شجرة الميلاد... الجزء الأهم في الاحتفالات quot;عدسة إيلافquot;

تستعد الجاليات الأجنبية في دبي للاحتفال بأعياد الميلاد، فيما يتسابق الجميع لاقتناء أشجار الميلاد والهدايا الخاصة بهذه المناسبة، في وقت وجد فيه الكثيرون من مختلف دول العالم في هذه الإمارة مكانًا مناسبًا لقضاء عطلة الميلاد.


تحوّلت إمارة دبي إلى كرنفال متعدد الأعراق، استعدادًا لاستقبال أعياد الميلاد، في وقت تحاول، من خلاله الجاليات الأجنبية المقيمة فيها، استنساخ أجواء شبيهة بتلك التي اعتادوا عليها في بلدانهم الأصلية.

ويرى الكثيرون أن هذا المناسبة العائلية بامتياز، يلتقي فيها الجميع، في طقوس احتفالية، تخفف وطأة البعد عن الأهل والوطن.

ووسط ردهة من ردهات quot;مول الإماراتquot;، أحد أكبر المراكز التجارية في المدينة، تنتصب شجرة ميلاد عملاقة، تستجمع من حولها عيونًا فضولية وعشرات كاميرات التصوير، فالجميع هناك يستعد للاحتفال بأعياد الميلاد.

الاستعدادت للاحتفالات متواصلة quot;عدسة إيلافquot;

فيما يحثّ الإيرلندي أندرو هيسليب الخطى نحو أقرب مركز تجاري من بيته، فعيد الميلاد مهمّ جدًا بالنسبة إلى هذا الموظف المصرفي، وخصوصًا بالنسبة إلى صبي السبعة أعوام، الذي يرافقه، وهو ابنه، الذي سيختار شجرة من بين عشرات أشجار الميلاد المعروضة للبيع في قسم الزينة، التي يتطلبها التقليد، قائلا:quot; الأمر في غاية الأهمية، كنا أطفالاً، وندرك أهمية اختيار الشجرةوتزيينها، وأهمية الهدايا، التي نجدها صباحًا حين نستفيق من النوم، هو أول عيد ميلاد أقضيه مع عائلتي خارج الديار، الأمر مختلف حتمًا، لكن روح الاحتفال هي نفسهاquot;.

وبينما كان quot;أندروquot; يعلِّق بانجليزية تشوبها لكنة إيرلندية واضحة، كان طفله يشير بإصبعه إلى إحدى الألعاب، فيما يضيف والده: quot;الأمر لا يتعلق بالهدايا فقط، ويجب ألا نغفل عن الروحانيات، في إيرلندا كنا نضيء شمعة طويلة عند النافذة بعد الغروب، ونتركها تشتعل طوال الليل، في إشارة إلى استقبال يوم الميلاد... اليوم الذي يليه ويطلق عليه اسم (يوم ستيفان)، يكون عادة مخصّصاً للقاءات رياضية في سباقات الخيل أو كرة القدم التي تدور في أجواء وديةquot;.

لكل جالية طقوسها

سيدة مع ابنها في أحد المراكز التجارية لشراء مستلزمات الأعياد quot;عدسة إيلافquot;
تتعدد أشكال الاحتفال بأعياد الميلاد في دبي كمرآة تعكس الخارطة الديمغرافية للمدينة، quot;فسيفساء شرق وغرب وما بينهماquot;، ولعل الجالية الهندية تُعدّ من بين أكبر الجنسيات تمثيلاً هنا.

يحتفل من يدينون بالمسيحية من هذه الجالية بعيد الميلاد في طقوس خاصة جدًا. يقول ستيف بوجارا إن الناس في مدينة مومباي مسقط رأسه، يضعون بين البيوت فوانيس عملاقة على شكل نجمة، في إيحاء إلى نور يهتدي به الجميع ونجم يدلّ على الطريق. كما إن البعض يستعيض عن شجرة الميلاد التقليدية بشجرة مانغو أو شجرة موز.

