قالت وزيرة الخارجية الأميركية من تركيا إنّ شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا تريد استخلاص الدروس من التجربة التركية.


اسطنبول: اشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت بتركيا معتبرة انها مثال يجب ان يحتذى به العالم العربي الذي يمر بمرحلة تحول ومعترفة بدورها المتنامي في المنطقة، لكنها ابدت في المقابل اسفها للمساس بحرية الصحافة في هذا البلد.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية في مؤتمر صحافي مشترك في اسطنبول مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو ان quot;المنطقة وخصوصا شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا تريد استخلاص الدروس من التجربة التركية. ومن المهم جدا ان تتعلم هذه الشعوب الدروس التي تعلمتها تركيا وان تطبقها كل يومquot;.

واضافت ان quot;تاريخ تركيا يذكر بان التطور الديموقراطي يعتمد على قادة مسؤولينquot; مشددة على انه quot;من المهم ان يقوم هؤلاء القادة المسؤولون بدور المعلم للجيل الجديد من قادة هذه الدولquot;.

وبعد اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الجمعة، خصصت كلينتون اليوم الثاني والاخير من زيارتها لتركيا للمباحثات الثنائية ولحديث تلفزيوني لنحو ساعة.

وانتهزت كلينتون الفرصة في هذا الحديث التلفزيوني لتاكيد العلاقات quot;المتينةquot; التي تربط بين واشنطن والدولة الاسلامية الوحيدة العضو في حلف شمال الاطلسي.

وفي هذا الاطار اكد داود اوغلو quot;علاقة ثنائية من افضل العلاقات رسوخا في العالمquot;. كما اشاد الوزير التركي بquot;شراكة معاصرةquot; تتعدى كثيرا مجرد علاقة المصلحة الاستراتيجية مشددا على الاستثمارات الاقتصادية المشتركة بين البلدين التي ارتفعت بنسبة 50% منذ مطلع العام الحالي.

وتاتي هذه التصريحات الودية بعد مواضيع جدلية اثارت القلق في الولايات المتحدة من quot;نزوح تركي نحو الشرقquot;.

من ذلك، الفتور الذي لا يزال يسود العلاقة بين تركيا واسرائيل، الحليف الاقرب للولايات المتحدة، منذ ازمة اسطول المساعدة لكسر الحصار على قطاع غزة عام 2010 عندما قتل تسعة ناشطين اتراك في هجوم للجيش الاسرائيلي على سفينة تركية مشاركة في هذا الاسطول.

كذلك اعتراض تركيا بشدة العام الماضي على فرض عقوبات جديدة على ايران في الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي.

وقد التزمت تركيا، التي تتمتع بمعدل نمو سنوي يزيد على 10%، بهذه العقوبات مع الاستمرار في تنمية علاقاتها التجارية مع ايران.

وتحت ادارة حكومة المحافظة لرجب طيب اردوغان لا تتردد الدبلوماسية التركية في ابداء مواقف مخالفة وايضا التاثير بشكل اكبر على الملفات الاقليمية الرئيسية من ايران الى عملية السلام مرورا بسوريا ولبنان.

ومثال على ذلك انتقدت انقرة في الربيع الماضي الضربات الجوية الغربية ضد ليبيا قبل ان تشدد موقفها ضد النظام الليبي مع دعوة اردوغان في ايار/مايو الماضي الزعيم الليبي معمر القذافي الى ترك الحكم.

من جهة اخرى، اثارت تركيا اعجاب واشنطن باستقبالها الاف اللاجئين السوريين على حدودها.

واعترفت كلينتون بهذا التاثير السبت واصفة تركيا بانها quot;زعيمة في المنطقة وما عداها وحليف عظيم القيمة في مواجهة التحديات العالمية الملحةquot;.

كما اعترضت الوزيرة الاميركية على فكرة ان يكون على تركيا الاختيار بين الغرب والشرق مؤكدة دعم واشنطن quot;التام والقويquot; لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وكان الظل القاتم الوحيد على هذه اللوحة المشرقة هو انتقاد كلينتون للمساس بحرية الصحافة في تركيا مع اعتقال اكثر من خمسين صحافيا منذ مطلع العام الحالي، وهو الاتجاه الذي اعتبرته quot;مثيرا للقلقquot; وquot;لا يتفق مع كل ما حققته تركيا من تقدمquot;.

وقالت كلينتون quot;لا اعتقد ان من الضروري او من مصلحة تركيا قمع الصحافيين والمدونين او الانترنتquot;.