قال معارض سوري إن جهاز المخابرات الجوية قام بالتفجير الأخير وأن المعارضة تلقّت معلومات عن نيّة النظام استهداف السفارة الروسية بدمشق.

المعارض السوري فهد المصري

القاهرة: اعتبر فهد المصري المستشار السياسي والإعلامي لتجمع أبناء الجالية السورية في الخارج في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أنّ quot;النظام السوري يرتكب سخافة كبرى عبر تخطيط وتنفيذ مثل هذه التفجيرات لاتهام تنظيمات أصولية أو متطرفة أو منشقين عن الجيش أو قوى معارضة ، وهذا ماسبق أن توقعناه وحذرنا منهquot;.

وقال: quot;بعد التفجير الأخير الذي طال مقر فرع حزب البعث في دمشق وصلتنا معلومات موثقة أنّ من قام بالتفجير هو جهاز المخابرات الجوية، وأن النظام عازم على تفجير السفارة الروسية بدمشق وفرع الفيحاء للأمن السياسي ونادي بردى الرياضي في ملعب الفيحاء ونلاحظ أنها حميعاً تقع في مربع أمني واحدquot;.

وأضاف المصري: quot;بعد أن تلقينا المعلومات من دمشق قمت على الفور بالاتصال بالسفير الروسي بالقاهرة ووضعته في صورة المعلومات لإبلاغ القيادة الروسية بذلك لأن النظام أراد من خلال تفجير السفارة الروسية وغيرها من المواقع إيصال رسالة للروس بأن هناك إرهابيين ومتطرفين يستهدفون النظام كما يستهدفون المصالح الروسية وبالتالي تبقى روسيا على تحالفها مع النظام السوريquot;.

وأكد أن quot;التفجيرات التي استهدفت مراكز أمنية في كفرسوسة من إعداد وإخراج المخابرات السورية وتماما كالاعتداءات التي سبق وأن طالت العديد من السفارات الاجنبية بدمشق كالسفارة الأميركيةquot;.

ورأى أن quot;السيناريو السوري سيناريو سخيف لاسيما أنه يأتي بعد وصول طلائع المراقبين إلى سوريا ويؤكد بعد بيان تبني ما يسمى القاعدة للعمليات في دمشق بأن النظام هو من خطط ونفذ وأنه على علاقات ممتازة مع تنظيمات متطرفة أيضاً وأن العديد من التنظيمات الأصولية أنشأها النظام وتربت في كنفه وتحظى برعايته quot;.

وقال quot;إن النظام السوري يعيش أيامه الأخيرة التي أصبحت بالتأكيد معدودة quot;، وأكد من جديد quot;أن سقوط النظام السوري سيكون مفاجئاً وسريعاً ومدوياًquot;.

وفي معرض رده على حادثتي التفجير، اعتبر المعارض السوري طارق شرابي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot;: quot;نسينا الشهداء والقتلى والجرحى ومن اُنتهك عرضه وأصبحنا محللين عسكريينquot; ، وطلب عدم نسيان قمع النظام quot;للتظاهرات والشهداء والجرحى من خلال التركيز على هذه التفجيراتquot; .

من جانبه اتهم ناشط داخل سوريا ، فضّل عدم الكشف عن اسمه ، النظام بالقيام بهذين التفجيرين ، وقال في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot;يريد التخلص من شهداء مذبحة جبل الزاوية و العديد من قتلى التعذيب في سجونهquot;.

وتساءل quot;كيف تم اعتقال منفذين للعملية خلال دقائق و لم يتم التوصل لمن قتل عماد مغنية حتى الأن؟ ولماذا تقوم القاعدة بالتفجير يوم الجمعة و هو يوم عطلة و لا يوجد موظفين أو عناصر أمن في الفرعين؟ القتلى هم من المدنيين. كيف يتواجد مدنيين في الفرعين وهو يوم جمعة ؟ ولماذا اتهام القاعدة والاسلاميين و ليس مثلا الجيش الحر؟quot;.

وأضافquot; ان النظام بذلك يريد أن يلفت نظر المراقبين إلى محور مختلف غن التظاهر السلميquot;.

ورأى quot;أن النظام السوري ارتكب ثلاثة أخطاء وهي الاعلان فورا ان القاعدة هي المنفذ. و القبض على منفذين فورا و بث صور مباشرة من الموقع و هو ما لم يفعله مع باقي الاحداث ولم يعتد عليهquot;.

من جانب آخر وفي بيان لتجمع أبناء الجالية السورية في الخارج أهاب quot;المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر في كل مكان بخطورة هذه المبادرات حيال الأزمة السورية والتي لا نرى فيها سوى محاولات لإنقاذ بشار الأسد ونظامه ومنحه المزيد من الفرص لارتكاب المزيد من المجازر والجرائم ضد الإنسانية quot;.

وأكد البيان ، الذي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ، أّنّ مبادرة الجامعة العربية الأولى والثانية quot;لم تقدم أي حل للأزمة في سوريا بل محاولة للتهدئة وللحفاظ على نظام بشار الأسد واستمراريته عبر تسويات ملغومة وتشارك الجامعة العربية النظام في المسؤولية عن عمليات القتل والقمع فالجامعة شاركت القاتل بالجريمة بالصمت لأكثر من ثمانية أشهر ومن ثم منحه الفرصة تلو الأخرى والتردد والتلكؤ في اتخاذ مواقف شجاعة وناجعة كتلك التي اتخذتها الجامعة لإنقاذ الشعب الليبي وبالتالي تستحق الجامعة وبجدارة أن يطلق الثوار الشرفاء في سوريا عليها جمعة حملت تسمية quot;الجامعة العربية تقتلناquot; وهذه وصمة عار على جبين الجامعة وأمينها العامquot;.

