رئيس المجلس محمد جاسم الصقر

يطير أعضاء مجلس العلاقات العربيّة والدوليّة الى العاصمة اللبنانية يوم الخميس المقبل، لعقد إجتماع يستهدف وضع خلاصة نقاشات سياسيّة في خدمة تهدئة الوضع العربي العام، والإسهام في تنفيس حال الإحتقان في المنطقة.


عمّان: يعقد مجلس العلاقات العربية والدولية - مؤسسة مجتمع مدني أشهرت قبل أشهر قليلة - إجتماعًا مهمًا لأعضائه في العاصمة اللبنانية بيروت، إذ سيعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي سيتلقى إيجازًا عن دور وأهداف المجلس الذي يخطط للتجول في العواصم العربية، في مسعى إلى تشكيل إنطباعاته عن قرب في ما يتعلق بما يشهده العالم العربي في الوقت الراهن من إحتجاجات وإضطرابات، إذ يؤكد رئيس المجلس محمد جاسم الصقر لـ quot;إيلافquot; أن ما يحدث في عالمنا العربي هذه الأيام سيكون له نصيب الأسد من إجتماعات ونقاشات مجلس العلاقات العربية والدولية خلال المرحلة المقبلة.

وبعد إجتماعات للمجلس في الكويت والقاهرة وقطر، يأتي الإجتماع في لبنان ليشكل فرصة لمجلس العلاقات العربية والدولية، الذي يضم شخصيات سياسية وإقتصادية معروفة، وشغلت من قبل مناصب تنفيذية رفيعة، لإثبات دوره كمؤسسة مجتمع مدني رفيعة المستوى في وضع خلاصة النقاشات والتوصيات التي تراكمت في إجتماعات المجلس على مدى الأشهر القليلة الماضية في خدمة القيادات والحكومات العربية التي تعاني إحتجاجات وإضطرابات غير مسبوقة لتنفيس حالات الإحتقان، والإسهام في حل المشكلات الحالية، إذ إن من أهداف إنشاء مجلس العلاقات العربية والدولية ndash; كما يؤكد الصقر- تقريب وجهات النظر حيال القضايا والملفات العالقة التي تستدعي جهود جسر الفجوات بين الحكومات والشعوب.

وبحسب الصقر، صاحب فكرة المشروع بصفة أساسية، قبل أن يزكى لرئاسته لاحقًا: أنه لا بد من تحقيق ثلاثة شروط كي تستطيع قرارات المجلس الناشئ التأثير: وهي أن تكون أقدامه ثابتة، ويمتلك خبرة ومعرفة ودراية في كل الامور التي تهم الشأن العربي والاقليمي، فيما يكون الشرط الثاني التضامن بين اعضائه. أما الشرط الثالث فهو الوصول الى أصحاب القرار، مؤكدًا انكل هذه الشروط متوافرة، وان التأثير ممكن لكنه ليس حتمياًquot;، شارحا أن الفترة المقبلة ستشهد نشاطات مكثفة جدا للمجلس لشرح أبعاده وخطواته، ومباشرته وضع الخطط والتقديرات بشأن الأزمات العربية المزمنة التي تؤثر في الإصلاحات السياسية والتنمية.

وكان الصقر قد أبلغ quot;إيلافquot; أن المجلس سيُسجَّل لدى جامعة الدول العربية كمؤسسة مجتمع مدني، ولكن دوره لن يتعارض مع دور الجامعة، وإنما سيكون مكملاً له، شارحا أنه تم بحث كل القضايا الرئيسة التي ستكون أساسيات العمل، وأن قضية التمويل ستكون خاصة وليست تابعة للحكومات، كما إن العضوية تشترط ألا يكون أحد الاعضاء عضوا حالياً في أي من السلطات التنفيذية، مؤكدًا أن المجلس لن يكون منافساً للحكومات، بل مكمل لعملها من خلال المساعدة في المشورة، واعطاء الرأي والمقترحات.

ويؤكد الصقر - الذي ظل رئيسًا للبرلمان العربي الإنتقالي حتى تنحّيه طوعًا عن موقعه بسبب عزوفه عن المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في بلاده التي جرت في الثامن عشر من أيار/ مايو 2009 - أن فكرة إنشاء المجلس جاءت بعد ملاحظته بحكم خبرته السياسية كعضو مجلس أمة سابق، ورئيس للجنة الشؤون الخارجية لمدة أحد عشر عاماً، ورئيس للبرلمان العربي لمدة أربع سنوات، وعضو مجلس العلاقات الخارجية الاميركي لمدة عشرين عاماً، أن العالم العربي همّش دور مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالسياسات الخارجية، والتي غالباً ما يكون القرار في هذه الدول نابعًا من الحكومات ممثلة في وزارة الخارجية.

وأوضح الصقر أنه في الدول الديمقراطية يخضع القرار المعني بالسياسة الخارجية للمؤسسات والمجالس المتخصصة في مثل هذه القضايا، ومن ثم لا يخضع القرار في مثل هذه الدول للرؤساء، وانما يخضع الى دورة كاملة من الاستشارات في مختلف الجهات المعنية.

يشار الى أن الأعضاء المؤسسين لمجلس العلاقات العربية والدولية الى جانب الصقر هم: الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الأمير تركي الفيصل، ورئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، ورئيس وزراء العراق السابق د. اياد علاوي، ورئيس وزراء الأردن السابق د. طاهر المصري، ووزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر، ووزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى، ووزير الثقافـة اللبناني السابق د.غسان سلامة، ود. محمد جابر الأنصاري، ود. رياض الداودي، وعبدالرحمن الراشد، والرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب، ومستشار غرفة تجارة وصناعة الكويت ماجد جمال الدين، وغانم النجار.

وكان المجلس العربى للشؤون العربية والدولية قد عقد اجتماعه التأسيسي الأول في الكويت فى 30 آب/ أغسطس من عام 2009.