لندن: لم يستبعدوزير هارفي وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة البريطانية، نك هارفي نشر بلاده قوات برية في ليبيا على نطاق ضيق لتحقيق الأهداف المعلنة من النشاط العسكري quot;المحدودquot; لقوات التحالف ضد العقيد معمّر القذافي، في وقت أصرّت مصادر في الحكومة على أن القوات البريطانية quot;لن تتورط في عمليات تمتد لسنوات طوال كما فعلت في العراق وأفغانستانquot;.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن الحكومة البريطانية لا تعرف إلى متى ستظل القوات المسلحة منخرطة في ليبيا، كما أقر بذلك نك هارفي، يأتي هذا الاعتراف فيما يحتد الجدل حول النتائج المحتملة لهذه المهمة وتكلفتها ومن يتولى قيادتها.

وتمضي التلغراف فتقول إن هذا الإقرار بعد ثلاثة أيام من التدخل في ليبيا يأتي، فيما يواجه الوزراء ضغوطًا متزايدة لتحديد مدى الدور البريطاني هناك وتوضيح استراتيجية إنهاء هذا الدور.

وتستطرد الصحيفة لتشير إلى أن الوزير يقر في مقابلة معه بأن التدخل الغربي قد يؤدي إلى quot;ثبات الوضعquot; بين القذافي والمتمردين فيستولي كل على جزء من البلد، إلا أن الوزير يرى أن ذلك ـ وإن لم يكن مرغوبًا فيه ـ سيؤدي إلى تحقيق الأغراض الإنسانية للتدخل، حيث لا يقتل أحد الآخر.

كما يرفض الوزير ـ كما تقول التلغراف ـ استبعاد احتمال quot;نشر قوات برية بريطانية في ليبيا على نطاق ضيقquot;.

أما صحيفة الغارديان فأشارت إلى استياء المؤسسة العسكرية البريطانية من الأسلوب الذي تعاملت به حكومتها مع النزاع الليبي.

وتقول الصحيفة إن مسؤولين عسكريين كبارًا قد أعربوا بصريح العبارة عن شعورهم بالمهانة من أن رئيس الوزراء دافيد كاميرون بدا وكأنه يحط من قدر رئيس الأركان في الجيش، بعد رفض الأخير تصريحات لوزراء بأن القذافي قد يكون هدفًا مشروعًا للهجوم عليه.

وتنقل الغارديان عن مسؤولين عسكريين تفسيرهم أنه بتحديد القذافي كهدف تعرّض بريطانيا نفسها لاتهامات بأنها quot;إذا قتلته تكون فعلت ذلك مع سبق الإصرار والترصد، وإذا لم تقتله تكون فشلت في مهمتهاquot;.

الصحيفة تتحدث أيضًا عن الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بأن تتولى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) القيادة العسكرية للحظر الجوي على ليبيا، بعد إصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على إعفاء بلاده من مسؤولية قيادة الحملة الجوية.