ما يجري في ليبيا وساحل العاج من تدخلات عسكرية يؤكد على شهية الغرب التدخلية. إذ يمنح القرار 1973 حول ليبيا والقرار 1975 قوى خارجية حق اتخاذ quot;كل الاجراءات اللازمةquot; لحماية المدنيين من العنف، أو بالاحرى يطلق يد هذه القوى من الناحية العملية.

غارات جوية تابعة للأمم المتحدة يمكن مشاهدتهامن خلف شجرة في أبيدجان

لندن: تشير الضربات الجوية التي تنفذها قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج الى ان ما يجري في ليبيا لم يكن مصادفة بل يؤكد انفتاح شهية الغرب من جديد على العمل العسكري بعد شفائه من عقدة العراق ، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف.

واشارت الصحيفة الى ان باراك اوباما حقق فوزه الساحق في عام 2008 راكبا موجة من المشاعر المناهضة الحرب فيما تولى ديفيد كاميرون رئاسة الحكومة البريطانية العام الماضي معلنا ان الغرب quot;لا يمكن ان يلقي الديمقراطية من ارتفاع 40 الف قدمquot;. ولكن الاسابيع الثلاثة الماضية شهدت مجلس الأمن الدولي يصدر قرارات قوية بشكل مذهل تجيز توجيه ضربات صاروخية الى الحكام المستبدين.

فان القرار 1973 حول ليبيا والقرار 1975 حول ساحل العاج يمنحان قوى خارجية حق اتخاذ quot;كل الاجراءات اللازمةquot; لحماية المدنيين من العنف ، أو بالاحرى يطلق يد هذه القوى من الناحية العملية.

وتنقل الديلي تلغراف عن دبلوماسي في الأمم المتحدة قوله ان القرارين يبينان ان الدول ذات العلاقة تأخذ على محمل الجد مبدأ quot;المسؤولية عن الحمايةquot; الذي أُقر عام 2006 متعهدًا بـquot;التحرك الحاسم وفي الوقت المناسبquot; ضد اعمال البطش والتنكيل. واشار الدبلوماسي الى quot;ان صور التلفزيون وخطر وقوع كارثة انسانية جعلت الناس لا تريد الانتظار الى حين وقوع المجزرة ، كما حدث في روانداquot; قائلا ذلك بلغة تعيد التذكير بحقبة بلير ـ كلنتون ، على حد وصف الصحيفة.

واضاف الدبلوماسي ان من العوامل الحاسمة في الحالتين الليبية والعاجية كان موافقة المراجع الاقليمية ذات العلاقة على العمل العسكري ، وهي الجامعة العربية في حالة ليبيا والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في حالة ساحل العاج. واوضح الدبلوماسي quot;ان من الصعوبة بمكان على روسيا أو الصين ان تقول لا إذا كان العرب والافارقة يقولون نعمquot;.

ويرى مراقبون ان موقف باريس المتشدد ايضا كان له دوره المهم. إذ غابت quot;لاquot; المعهودة في زمن جاك شيراك وحلت محلها حماسة تضمن دعمًا عسكريًا ورمزيا من اوروبا.

وفي حين ان اوباما توارى عن الأنظار تقريبا فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المحاصر في الداخل تبوأ مركز الصدارة في التدخلين ، الليبي والعاجي معلنا موقفه قبل الآخرين جميعًا.
ولكن هذا قد لا يدوم. وتنقل الديلي تلغراف عن الدبلوماسي quot;ان التسرع في تمرير هذه الأمور سيكون له ثمنه. فالهنود ليسوا راضين بالمرة ولم يوافقوا إلا على مضضquot;.

في هذه الأثناء شهد العالم عودة مفاجئة الى اروقة الأمم المتحدة للموقف القائل quot;ان اجراء لا بُد ان يُتخذ إزاء ما يجريquot; ، على غرار ما شهده العالم في اواخر عقد التسعينات.