برز السجال حول سلاح حزب الله الى الواجهة مجددا في لبنان وسط تصعيد في الخطاب السياسي، في وقت يستمر الفراغ الحكومي بعد شهرين على سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري.

بيروت: دعت قوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) الى احياء الذكرى السادسة لانتفاضة 14 آذار/مارس 2005 التي تلت اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وساهمت في خروج الجيش السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد والنفوذ، عبر تجمع شعبي الاحد quot;للتعبير عن التمسك بحصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعيةquot;.

ويقول النائب عمار حوري من تيار المستقبل بزعامة الحريري إن سلاح حزب الله quot;بات يفرض سلطته على الداخل اما من خلال الاستعمال المباشر واما من خلال وهجهquot;، مضيفا quot;وصلنا الى مكان لا يمكن معه التعايش مع هذا السلاحquot;.

وكان سعد الحريري اعلن في 14 شباط/فبراير، ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، انتقاله مع فريقه السياسي الى المعارضة، رافضا quot;الخضوع للسلاحquot; الذي اصبح quot;وسيلة لابتزازquot; اللبنانيين في امنهم وquot;وسيلة ضغطquot; في الحياة السياسية، بحسب تعبيره. وتقوم قوى 14 آذار بتعبئة مكثفة لانصارها لحضهم على التجمع في ساحة الشهداء في وسط العاصمة الاحد.

ويبث تلفزيون quot;اخبار المستقبلquot; الذي تملكه عائلة الحريري بشكل منتظم لقطات من الارشيف يظهر فيها شخص ينزع علم لبنان عن عامود ليثبت مكانه علم حزب الله، ومسلحين يطلقون النار على الجيش اللبناني، وهلع افراد عائلة وسط اطلاق نار كثيف، مع شعارات quot;ما بدنا علم بلبنان الا العلم اللبنانيquot;، وquot;ما بدنا جيش بلبنان الا الجيش اللبنانيquot;، وquot;الاستقواء بالسلاح لا يدومquot;.

وانتشرت لوحات اعلانية في مناطق مختلفة تحمل سلسلة quot;لاءاتquot; بينها quot;لا للقهرquot;، quot;لا للاغتيالquot;، quot;لا لوصاية السلاحquot;. ويشير مسؤولو قوى 14 آذار الى ان انصارها سيرددون الاحد شعار quot;الشعب يريد اسقاط السلاحquot;، وquot;لا لدكتاتورية السلاحquot;، معتبرين ان quot;انتفاضة الاستقلالquot; في 2005 او quot;ثورة الارزquot; هي التي مهدت طريق quot;الربيع العربيquot; في 2011.

في المقابل، وصفت قناة quot;المنارquot; التابعة لحزب الله في تقرير اخباري حملة تلفزيون المستقبل بـ quot;الشعواء التي ينفذها دون كيشوتيون... ارادوها حربا مفتوحةquot;. ولم تبلغ الحملات الاعلامية مثل هذا السقف منذ احداث ايار/مايو 2008 عندما تواجه الفريقان في معارك تسببت بمقتل اكثر من مئة شخص خلال ايام.

ويوضح حوري quot;بعد (وفاة) الرئيس رفيق الحريري، دخلنا في نوع من تسوية تقضي بالتوجه نحو العدالة والحقيقة عبر التحقيق الدولي، مقابل التعايش مرحليا مع سلاح حزب اللهquot;. ويضيف quot;قمنا بتسويات خوفا على استقرار البلد. (...) الا ان الامور وصلت الى حد لم تعد معه اي تسوية جديدة ممكنة. فالسلاح يحاول ان يفرض نفسه على كل الملفات ومن ضمنها المحكمةquot; الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري.

ويخشى حزب الله توجيه الاتهام اليه في الجريمة، ويطالب بوقف التعاون مع المحكمة الدولية.ويعدد حوري سلسلة حوادث بينها عمليات خطف واغتيال وتأزيم سياسي منذ 2005 يحمل مسؤوليتها للحزب quot;وهيبة سلاحهquot;، وصولا الى اسقاط حكومة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير ودفع نواب الى تغيير تحالفاتهم، ما ادى الى خسارة قوى 14 آذار الاكثرية في البرلمان وتكليف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة.

ويأخذ انصار قوى 14 آذار عليها قيامها بتنازلات كثيرة خلال السنوات الماضية ما أضعفها في مواجهة الحزب وحلفائه. فقد وافقت على تشكيل حكومة وحدة وطنية رغم فوزها في الانتخابات النيابية الاخيرة في 2009، وشرعت هذه الحكومة quot;سلاح المقاومةquot; من خلال بيانها الوزاري.

وقام الحريري بعد ترؤسه الحكومة بسلسلة زيارات الى دمشق الداعمة لحزب الله التي لم تتجاوب مع طلباته ترسيم الحدود مع لبنان وضبطها لمنع تهريب السلاح وغيره من السلع عبرها. ويقول النائب علي حسن خليل من حركة امل المتحالفة مع حزب الله ان quot;السقف العاليquot; في خطاب فريق الحريري quot;تعبير عن شبق الى السلطةquot;.

ويضيف ان الحريري quot;كان يقول خلال وجوده في السلطة ان سلاح المقاومة خارج البحث.. وتناول السلاح في هذا الشكل اليوم رد فعل على فقدان السلطةquot;. ويشير الى ان رد فريقه سيكون بquot;العمل على تسريع تشكيل حكومة تبت هذه المسائلquot;.

وتستمر الاتصالات من اجل تشكيل حكومة من دون ان تتضح تماما الاسباب التي تؤخر ولادتها حتى الآن. وترى فاديا كيوان، عميدة كلية العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، ان التأخير quot;مرتبط بعوامل عدة بينها علام سترسي التطورات الاقليمية ومضمون القرار الاتهاميquot; المنتظر صدوره قريبا.

وتشير الى وجود quot;اجندة دولية تريد طرح موضوع سلاح حزب اللهquot;، في اشارة الى دعم الولايات المتحدة لقوى 14 آذار. وتعتبر كيوان ان quot;الحديث عن السلاح هو فتح المعركة مع حزب الله، وهذا موضوع سجالي كان من الافضل لو يبحث على طاولة الحوار وليس في الشارعquot;.

وتقول إن احتدام الخطاب السياسي quot;يشحذ الاحقادquot;، متخوفة من quot;ارباكات امنية تنتج عن هذا الخطابquot;. وتضيف quot;اذا صدر القرار الاتهامي في اجواء الحقد والعدائية هذه، سيكون بمثابة عود كبريتquot;.