واشنطن: دعت الولايات المتحدة الاثنين قادة مصر المستقبليين الى الالتزام بالمعاهدات القائمة فيما انضمت جماعة الاخوان المسلمين الى الحوار مع السلطات المصرية الذي يتناول العملية الانتقالية في البلاد. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان واشنطن quot;ستكون شريكاquot; للحكومة المصرية.

لكنه حذر بالقول quot;نتوقع ان يحترم ذلك الشريك بشكل خاص الاتفاقيات والالتزامات التي ابرمتها الحكومة المصرية وبالتالي الشعب المصريquot;. يشار الى ان مصر لعبت دورا اساسيا في عملية السلام في الشرق الاوسط اذ كانت اول دولة عربية تعترف رسميا باسرائيل مع توقيع معاهدة سلام في 1979. لكن الاتفاق التاريخي واجه انتقادات شديدة من جماعة الاخوان المسلمين.

وحاول نائب الرئيس المصري عمر سليمان الاحد تهدئة ايام من التظاهرات المناهضة للحكومة عبر دعوته عدة مجموعات معارضة للانضمام اليه في هيئة تتولى توجيه عملية الاصلاح الديموقراطي. لكن احزاب المعارضة وبينها جماعة الاخوان المسلمين كررت مطالبتها برحيل الرئيس حسني مبارك او نقل سلطاته فورا الى سليمان.

ومنذ بدء اعمال العنف، عبرت اسرائيل، ابرز حليف لواشنطن في المنطقة، عن مخاوف من وصول الاسلاميين الى السلطة في القاهرة ما قد يهدد معاهدة السلام ويزعزع استقرار الوضع الجيوسياسي. وفي القدس حث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في خطاب امام نواب اوروبيين quot;المجموعة الدولية على المطالبة بان تحترم اي حكومة مستقبلية في مصر معاهدة السلام مع اسرائيلquot;.

وراى الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين انه يتم احراز تقدم وسط كل الصعوبات في مصر. وقال للصحافيين quot;بالتاكيد، على المصريين التفاوض على مسار، وهم يحرزون تقدماquot; بهذا الشان. وشدد غيبس على ان ادارة اوباما لم تجر اتصالات مع جماعة الاخوان المسلمين لافتا الى وجود اختلافات كبرى مع هذه الحركة الاسلامية التي كان يحظر عليها العمل السياسي.

وقال للصحافيين quot;نختلف كثيرا مع خطاب بعض قادة تلك المنظمةquot;. واضاف غيبس ان quot;الخطاب المناهض لاميركا ... المناقض للسلام والاستقرار في المنطقة الذي تحدثت عنه ليس بالطبع شيئا تدعمه الولايات المتحدةquot;.

وشدد غيبس على القول quot;هناك عدة عناصر في المجتمع المصري غير ممثلة في الحكومة الحالية وتسعى الى الحقوق التي اشرنا اليها، وتريد ان تكون جزءا من تلك المحادثاتquot;. وعبر بعض المراقبين الغربيين عن قلقهم من وصول الاخوان المسلمين الى السلطة وان يقيموا نظاما اسلاميا لا يعتمد الديموقراطية ويمكن ان يضع حدا للتحالف الوثيق الذي تقيمه مصر مع الولايات المتحدة.

وقال غيبس ان الادارة الاميركية اجرت quot;محادثات مع عدد من الاطراف في الحكومة المصرية ومن المهم الا نكون نحن من نحدد القيادة في مصرquot;. واضاف quot;سيحددها الشعب المصريquot;. وبين المسؤولين الذين اجروا اتصالات مع المصريين، الاميرال مايكل مولن رئيس اركان الجيوش الاميركية الذي اتصل في نهاية الاسبوع برئيس اركان القوات المسلحة سامي عنان كما اعلن مسؤول دفاع اميركي.

يشار الى ان مبارك كان شخصية اساسية في الدبلوماسية الاقليمية في العقود الثلاثة التي امضاها في السلطة وتوسط بين الاسرائيليين وبقية دول العالم العربي ولا سيما الفلسطينيين. ويرفض مبارك التنحي لكنه اعلن الاسبوع الماضي انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في ايلول/سبتمبر.

وافادت برقية دبلوماسية مسربة تعود للعام 2008 نشرها موقع ويكيليكس الاثنين ان اللواء سليمان كان يقيم علاقات جيدة مع الجيش الاسرائيلي وان الدولة العبرية تؤيد توليه السلطة. ونقلت المذكرة عن دبلوماسيين اميركيين قولهم quot;نترك لسفارتنا في القاهرة ان تقوم بتحليل السيناريوهات لكن الامر المؤكد ان اسرائيل تفضل خيار عمر سليمانquot;.

وفي هذا الوقت دافعت الادارة الاميركية عن اختيارها الدبلوماسي المخضرم فرانك ويسنر لترؤس بعثة الى مصر رغم انه يعمل لدى مكتب محاماة سبق ان وكلته حكومة مبارك في السابق. وقال الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي للصحافيين quot;نشعر انه كان الشخص الاكثر اهلية لاجراء المحادثات التي كنا نريدها في مصرquot;.