حصدت القوائم الإسلامية في مصر 65% من الأصوات في الدورة الأولى من الإنتخابات التشريعية

يعتبر المحللون أن الأولويات تختلف بين الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر. فالسلفيون متشددون في تمسكهم بتطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها، بينما الإخوان يظهرون الكثير من البراغماتية. ويقول البعض إنه في حال تحالف الطرفان فقد يسلك الإخوان اتجاهًا إسلاميًا متشددًا.


القاهرة: حرصت جماعة الإخوان المسلمين، بعد إعلان تقدمها على بقية الأحزاب في أول انتخابات تشريعية بعد سقوط حسني مبارك، على إبراز تمايزها عن السلفيين، الذين تمكنوا من قضم قسم لا يستهان به من الناخبين الإسلاميين، الذين قد يكون لهم دور كبير في تشكيل أي ائتلافات لاحقة.

وحلّت جماعة الإخوان المسلمين في الطليعة، جامعة 36.62% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المصرية، في حين حصل حزب النور السلفي على 24.36%.

وبعدما كانت جماعة الإخوان المسلمين تهيمن وحدها على التيار الإسلامي في مصر منذ عقود، تجد نفسها اليوم وجهًا لوجه مع السلفيين، الذين كانت نتائجهم غير متوقعة.

ويجري دور الإعادة الاثنين لاختيار 52 عضوًا بنظام الدوائر الفردية، إذ لم تحسم إلا أربعة من مقاعد هذه الدوائر في الدور الأول الاثنين والثلاثاء الماضيين. وسيشهد هذا الدور منافسة شديدة بين الإخوان والسلفيين، وخصوصًا في الاسكندرية، مع العلم أن حزب النور السلفي تأسس في شباط/فبراير الماضي، مباشرة بعد سقوط مبارك.

وبحصولهم على ربع أصوات الناخبين، فاجأ السلفيون كل التيارات السياسية في مصر أكانت إسلامية أم ليبرالية.

وقال محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان إن نتيجة حزب النور السلفي quot;تجاوزت ما كنا نتوقعquot;.

وفي حال تكرّست هذه النتائج في المرحلتين الثانية والثالثة حتى العاشر من كانون الثاني/يناير المقبل، فإن أي تحالف بين الإخوان والسلفيين قد يعطي التيار الإسلامي في مصر أكثرية مريحة داخل البرلمان.

وقال حسن نافع أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن quot;الاختراق، الذي حققه السلفيون، يقلب المعادلة داخل المعسكر الإسلامي. وفي حال تحالف الإخوان مع السلفيين، فإن هذا الأمر سيدفع الإخوان إلى سلوك اتجاه إسلامي متشددquot;.

وتابع نافع quot;إلا أن الإخوان قد لا يتحالفون مع السلفيين، بل مع ائتلاف وسطي، للتمكن من الحكم معهquot;، مضيفًا أن quot;الإخوان يدركون أن التحالف مع السلفيين قد يكلفهم غاليًاquot;.

وتسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى البروز في مظهر التيار الإسلامي quot;الوسطي والمعتدلquot;، الذي يتمايز عن السلفيين.وأضاف محمود غزلان quot;نأمل أن يميّز الناس بين مختلف الحركات، وألا يضعوا جميع الإسلاميين في سلة واحدةquot;.

ويعتبر المحللون أن الأولويات تختلف بين الإخوان والسلفيين. فالسلفيون متشددون في تمسكهم بتطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها، في حين أن الإخوان يظهرون الكثير من البراغماتية.

ويضيف نافع quot;هناك فجوة بين الطرفينquot;، مشيرًا إلى أن السلفيين يعلنون عن عزمهم منع الكحول وثياب البحر لدى النساء، في حين أن الإخوان لا يخفون تمسكهم بالعمل على جذب مزيد من السيّاح، وهو القطاع، الذي يعمل فيه نحو عشرة في المئة من اليد العاملة في البلاد.

بالنسبة إلى الملف الاقتصادي، يرى المحللون أن موقف الإخوان في حزب الحرية والعدالة يبدو أقرب إلى الليبراليين منه إلى أي طرف آخر.

وقد خاض الإخوان الانتخابات متحالفين مع أحزاب ليبرالية صغيرة في إطار ما سمّي بـquot;التحالف الديموقراطيquot;، وقد يواصلون هذا الخط عبر الاتصال بأحزاب ليبرالية لتشكيل ائتلاف حكومي واسع.

من جهتهم، يبدو أن السلفيين يحاولون التخفيف من حدّة الحذر حيالهم. وبعدما نقل عن القيادي السلفي عبد المنعم الشحات، في تصريحات نشرتها الصحف المصرية، إن الديموقراطية quot;إثمquot;، عاد وأوضح أن هذا الأمر لا ينطبق على الوضع في مصر.