فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية أنها لن تشارك في أي عمليات عسكرية ضد ليبيا ذكرت صحيفة أميركية أن الجيش المصري يرسل أسلحة للمعارضة الليبية. ويبدو أن هذه أول حالة تقدم فيها أسلحة للمعارضة الليبية المسلحة من قبل حكومة أجنبيّة.
القاهرة: قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية اليوم الجمعة إن الجيش المصري بدأ يرسل أسلحة عبر الحدود إلى المعارضة الليبية المسلحة بعلم الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين ومن المعارضة الليبية إن معظم الشحنات كانت بنادق وذخيرة.
لكن وزارة الخارجية المصرية أكدت أنها لن تشارك في أي تدخل عسكري في ليبيا، وذلك بعد إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن مشاورات تجري بشأن مشاركة عربية. وقالت منحة باخوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية المصرية quot;مصر لن تكون من بين هذه الدول العربية، لن نشارك في أي تدخل عسكريquot;.
وذكرت الصحيفة ان quot;هاني سوفلاكيسquot; وهو رجل اعمال ليبي في القاهرة قام بدور الوسيط بين المناهضين للقذافي والحكومة المصرية منذ بدء الانتفاضة quot;نعرف ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية يساعدنا لكن لا يمكن ان يحدث هذا بشكل واضح.
ويبدو أن هذه أول حالة تقدم فيها حكومة أجنبية أسلحة للمعارضة الليبية المسلحة. وبدأت المعارضة المسلحة تخسر أرضا منذ أيام في مواجهة زحف القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي.
لكن المناهضين للقذافي ارتفعت روحهم المعنوية يوم الخميس بقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة فرض حظر جوي على ليبيا في محاولة لوقف تقدم قوات القذافي. وقالت وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤول أميركي كبير ان نقل الاسلحة المصرية بدأ quot;منذ بضعة أيامquot; وانه مستمر. وأضاف المسؤول quot;لا توجد سياسة رسمية أميركية او اعتراف بأن هذا يحدث.quot; لكنه استطرد ان quot;هذا شيء نعرفهquot;.
وبعد مفاوضات شاقة استمرت ثلاثة ايام تبنى مجلس الامن الدولي مساء الخميس قرارا يجيز اتخاذ quot;كل الاجراءات الضروريةquot; لحماية المدنيين وفرض وقف اطلاق نار على القوات الليبية بما في ذلك شن ضربات جوية، لكنه يستبعد صراحة اي احتلال عسكري. كما نص القرار على اقامة منطقة حظر جوي لمنع الطيران التابع للقذافي من شن عمليات قصف جوي.
وقالت الصحيفة انه لا يوجد تأكيد رسمي مصري بشأن الشحنات. والولايات المتحدة هي حليف وثيق لمصر وموردها الاساسي للمساعدات العسكرية. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم حكومة المعارضين في بنغازي قوله ان شحنات الاسلحة بدأت تصل الى المعارضة المسلحة لكنه احجم عن كشف الجهة التي تصل منها هذه الاسلحة.
وردا على قرار مجلس الأمن الدولي أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الجمعة ان ليبيا قررت quot;الوقف الفوري لاطلاق النار ولجميع الاعمال العسكريةquot;، مؤكدا ان بلاده quot;ملتزمة بقبول قرار مجلس الامنquot;.
وقال كوسا quot;ليبيا حريصة على حماية كل المدنيين وتقديم الخدمات الانسانية لهم، واحترام حقوق الانسان والالتزام بالقانون الدولي واتخاذ جميع الاجراءات لسلامة الرعايا الاجانب الموجودين على اراضيهاquot;.
واكد التزام بلاده بما quot;تضمنه القرار 1973 بشأن حماية المدنيين ووحدة التراب الليبيquot;.
واضاف ان quot;الدولة تشجع فتح قنوات الحوار مع جميع الاطراف بخطوات جادة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعيquot;. غير ان كوسا اعرب عن استغراب بلاده quot;القرار باستخدام القوة العسكريةquot; معتبرا انه quot;خروج خارق على ميثاق الامم المتحدة ومساس بالسيادة الوطنيةquot;.
تركيا تقول انها اخذت علما بقرار الامم المتحدة حول ليبيا
من جانبها طالبت تركيا الجمعة بوقف العنف في ليبيا وبوقف فوري لاطلاق النار واعلنت انها اخذت علما بقرار الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة ضد النظام الليبي. وقال المكتب الصحافي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان قرار الامم المتحدة quot;ملزمquot; لكل الدول الاعضاء وتركيا quot;اكدت ضرورة وجود شرعية دولية لاي مبادرةquot;. وذكر البيان بان تركيا تعارض منذ بداية الازمة quot;تدخلا اجنبيا في ليبيا الدولة الصديقة والشقيقةquot;.
من جهته، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو quot;نأمل بعد هذا القرار ان تتوقف اعمال العنف في ليبيا وان تتوقف المجازر بحق المدنيينquot;. واضاف quot;نأمل ان يحل سلام دائم في ليبيا ونحن نرحب باي قرار من شأنه وقف حمام الدمquot;.
وفي اثينا، رحبت اليونان بقرار مجلس الامن الدولي وابدت استعدادها لquot;مساعدةquot; حلفائها وشركائها. واعلن وزير الخارجية ديمتريس دروتساس الجمعة ان quot;القرار 1973 الصادر عن مجلس الامن الدوي خطوة الى الامام (...) وهو يوجه رسالة قوية وتحذيرا واضحاquot;. واضاف ان quot;اليونان مستعدة للتعاون مع شركائها (الاوروبيين) وحلفائها (في الحلف الاطلسي) لضمان احترام الشرعية الدوليةquot;.
التعليقات