأسفرت العملية عن تدمير ثلثي الجزيرة اليابانية، وبلغ عدد القتلى اليابانيين 140 ألف شخص حتى نهاية عام 1945، بينما تضاعفت أعداد القتلى في السنوات اللاحقة، نظراً إلى التسربات الإشعاعية في هذا البلد.
اما القنبلة النووية الثانية التي ألقتها الولايات المتحدة على جزيرة نجازاكي اليابانية فكانت في التاسع من آب/ اغسطس (بعد إلقاء القنبلة الأولى بثلاثة ايام)، وألقت القنبلة حينئذ طائرة أميركية ملقبة بـ quot;سيارة بوكquot;، وحملت قنبلة البلوتونيوم الثانية اسم quot;الرجل السمينquot;، وألقيت القنبلة من ارتفاع 500 متر من سطح الأرض، وأسفرت العملية عن مصرع 70 ألف شخص حتى نهاية العام.
ووفقاً لمعلومات الصحيفة العبرية، وصلت الترسانة النووية الأميركية الى ذروتها عام 1967، لتتخطى 32 الف آلية قتالية غير تقليدية تنتمي إلى 30 نوع او يزيد.
جواسيس النووي الروسي في منهاتن
وضعت يديعوت أحرونوت روسيا في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في نادي الدول النووية، وقالت إنها أجرت تجربتها النووية الاولى في التاسع والعشرين من آب/ اغسطس عام 1949، وانها تمتلك ما يربو على 13.000 رأس نووية.
ووفقاً للصحيفة عينها أوعز رئيس الاتحاد السوفييتي السابق ستالين الى مساعده الامين quot;برنتي برياquot; بذل كل الجهود لامتلاك سلاح نووي، واعتد الرئيس السوفييتي حينئذ على العالم الروسي quot;ايغور كوريتشوفquot;، الذي عكف على جمع المعلومات النووية الاميركية من خلال الجواسيس الروس، الذين توغلوا الى داخل الترسانة النووية الاميركية، رغم القيود الامنية المفروضة عليها، وكان الوحيد المعروف من بين هؤلاء الجواسيس هو quot;كلاوس فوكسquot;، وكان فيزيائيًا ألمانيًا حصل على حق اللجوء في بريطانيا بعد صعود النازيين إلى السلطة عام 1933، وفي عام 1943 تم إيفاد فوكس الى الولايات المتحدة للعمل في البرنامج النووي الأميركي المعروف بـ quot;مشروع منهاتنquot;، وعمل في معامل quot;لوس الموسquot; في ولاية نيومكسيكو، وهو الموقع الذي بنيت فيه اول قنبلة نووية اميركية.
وتشير الصحيفة العبرية الى انه في التاسع والعشرين من آب/ اغسطس عام 1949 أجرى الاتحاد السوفييتي اول تجاربه النووية، واطلق الاميركيون على القنبلة النووية السوفييتية الاولى اسم quot;جو 1quot; نسبة الى اسم ستالين، ووصلت الترسانة النووية السوفييتية إلى ذروتها عام 1981 لتمتلك موسكو 33 ألف نوعًا من الاسلحة النووية.
وفي اعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، ظل معظم السلاح النووي في مجال الاراضي الروسية، الا انه يُعتقد بأن جزءاً آخر حصلت عليه اوكرانيا، وفي نيسان/ ابريل عام 2010 وقع الرئيس الاميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف معاهدة يتم بموجبها تقليص الأسلحة النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا الى الثلث.
ووفقاً لبنود المعاهدة يتم تقليص الرؤوس النووية في الدولتين الى 1.550، ويقلص عدد القاذفات من البر الى 800، كما يقلص عدد القاذفات المؤقتة الى 70، وكانت المعاهدة بديلاً من معاهدة ستارت START، التي وقع عليها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الأب مع نظيره السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف.
من روسيا الى بريطانيا التي أدرجها التقرير العبري في المركز الثالث في نادي الدول النووية، إذ اشار إلى أنها أجرت اولى تجاربها النووية في الثالث من تشرين الاول/ اكتوبر عام 1952، واكد انها تمتلك 185 رأسًا نووية، وأرجع التقرير إصرار بريطانيا على تلك الخطوة إلى ردع القوة السوفييتية حينئذ.
وقالت يديعوت احرونوت إن اسطول الغواصات النووية البريطاني سيخرج من الخدمة في بداية عشرينيات القرن الجاري، وتستثمر لندن لإعادة بناء الأسطول 33 مليار دولار، وسوف يدخل الاسطول الجديد الى الخدمة عام 2024.
تجارب في صحراء الجزائر
فرنسا جاءت بحسب الصحيفة العبرية في المركز الرابع، إذ اجرت اولى تجاربها النووية في الثالث عشر من شباط/ فبراير عام 1960، وتمتلك ما يربو على 300 رأس نووية، وكان البحث النووي الفرنسي موسعاً قبل الحرب العالمية الثانية، الا انه توقف في اعقاب الحرب بسبب حالة انعدام الاستقرار الفرنسية وميزانية تكلفته الضخمة، الا ان البحث استعاد عافيتة مجدداً في خمسينيات القرن الماضي، وفي 13 شباط/فبراير عام 1960 شهدت الصحراء الجزائرية اولى التجارب النووية الفرنسية.
تأتي الصين وفقاً للصحيفة العبرية في المركز الخامس، إذ اجرت اولى تجاربها النووية في السادس عشر من تشرين الاول/ اكتوبر عام 1964، ويبلغ عدد رؤوسها النووية 240 رأساً، وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه عام 1966 أجرت الدولة الشيوعية أول تجربة على صاروخ يحمل رأس نووية، ويستهدف السلاح النووي الصيني ردع الولايات المتحدة وروسيا.
وتعتبر الصين الدولة الوحيدة التي تعهدت بعدم الاعتماد على السلاح النووي كضربة أولى لأية دولة معادية، رغم ذلك ترفض الصين التنازل عن ترسانتها النووية، وتعلن انها ستبقي على نسبة منه بغرض الحافظ على قوة ردعها.
ووقعت الدول الخمس (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، وروسيا) على معاهدة حظر الانتشار النووي، إلا أن هناك دولاً نووية أخرى لم توقع على تلك الاتفاقية، ومنها الهند، التي تمتلك ما بين 80 الى 100 رأس نووية، وباكستان التي تمتلك 60 رأساً نووية، وكوريا الشمالية التي تمتلك 10 رؤوس نووية، ثم إسرائيل التي تمتلك اعتماداً على معلومات وصفتها يديعوت احرونوت بـ quot;الغربيةquot; ما يربو على مائة رأس نووية.
التعليقات