حقق الإسلاميون فوزاً كاسحاً في جولة الإعادة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التي تجرى للمرة الأولى بعد الثورة. وأخفق الليبراليون والثوريون في تحقيق فوز يمكنهم من إحداث توازن بين القوى السياسية في البرلمان الذي يعقد أولى جلساته في 23 يناير المقبل. ولم ينجح الفلول في حصد أية مقاعد.

إخوان مصر وسلفيّوها يحصدون غالبية المقاعد في جولة الإعادة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية

القاهرة: وفقاً لتقرير لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين فإن فوز 40 مرشحا للحرية والعدالة في جولة الإعادة للمرحلة الثانية، فازوا بالانتخابات من إجمالي 59 مقعداً، جرت انتخابات الإعادة عليها.

وأشار الحزب إلى أن 4 من مرشحيه حصلوا على أعلى الأصوات، ولكن تم حجب إعلان فوزهم لما بعد الطعن المقدم ضد حكم محكمة القضاء الإداري بوقف الانتخابات في هاتين الدائرتين وهم الدكتور امير بسام النجار ومحمد عبد الرؤوف غيث الدائرة الثانية في الشرقية والمهندس أحمد سليمان أحمد شعيل والسيد محمد عبد الكريم العتويل الدائرة الخامسة في الشرقية، بينما لم يوفق في هذه الجولة 9 مرشحين، ولفت إلى أن اللجنة العليا للانتخابات نتيجة القوائم في الدائرة الأولى في المنوفية والثانية في كل من سوهاج والبحيرة.

حصد الإخوان جميع المقاعد في بعض المحافظات ومنها الشرقية، التي فاز فيها مرشحوها بالعشرة مقاعد المخصصة للفردي، وفازت في محافظة الجيزة بثمانية مقاعد من إجمالي عشرة مقاعد، فيما اقتنص مرشحان ليبراليان المقعدين الأخيرين، وهما الدكتور عمرو الشوبكي في الدائرة الثانية في الجيزة، الذي اكتسح منافسه الدكتور عمرو دراج مرشح حزب الحرية والعدالة والآخر هو محمد الصاوي وزير الثقافة الأسبق، لكنه كان مدعوماً من التحالف الديمقراطي الذي يتزعمه حزب الحرية والعدالة.

وخسر وزير التضامن السابق علي مصيلحي المنافسة في الدائرة الرابعة في الشرقية أمام مرشح حزب الحرية والعدالة محمد فياض.

14 للسلفيين

حصل السلفيون في هذه الجولة على 14 مقعداً، وكانوا ينافسون على 35 مقعداً، وتنافس الإخوان والسلفيون على 25 مقعداً، فاز فيها الطرف الأول ب20 مقعداً، وفاز الأخير بخمسة مقاعد.

وبذلك يكون نصيب السلفيين في البرلمان وصل إلى 89 مقعداً من الفردي والقوائم، بنسبة تبلغ 30% من مقاعد المرحلتين الأولى والثانية. فيما بلغ عدد مقاعد التحالف الديمقراطي بزعامة حزب الحرية والعدالة 157 مقعداً في الفردي والقوائم.

قائمة حزب الوفد الليبرالي سجلت تقدماً في هذه المرحلة، حيث احتلت المرتبة الثالثة بحصولها على 11 مقعداً تمثل 11.6% من مقاعد القوائم التي تم التنافس عليها في هذه المرحلة. ويشكل الإخوان والسلفيون معاً نحو 83% من مقاعد البرلمان في المرحلتين، فيما يشكل الإخوان وحدهم نحو 53% من المقاعد.

تراجع الكتلة

كان لافتاً في المرحلة الثانية من الانتخابات، تراجع الكتلة المصرية، بزعامة حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس إلى المرتبة الرابعة، وحصل على 7 مقاعد فقط، فيما احتل حزب الوفد المركز الثالث، وحصل على 11 مقعداً، وحل حزب الوسط الإسلامي في المركز الخامس، بثلاثة مقاعد، وحصلت قائمة الثورة مستمرة على مقعدين فقط.

وللمرة الثانية على التوالي، يخسر الفلول جميع المقاعد التي تنافسوا عليها، وكان أبرزهم الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن السابق، والذي خسر أمام منافسه محمد فياض مرشح الإخوان، بفارق 23 ألف صوت.

مع الإخوان ضد السلفيين

ساهم تصويت البسطاء في مصر في صعود الإخوان على حساب السلفيين والفلول في جولة الإعادة، وقال أمير مينا وهو شاب مسيحي من منطقة أم المصريين في الجيزة إنه صوت لصالح مرشحي الإخوان، ولم يصوت لصالح السلفيين أو الفلول، وأضاف أمير لـquot;إيلافquot; أن الإخوان بعثوا بالعديد من رسائل الطمأنة إلي الأقباط، ولم يصفوهم بquot;الكفارquot; بعكس السلفيين، الذين لا يكفرون الأقباط فقط، بل ويفكرون بعض المسلمين أيضاً، لاسيما الليبراليين والعلمانيين وأي شخص يختلف معهم في الفكر.

مع الوفد ضد الإسلاميين

وكانت المفاجأة في تصويت سيدات مصريات لحزب الوفد، وقال محمد العزب من سكان منطقة فيصل في الهرم، لـquot;إيلافquot; إنه صوت لصالح الإخوان، لكن والدته وهي سيدة أمية وتبلغ من العمر 60 عاماً صوتت لصالح حزب الوفد، وأضاف quot;سألتها: إنت إنتخبتي مين يا أمة؟ فردت: أنا انتخبت quot;النخلةquot;، أي رمز النخلة في القوائم، وبتوع الكتلة في الفردي.

ولما سألتها: لماذا لم تنتخب الإخوان أو السلفيين، قالت إنهاسئمت منهم، لأنهم حرموا كل شيء في الحياة، وأنهم يريدون أن تجلس النساء في المنازل، وقالت: إزاي عاوزين يقعدونا في البيت زي الكراسي، هما مش عارفين أن الستات هي اللي بتصرف على البيوت، والبنات محتاجة تشتغل علشان تساعد أسرهم على تكاليف الجواز.

فوز متوقع

قال الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث إن فوز الإسلاميين بهذه المقاعد كان متوقعاً، لاسيما في ظل الأداء السيئ لليبراليين، واستخدام الإسلاميين الدين في العملية الانتخابية، وأوضح سيد أحمد لquot;إيلافquot; أن فتاوى تكفير العلمانيين والليبراليين، وفتاوى التصويت للإسلاميين، ساهمت بشكل كبير في التأثير على إرادة الناخبين، ولفت إلى أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة، ولا اختلافات جوهرية في طريقة تعاطيهم مع السياسة والدين، فكلاهما وظف الدين من أجل السلطة والسياسة.

وتوقع سيد أحمد استمرار صعود الإسلاميين في المرحلة الثالثة من الانتخابات، مشيراً إلى أن من أهم الظواهر الإيجابية هي خسارة الفلول تماماً.

وأشار إلى أن ذلك يؤكد وعي الشعب المصري، وأنه لم يكن في حاجة إلي الوصاية عليه، ولفت إلى أن المصريين طبقوا العزل السياسي على رموز وأعضاء الحزب الوطني السابق من دون الحاجة لإصدار قانون بذلك.