وأشار البيان الى تحقق التوقعات quot;بقيام النظام السوري وبباطنيته المعروفة بالتوقيع على بروتوكول المراقبين ونحن إذ نؤكد أن النظام السوري سيعمد إلى التلاعب والتسويف والاحتيال على جامعة الدول العربية ومراقبيها وبالتالي هناك مسافات بين التوقيع على البروتوكول و تنفيذه quot;.

وطالب بيان التجمع quot;أن تقوم الجامعة العربية ودون تلكؤ أو تردد بنزع الشرعية عن النظام وإرسال الملف فوراُ إلى مجلس الأمن الدولي للقيام بواجبه الأخلاقي والإنساني في حماية شعب يضطهد ويقتل ويقمعquot;.

وعبّر عن اعتقاد الجالية quot;بأن الدول العربية عاجزة عن إرسال قوات ردع عربية إلى سوريا لكن لربما يكون لها مساهمات رمزية عند التدخل العسكري الدولي الذي نطالب به بأسرع ما يمكن سواء أتى عبر الأمم المتحدة أو عبر حلف شمال الأطلسي وذلك لحماية المدنيين وللإطاحة بنظام الأسد وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته ويتحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن استدراج التدخل الدولي إلى سورياquot;.

وحول المبادرة العراقية اعتبر البيان quot;إن هذه المبادرة مبادرة إيرانية وبامتياز لمحاولة إنقاذ الحليف العربي الوحيد لطهران التي تعلم أن سقوطه يعني سقوط جبهتها المتقدمة على شواطئ المتوسط وانحسار ثم تلاشي نفوذها في لبنان والعراق وفي الخليج العربي وفقدان الورقة الفلسطينية وهذا يعني أن إيران ستفقد نفوذها في الشرق الأوسط لانهيار مشروعها فيه بانهيار حليفها الاستراتيجي quot;. وأكّد أن quot;إيران لن تحارب خارج حدودها للدفاع عن نظام الأسد بل تستخدم أدواتها في المنطقة للدفاع عنه ويتجلى ذلك بوضوح من خلال مشاركة عناصر من الحرس الثوري الإيراني ومن ميلشيا حزب الله في قمع الاحتجاجات ومن خلال الدعم اللوجستي والفني والخبرة الأمنية والعسكرية والمالية التي تقدمها طهران للأسد.quot;

وأما المبادرة الروسية فرأى البيان أنه quot;من المؤسف أن القيادة الروسية لم تتخذ قرارها بعد بالانحياز إلى الشعب السوري الذي يعتبر الضامن الوحيد للمصالح الحيوية والاستراتيجية الروسية في سوريا ومازلنا نتمنى أن تقوم روسيا بالتغيير الجذري لموقفها وأن تكون طرفاً ومساعداً أساسياً للشعب السوري في عملية التغيير وتمكينه من إقامة دولته المدنية الديمقراطية المنشودة.quot;

وتمنىquot; أن يكون الموقف الروسي كالموقف الفرنسي والأوروبي المتميز لكن المبادرة الروسية للأسف تساوي بين الجلاد والضحية وتمنح فرصاً جديدة للنظام السوري لقمع الثورة وإبادة الشعب السوري ولا تنزع الشرعية من النظام بل تعمل وتسعى للحفاظ عليه وتطالبه القيام ببعض الإجراءات التجميلية الترقيعية متناسية أن المشكلة لا تكمن في سن القوانين بل في تنفيذها وأن المشكلة أيضاً لا تكمن في بعض الإصلاحات أو القرارات أو دستور جديد لسوريا بل تكمن في طبيعة النظام الشمولي التي لا يمكن أن تقبل إصلاحاً جوهرياً لأن ذلك يعني نهاية النظام وسقوطهquot;، حسب ما جاء في البيان.

ولفت بيان تجمع أبناء الجالية السورية إلى أن quot;المبادرة الروسية تسعى إلى التقريب بين النظام وبين أشباه وأنصاف المعارضين الذين صنعهم النظام بشكل مباشر أو غير مباشر منذ سنوات أو استحدثهم في الآونة الأخيرة.quot;

واستهجن التجمع quot;الترحيب بهذه المبادرة ممن يطلقون على أنفسهم لقب معارضين quot;، ورأى quot;أن ذلك يعبر إما عن غباء أو قصر في الرؤية السياسية أو رغبة في الارتماء في أحضان النظام للحصول على مناصب ومكاسب شخصية فيما لونجح في قمع الثورة وإخمادها كما يظنونquot;.

وتمنى البيان quot;من القيادة الروسية أن تراجع موقفها سريعاً لا سيما بعد أن قدمنا لها أدلة عبر سفيرها في القاهرة تؤكد أن النظام السوري وعبر أجهزته الأمنية كان يعتزم استهداف وتفجيرالسفارة الروسية في دمشق بعد أن استهدف فرع دمشق لحزب البعث ليؤكد بذلك لموسكو أن هناك إرهابيين ومسلحين ويضمن بقاء روسيا إلى جانبه كحليف استراتيجي ومدافع عنه في مجلس الأمنquot;.

كما تمنى أبناء الجالية السورية علىquot; القيادة الصينية أن تنظر إلى مصالحها في سورية والشرق الأوسط بعين مصالح الشعوب والأمم وليس بمعيار علاقاتها النفطية مع إيرانquot;.

وشدد البيان على quot;أن الشعب السوري بدماء أبنائه الزكية الطاهرة يدفع ليس فقط فاتورة خلاصه وحريته وحده من النظام السوري بل فاتورة خلاص وحرية شعوب المنطقة قاطبة من النفوذ والداء الإيرانيquot;.