أقرأ أيضا
في ليبيا الجديدة... كل مواطن قصة مستقلة بحد ذاتها
معمر القذافي... الأيام الأخيرة وquot;المغيرات صبحاquot;!

عاشت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لحظات سعيدة وهي تحضّر لقمة حلف الناتو في شيكاغو، حيث ولدت في إحدى ضواحي تلك الولاية، وتقول كلينتون عن القمة إنّها quot;حدث جميل في مدينة جميلة... إنني أعرف لون السماء جيداً هناكquot;.


بروكسل: قبل دقائق من هجومها الأنيق على روسيا في مؤتمر صحافي عقد في مقر حلف الناتو في بروكسل، كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في قمة سعادتها لأسباب عدة، ليس من أهمها أنها نجمة هذا التجمع، الذي يضم وزراء خارجية دول الحلف، بل لأنها تحضّر لقمة شيكاغو المقبلة، حيث مدينتها، وموطن صباها، وأشياء أخرى.

ابتسمت حتى بان طيف من الجمال الساحر، لم تفلح السنوات في إطفاء جذوته، وهي تزيح الستار عن شعار القمة المقبلة لحلف quot;الناتوquot;، في شيكاغو، والتي ستكون القمة الأولى لهذا التجمع الدولي الأكبر، في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999، عندما احتفل الحلف في واشنطن بالذكرى الـ 50 لتأسيسه.

وعندما ذكّرها الأمين العام للحلف بأنها ولدت في إحدى ضواحي شيكاغو، تلك المدينة المفتونة بنفسها، ضحكت وصفقت كمشجع هادئ لليانكيز العظيم، ثم قالت في خطاب لها بعد تدشين شعار القمة، إنه quot;حدث جميل في مدينة جميلة... إنني أعرف لون السماء جيداً هناكquot;. وأضافت: quot;الرئيس أوباما سعيد، ونحن مستعدون لهذه القمةquot;.

وطبقًا للتاريخ المكتوب والمروي، فقد ولدت السيناتور quot;هيلاري كلينتونquot; في 26 أكتوبر من عام 1947 في إحدى ضواحي شيكاغو، وتخرجتفي مدرسة quot;ويلسليquot;، وأصبحت ديمقراطية خلال فترة الاضطرابات السياسية عام 1968.

كلينتون في متجر للكتب في مقر حلف الناتو quot;عدسة إيلافquot;

وخلال مؤتمر صحافي رتبته سكرتيرتها، بحيث لم يتمكن أي صحافي من طرح سؤال ما لم يكن اسمه على قائمة معدة مسبقاً، تململ أكثر من صحافي في مقعده، حتى انتهى المؤتمر بعد ستة أسئلة لا أكثر، ليلحق الجميع بنجمة الاجتماع، رغم الحراسة المشددة، خصوصاً وأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان شبحًا بلا صورة في أروقة الحلف الباردة.

لاعبت كلينتون روسيا قائلة إن المقترحات الروسية لوضع معاهدة أوروبية للأمن ومعاهدة جديدة بين الحلف الأطلسي وروسيا تشكل quot;أفكارًا بنّاءةquot; مع تكرارها معارضة واشنطن لوضع معاهدات جديدة، علمًا بأن موسكو تدين منذ سنوات انضمام دول، كانت تنتمي إلى حلف وارسو مع الاتحاد السوفياتي السابق، إلى حلف شمال الأطلسي، كما تمارس ضغوطًا من أجل الحيلولة دون انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف.

يذكر أن روسيا أعلنت في مطلع الشهر الجاري عن عقيدة عسكرية جديدة، اعتبرت أن العدو الأول الخارجي لروسيا هو توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا باتجاه الحدود الروسية. إثر ذلك، انتقد حلف الناتو تلك الخطوة، واعتبر مسؤولو الحلف أن من شأن ذلك تقويض الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات بين الناتو وموسكو.

بعد هذا العصف الروسي، خرجت كلينتون، التي كانت ترتدي لباساً بسيطًا من الصوف بهدوء إلى متجر الكتب الصغير في مقر الحلف، لأكثر من عشرين دقيقة، عبرت بين الكتب بهدوء، قرأت ما على الرفوف العليا، وانحنت لترى أسماء كتب الرفوف الدنيا، وابتسمت عندما نظرت إلى كتاب زوجها بيل كيلنتون، الذي صدر للتو، وتصدر واجهة المتجر.

بعد الكتب، ألقت هيلاري نظرة سريعة على المجلات، خصوصًا القسم الفرنسي منها، ومن ثم علب الشوكلاته، التي تشتهر بها هذه العاصمة الكئيبة.

quot;هل دفعت الحساب؟quot;، تقول لي آسيا العتروس، وهي صحافية تونسية تعمل فييومية quot;الصباحquot;، أثناء مراقبتنا للوزيرة الديمقراطية اللامعة، وهي تتجول في المتجر برفقة فريقها الصحافي. حين خرجت كلينتون طاردناها، لأسباب عدة. صرخت آسيا: quot;ماذا عن تونس؟quot;. التفتت هيلاري بابتسامة، وهي تضم يديها بقوة: quot;إنني سعيدة بتونس، وندعم ما يحدث هناكquot;.

ترى النساء العربيات في كلينتون داعماً رئيساً لحقوقهن، ونموذجًا يستحق الاهتمام.
وتقول ريم حنبظاظة، وهي محررة ومصورة في مجلة quot;هيquot; وquot;الجميلةquot;، منشورات الشركة السعودية للأبحاث والنشر: quot;إنني أرى فيها شخصية مميزة، فعندما كانت السيدة الأولى وتحدثت أميركا عن خيانة زوجها، كانت قوية، وحافظت بفضل قوتها على أسرتهاquot;.

وتضيف: quot;إنها شخصية مثقفة ذات فكر وعقلية متفتحة، لمست ذلك فيها عند زيارتها لدار الحكمة في جدة، وعرفت عن قرب كيف أن هذه المرأة متواضعة مطّلعة، لا تحكم على شيء من دون اختبارهquot;.