وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري

يعتبر المراقبون للوضع الحالي في سوريا أن الوساطة العراقية مع السلطات السورية ما هي سوى مهلة جديدة للنظام السوري للاستمرار بنهج القتل. واعترضت الحركات الديمقراطية السورية على تدخل العراق في الشؤون السورية مطالبة الدول بدعم الجيش السوري الحر.


القاهرة: رغم إفساح جامعة الدول العربية لوساطة عراقية في الأزمة السورية، عبر تأجيلها اجتماعها الوزاري، ومنح العراق الصلاحيات الكاملة للتفاوض مع نظام دمشق، والموافقة على المبادرة العربية، والتوقيع على البروتوكول الخاص بإرسال بعثة مراقبين عرب، إلا أن الكثير من المراقبين يجدون في الوساطة العراقية مهلة جديدة للنظام السوري للمزيد من القتل، وتحديدًا في مدينة حمص (وسط سوريا)، التي تشهد سقوط عشرات القتلى يوميًا، في ظل تعزيزات عسكرية بهدف إخماد الاحتجاجات المستمرة منذتسعة أشهر.

كما يرى مراقبون أن الوساطة العراقية مع المعارضة السورية، من المستحيل أن تنجح رغم إعلان مسؤولين عراقيين أنهم يتواصلون مع معارضة سورية quot;غير مسلحةquot; وذلك لأن العراق، الذي تمثله حكومة المالكي، هو طرف داعم للنظام السوري.

ويشير وحيد صقر الأمين العام للتكتل السوري الموحد في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; إلى quot;تكاثر اللغط أخيرًا عن دور عراقي وحوارات بين الحكومة العراقية والمعارضة السوريةquot;.

واعتبر quot;أن ما سمعناه وما تناقلته وسائل الإعلام مثير لللاستهجانquot;، متسائلاً quot;كيف لنا أن نعوّل على دور عراقي، ونحن على علم بتورّط الحكومة العراقية في قمع التظاهرات في سوريا، من خلال دعم شبيحة الأسد بشبيحة مقتدى الصدر، هذا ناهيكم عن شبيحة حزب اللهquot;، متسائلاً أيضًا quot;لا أدري ماذا الذي سنجنيه من تلك الوساطة؟quot;، وأضاف quot;هل سيقدم العراق مالاً ثمنًا للدم السوري، إلى المعارضة السورية التي تلهث وراء الحوارquot;.

ولفت إلى quot;مساندة العراق لعصابات بشار الأسد عبر إعطائهم تقنيات تكنولوجية أميركية لمراقبة المعارضة السوريةquot;. معبّراً عن أسفه لما يحدث. وقال: quot;علينا أن ننبه كل من يحاول أن يكون في خندق العراقquot;، موضحاً quot;لأن هذا يعني أنه يلهث وراء حوار بشار الأسد بثمن يدفعه العراق من دم الشعب السوريquot;.

ورأى quot;أن القامات الفارغة، التي تفكر بقبول الوساطة العراقية لتلعب دورًا في الملف السوري...إنما تلعب دورًا في اغتيال ثورتناquot;. محذرًا من هذه الخطوة، التي لا تخدم إلا نظام بشار الأسد... فقط، وخصّ بالذكر quot;المجلس الوطنيquot;، واعتبر quot;أنه سيسقط أكثر مما هو الآن في حال لعب هذا الدورquot;.

هذا ويتوجّه وفد عراقي إلى دمشق quot;قريبًاquot;، بعدما منح تفويضًا كاملاً من قبل الجامعة العربية للتوسط مع السلطات السورية حول تطبيق المبادرة العربية والتوقيع على البروتوكول مع الجامعة.

فيما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين من غير المعارضة المسلحة في الداخل والخارج، وأن هذه الاتصالات ستكون quot;مفتوحة أكثرquot;.

