صورة أرشيفية لمواجهات طائفية في مصر

أصيب عشرة أشخاص في مواجهات طائفية في مصر وقعت بين مسلمين ومسيحيين، وبحسب شهود عيان فأن السبب هو معاكسة شباب مسلمين لفتيات مسيحيات.



وقعت صادمات طائفية بين مسلمين ومسيحيين في قرية بمحافظة المنيا جنوب القاهرة، أسفرت عن إصابة عشرة أشخاص بجروح، دون أن تخلف وفيات، بالإضافة إلى حرق ثلاثة محال تجارية.

وبدأت الأحداث بحسب شهود،عندمااعترض مجموعة من الشباب المسلم أربع فتيات مسيحيات، أثناء المرور أمام موقف لسيارات الأجرة بقرية قلوصنا مركز سمالوط محافظة المنيا، وعندما وصلت الفتيات لمنازلهن، أخبرن أسرهن بما حدث، فانتقلوا مع مجموعة من الشباب المسيحيين إلى الموقف واشتبكوا مع الشباب المسلمين، مستخدمين الأسلحة البيضاء، مما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص من الطرفين.
وقال شهود عيان لquot;إيلافquot; إن الطرفين المسلمين والمسيحيين اشتبكوا لمدة تصل إلى الساعتين، قبل أن تصل قوات مكثفة من الشرطة المدنية والشرطة العسكرية، وفرضت حظر التجول في القرية، خشية وقوع مصادمات أخرى. وأضاف شاهد العيان ويدعي جمال سعد من أهالي القرية، أن الشرطة ألقت القبض على العشرات من الأشخاص ممن كانوا متواجدين بوقف السيارات وتورطوا في المشاجرة.

فيما جاءت راوية شاهد عيان آخر، ويدعي فتحي سعد مختلفة عن الأولى في بعض التفاصيل، وقال لquot;إيلافquot; إن المصادمات وقعت بسبب معاكسة شاب مسلم لسيدة مسيحية كانت تسير برفقة زوجها، الأمر الذي أثار حمية الأخير، وتبادلا الشتائم، ثم اشتبكا معاً، وتطور الموقف إلى مصادمات طائفية بعد أن هب مسلمون لنصرة الشاب المعاكس، وهب المسيحيون لنجدة المسيحي. وأشار سعد إلى أن المصادمات أسفرت عن إحتراق سيارة ومحلين تجارين مملوكين لمسيحيين.

فيما قال المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لquot;إيلافquot; إن الأحداث وقعت بسبب معاكسة تعرض لها فتيات مسيحيات، وأوضح أن الأحداث نتج عنها إحتراق باص وثلاثة محلات تجارية ومخزن خشب مملوك لمسيحيين، وأضاف أن الشرطة وقوات الشرطة العسكرية سيطرت على الموقف، وفرضت حظر التجول على القرية، ولكن الأجواء مازالت مشحونة، وقد تشتعل في أي وقت.

وحذر جبرائيل من أن محافظة المنيا صارت محافظة موبؤة طائفياً، حيث تقع فيها حوادث طائفية بمعدل أسبوعياً. ودعا الكنيسة والأزهر و وزارة الداخلية والحكومة إلى إتخاذ تدابير خاصة من أجل السيطرة على حالة الإحتقان الطائفي بهذه المحافظة.

وفيما يخص قضية إسلام كرستين ونانسي اللتين تنتميان للمحافظة نفسها، قال جبرائيل إن القضية تعقدت بشكل أكبر، ودخلت منعطفاً خطيراً، وأوضح أن النيابة العامة شكلت لجنة للتوفيق بين الفتاتين وأسرتيهما، ولكن اللجنة مكونة من أعضاء مسلمين، وليس من بينها مسيحيين على الإطلاق، مما يثير شبهة التحيز، وولفت إلى أن اللجنة اختلفت حول إعادة الفتاتين لأسرتيهما، حيث طالب بعض أعضاءها بإعادتهما، فيما تحفظ البعض الثاني على الإقتراح، لأنهما مسلمتين، وهناك خطر عليهما، فيما قال آخر بضرورة إيداعهما دار رعاية. ونبه إلى والدا الفتاتين زاراه أمس، وهددا باللجوء إلى التظاهر والإعتصام، من أجل تسلم ابنتيهما، لافتاً إلى أنه سوف يلتقي المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة غداً للتوصل إلى حل لتلك الأزمة.

يذكر أن الحوادث الطائفية زادت معدلاتها في مصر مؤخراً، وكان أخطرها ما وقع في قرية صول بأطفيح محافظة الجيزة، وأسفرت عن مقتل مواطنين مسلمين إثنين، وهدم كنيسة، وما وقع في منطقة إمبابة وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً، وإحتراق كنيسة.