أما الجالية الفلبينية فيتخذ الاحتفال لديها صورة أكثر روحية مقارنة بغيرهم من الجاليات الموجودة في دولة الإمارات، فقبل عشرة أيام من تاريح الميلاد، يواظبون فجر كل صباح على زيارة كنيسة quot;سانتا مارياquot; في إحدى ضواحي دبي للاستماع إلى قدّاس مدته حوالى ساعة ونصف ساعة.

وتقول جلاديس ماسانكاي، وهي مضيفة طيران فلبينية الجنسية، إن :quot;الهدايا أمر رائع، والأكل لذيذ جدًا خلال هذه الفترة، لكن ذلك يجب ألا ينسينا البعد الديني لعيد الميلادquot;.

البحث عن صورة أكثر اثارة للاحتفالات

المراكز التجارية تهتهم بوجود شجرة الميلاد quot;عدسة إيلافquot;
ورغم أن عيد الميلاد يعدّ مناسبة عائلية بامتياز، حيث يلتئم شمل أفراد العائلة، ويبلغ زخم التسامح والعطاء أقصى مَرتباته في لقاء ودود، يضمّ جميع أفراد الأسرة في بيت واحد... بَيد أن هذه القيم، وإن ما زالت تشكل قاعدة يتمسك بناصيتها السواد الأعظم من المحتفلين، فإن البعض لا يجد حرجًا في خرق القاعدة وكسر الصورة النمطية المتعارف عليها للاحتفال.

فالفنادق هنا تقدم أصنافًا من العروض المغرية، التي تجعل الكثيرين يخلعون عنهم عباءة العادات الثقيلة، ويستبدلونها بما هو أكثر إثارة.

في هذا الصدد، يقول أحد وكلاء الحجوزات الترفيهية إن: quot;أسعار عشاء الميلاد تتراوح بين 100 و800 درهم إماراتي، حسب نوعية الفندق طبعاًquot;. كما إن بعض العروض تشمل عشاءً على متن قوارب مخصصة للغرض، وبعض المطاعم الفاخرة توفر للزبائن أيضًا خدمة توصيل الطعام، لتنتفي بذلك عن الجميع أعذار مقاطعة الاحتفالquot;.

العودة إلى الوطن
قوارب ترسو على أرصفة ميناء بحر العرب ستغصّ بالزائرين، وأخرى تعبره نحو ضفاف أخرى، تصل المغتربين بأهاليهم، فعدد كبير جدًا من أفراد الجاليات الأجنبية في دبي يجعل من هذه الفترة من كل سنة موعدًا للرجوع إلى أحضان العائلة، وخاصة الجالية اللبنانية، وذلك لتميز الأجواء في بيروت خلال احتفالات الميلاد، حسب رأي أحد أفراد تلك الجالية.

تعتبر دبي من أكثر المدن العالمية استقطابًا للسيّاح في فترة أعياد الميلاد، فيأتيها الزوار من أصقاع الدنيا، تاركين برد الشتاء الأوروبي القارص إلى حضن أكثر دفئًا كي يحتفلوا هنا، وربما يكون لأمر نابع من حنين لشرق هو منبع الأديان.

ومن الملاحظ أن الحجوزاتالمتعلقة بالمدينة الإماراتية يشهد عددها ارتفاعًا ملحوظًا خلال هذه الفترة.

فيقول توشار موهان، مدير قسم الجولات في إحدى وكالات السفر في دبي: quot;هذه السنة شهدنا ارتفاعًا في الإقبال يقدر بـ10 إلى 12 % مقارنة بأرقام العام الماضي، والإقبال في تزيد دائم، نتيجة للعروض المغرية، التي تقدمها وكالات السفر والفنادق في هذه الفترة من كل عامquot;.

ميلاد جديد يمر على الأجانب في دبي، يتبادلون فيه الهدايا وأطيب التهاني، في انتظار أن تكون احتفالات رأس السنة الميلادية خلال الأسبوع المقبل، مشجّرة بأعلام الجميع هذه المرة.