لندن: أجرى مسؤولون إيرانيون محادثات مع قياديين في المعارضة السورية في مؤشر له دلالاته الى تضييق العزلة على نظام الرئيس بشار الأسد.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصادر مختلفة في المعارضة ان إيران فتحت قناة مع جماعة معارضة quot;معتدلةquot; منذ نحو شهر. واجتمع مسؤولون إيرانيون مع هيثم مناع وناشطين آخرين في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي. وقال صحافي معارض ان إيران استخدمت هيثم مناع بهدف التحضير لمؤتمر تعقده قوى المعارضة ولكن المحاولة فشلت لأن quot;لا أحد يثق بإيرانquot;، على حد قول الصحفي.

وكان ناشطون في المعارضة السورية اتهموا في بداية الانتفاضة عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالعمل مع القوات السورية لقمع التظاهرات. ولكن مراقبين لاحظوا انه حتى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ابدى علائم تذمر من الرئيس الأسد.

وفي آب/اغسطس دعا احمدي نجاد النظام السوري الى الجلوس مع المعارضة وطالب في تشرين الأول/اكتوبر الأسد مباشرة بتنفيذ اصلاحات. وستكون إيران من اكبر الخاسرين في حال سقوط الأسد، بحسب المراقبين مشيرين الى استخدام إيران الأراضي السورية ممرا لايصال الدعم الى حلفائها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف ان مناع لم يرد على طلب التعليق بشأن نبأ اجتماعه مع مسؤولين إيرانيين مضيفة ان الإيرانيين كانوا على الأرجح يحاولون جس نبض المعارضة بشأن مواقفها من اسرائيل والعلاقات مع الغرب وليس تقديم أي دعم حقيقي للمعارضة.

ويأتي هذا التطور بعد تشديد الحصار على نظام دمشق بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا يوم السبت ودعوة العاهل الاردني الملك عبد الله يوم الاثنين الى تنحي الأسد، ليكون بذلك أول رئيس دولة عربي يوجه مثل هذه الدعوة الصريحة.وهددت تركيا من جهتها بالرد على الاعتداء على بعثتها الدبلوماسية مساء السبت ولوحت بتحرك دولي تخشاه دمشق.

في هذه الأثناء التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الأحد ممثلين عن المجلس الوطني السوري. وقال عضو المجلس خالد خوجة انه يعتبر اللقاء خطوة اولى نحو الاعتراف مؤكدا التزام داود اوغلو بدعم المجلس بوصفه بديلا شرعيا عن نظام الأسد.

ويرى محللون ان اتصال إيران بلجنة التنسيق الوطنية قد يكون محاولة لقطع الطريق على تطور المجلس الوطني السوري من تجمع معارض الى حكومة وطنية كما في حالة المجلس الوطني الانتقالي الليبي بتوسيع الخلافات بين قوى المعارضة.

وكانت تقارير افادت بأن تركيا أحيت فكرة اقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا بل وحتى توسيعها بعمق اميال داخل الأراضي السورية كملاذ آمن للاجئين. وليس من المستبعد ان تؤدي مثل هذه الخطوة الى مواجهة مباشرة بين الدولتين. وأكدت الصين ايضا التي استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن ضد تشديد العقوبات على النظام السوري دعوتها الأسد الى الاصلاح. ولكن روسيا انتقدت قرار الجامعة العربية.

وبعد موقف التحدي الذي اتخذه النظام السوري في البداية بالسماح لمؤيديه بالاعتداء على البعثات الدبلوماسية يحاول مستميتا الآن استئناف قرار التعليق في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء.

واعتذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الاعتداءات التي استهدفت البعثات الدبلوماسية ولكنه حذر من ان الجامعة العربية اتخذت خطوة quot;خطيرةquot;. وأصر المعلم على ان النظام السوري ينفذ خطة الجامعة العربية بسحب قواته من الشوارع مع السماح بدخول 500 مراقب، كما اعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

في هذه الأثناء قرر الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة ضد النظام السوري بينها تجميد التمويل من بنك الاستثمار الاوروبي في سوريا وزيادة عدد الأشخاص المشمولين بالعقوبات الى 74 شخصا باضافة 18 اسماً جديداً.