في غضون ذلك، استنكر المكتب الإعلامي للحركة الديمقراطية السورية quot;عمليات القتل الإجرامية من قبل أجهزة النظام الحاكم في سوريا، من خلال تنظيماتها المسلحة التي تريد كبت الأصوات العالية والمنادية بالحرية وبناء نظام ديمقراطي تعددي حديث في سورياquot;، معلنًا في بيان، تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه quot;أن دور جامعة الدول العربية انتهى، وهي أصبحت الأن آلة عرقلة أمام تدويل القضية عالميًا، وتحويلها إلى مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري الفوري في سوريا، من أجل وقف حمّام الدم اليومي في معظم المدن السوريةquot;.

الرئيس السوري بشار الأسد

وأكد البيان quot;أن دور جامعة الدول العربية قد انتهى منذ فترة طويلة عندما أعطت النظام مهلة بعد مهلة، ومنحته المزيد من الوقت، وهو يقتل أكثر مما كان عليه من أجل القضاء على حركة الثورة الشعبية السورية الحرةquot;.

ووجّه البيان نداءً إلى quot;كل الدول المُحبّة للسلام بأن تدعم الحركة الثورية الشعبية في سوريا، وأن تساند أطراف المعارضة الفاعلة، وتدعم الجيش السوري الحر لحماية المدنيين العزل في أماكنهم quot;وطلب تدويل المسألة السورية عالميًا من قبل الأمم المتحدةquot;، كما طالب quot;بالتدخل العسكري الفوري من قبل الأمم المتحدة أو الدول الكبرى بدون قرار من مجلس الأمن، في حال استعمال الفيتو الروسي والصيني في هذا الشأن، من أجل وقف القتل المتزايد، الذي أخذ شكل الإبادة الجماعية في بعض المواقع والمدن السوريةquot;.

وتوجّه بالخطاب إلى العراقيينquot;لكي يعودوا إلى وكرهم... لا نريد منهم التدخل في الشأن السوري، وهم آخر من يملك الحق بذلك، ونوجّه هذا الكلامخاصة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني ووزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري، بأن يعودوا إلى رشدهم، ويقفوا عند حدّهمquot;.

وكان العراق يتحفظ على قرار العقوبات الاقتصادية، الذي اتخذه وزراء خارجية الدول العربية، خلال الشهر الماضي، في القاهرة، فيما رفضه لبنان، كما امتنع العراق عن التصويت على قرار تعليق مشاركة وفد الحكومة العربية السورية في الجامعة العربية، بينما اعترض عليه لبنان واليمن. في وقت دعا فيه رئيس الوزراء نوري المالكي قادة المعارضة السورية إلى زيارة بغداد للبحث عن حلّ للأزمة السورية.

وأكد بيان المكتب الإعلامي للحركة الديمقراطية السورية quot;أن الشعب السوري الثائر سينتصر، ولا نريد أن نفتح مع بعض أعوان ومساندي النظام حاليًا صفحة الثأر بعد نجاح الثورة السورية المباركةquot;.

وطالب أيضًاquot; كل الدول في العالم بمساعدة الجيش السوري الحرquot;، واعتبره quot;القوة العسكرية الوحيدة التي ستستطيع الدفاع عن حماية الشعب السوري بأطيافه كافةquot;.

ودعا البيان quot;المجلس الوطني السوري إلى التوجّه إلى مجلس الأمن عن طريق دول صديقة، وعدم الاكتفاء بدور جامعة الدول العربية، لأنه دور مشلول، ولا يساعد الثورة السورية بالأخذ في هذا الشأن إلى الأمامquot;، بحسب البيان.

من جانب آخر، تستمر الاعتقالات في الجامعات السورية، حيث أكد طلاب في كلية الإعلام في جامعة دمشق لـquot;إيلافquot; اعتقال عدد من الطلاب، حيث اعتقلت السلطات الأمنية الأربعاء الماضي طالبة، اسمها سارة الخالد في السنة الثالثة في كلية الإعلام.

واعتقلوا الثلاثاء معتز عنتابي وبشر الأسدي طلاب إعلام سنة رابعة. معتز، بحسب المصادر، موجود في فرع الخطيب للأمن الداخلي، وبشر وسارة لا أحد يعرف عنهما شيئًا. وقد سئل اتحاد الطلاب عن مكان وجودهما، إلا أنه أكد أن لا جواب لدى أعضائه والمسؤولين عنه.