الفاتيكان: يعيش خمس مسيحيي وسبع مسلمي العالم في افريقيا جنوب الصحراء التي تسجل اندفاعة سريعة جدا للعبادات الجديدة المنبثقة من كنائس العنصرة او الكنائس الخمسينية، في ظل الصعوبات الاجتماعية الكبيرة التي تعيشها القارة.

وتفيد دراسة اعدها مركز quot;بيو سيرتش سنترquot; الاميركي للدراسات ان عدد المسيحيين -- كاثوليك وانغليكان وارثوذوكس وبروتستانت من مختلف الولاءات واعضاء في مجموعات من كنيسة العنصرة وانجيليون -- بلغ 470 مليونا في 2010 في افريقيا جنوب الصحراء، اي ما يفوق عددهم بعشرين مرة في بداية القرن الماضي.

واضافت هذه الدراسة ان عدد المسلمين في افريقيا جنوب الصحراء ارتفع من 11 مليونا في 1900 الى 234 مليونا في 2010. وفي القارة الافريقية بأكملها (بما فيها المغرب ومصر) quot;تتوازن الديانتانquot;، اذ يناهز عدد المسيحيين والمسلمين بين 400 و500 مليون.

واكثر من ربع السكان في معظم البلدان، يقومون بممارسات روحية تقليدية افريقية (يؤدونها بصفتهم اعضاء في كنائس). ويرى الافريقي ان من الطبيعي ان يؤمن بآلهة ويرغب في ان يختار قادته معتقدات دينية.

واكد مركز quot;بيو سيرتش سنترquot; انه quot;لا المسيحية ولا الاسلام يحرزان تقدما على حساب الدين الاخرquot;، مشيرا من جهة اخرى الى درجة لا بأس بها من التسامح لدى الافارقة والمسلمين والمسيحيين حيال الدين الآخر.

وفيما يشكل المسلمون الاكثرية في شمال افريقيا والمسيحيون الاكثرية في جنوبها تقع المنطقة التي تشهد نزاعات احيانا على خط يمتد من الصومال التي تقلقها اعمال حركة الشباب الاسلامية الى السنغال الديموقراطي، مرورا بنيجيريا.

واذا كان الاسلام يتسم بالتسامح تحرز التيارات السلفية المتشددة تقدما في القارة. وتتقارب هذه التيارات بتشددها وطهرانيتها مع quot;كنائس الخلاصquot;. ففي بلدان مثل نيجيريا او كينيا، باتت منشرة في كل مكان، وتمولها احيانا مجموعات دينية اجنبية ولاسيما الاميركية، ويؤسسها احيانا مبشرون متحمسون. وهي تعد بالشفاء وتستوفي العشر من اتباعها.

وقال جان ميشال سفيرينو واوليفييه راي في كتابهما quot;زمن افريقياquot; quot;نشهد انفجار سوق السلع الروحية. ويمكن ان يكون تأسيس كنيسة وسيلة سريعة للاثراء والارتقاء في المجتمعquot;. ويسود الاعتقاد ان مئات الاف الافارقة انضموا الى هذه الكنائس الجديدة.