أكد يواخيم هورستر النائب في مجلس النواب الألماني أن مبارك لم يتخلّ عن الحكم لأن الثوار أرادوا ذلك، بل لأن الأميركيين الذين كانوا يوفرون له الحماية قالوا للجيش إنه يجب أن يتنحّى ويذهب. كما اعتبر أن الجيش ما زال في السلطة مستبعدًا تغير المشهد السياسي بعد الانتخابات.


يواخيم هورستر

في حديثه مع إيلاف، أعرب يواخيم هورستر النائب في مجلس النواب الاتحادي من الحزب المسيحي الديمقراطي المشارك في الحكم ورئيس المجموعة البرلمانية العربية الالمانية عن قلقه تجاه الأوضاع في البلدان العربية التي شهدت تغييرات، وخاصة مصر.

فالانتخابات قريبة، لكن من وجهة نظر يواخيم هورستر، فإن فرص الأحزاب الجديدة قليلة، والفرص الاوفر هي للاخوان المسلمين والحزب الحاكم بسبب وجود أرضية سياسية لهم.

في ما يلي نص المقابلة:

س: كيف تردون على اتهام المانيا بأنها أضعفت قرار مجلس الامن بامتناعها عن التصويت؟

ج: أهداف العملية العسكرية التي تم الاتفاق عليها لم تكن واضحة، واتخذت ضمن مواقف غير واضحة ايضًا من بعض البلدان. وكان الأمر يتعلق بفرض حظر جوي. لكنّ البلدان التي تشاورت اتفقت على quot;حظر جويquot;، الا انها اكدت ان حظرًامن دون تدخل قوات برية لن يوصل الى الهدف المطلوب، لذا امتنعت المانيا عن التصويت.

س: بعد هذا القرار الضعيف هل تعتقدون أن العمليات العسكرية ستصل الى اهدافها المطلوبة؟

ج: لا اعتقد ان قرار مجلس الامن الدولي كان ضعيفًا، لكن لم يكن هناك تشاور بين اعضاء حلف شمال الاطلسي المشاركين في العمليات العسكرية حول ما يجب القيام به واي الطرق يجب ان تتبع. في هذه الاثناء بدأ المتمردون الليبيون يشتكون ويقولون كل شيء كان سيسير افضل لو ان العمليات العسكرية تحت إمرة الاميركيين.

واعتقد ان الخطأ الرئيس هنا هو بكل بساطة عدم تحديد الاهداف المطلوبة بوضوح التي سيتم على اساسها التدخل، كما لم يحدد متى يجب إنهاء العمليات العسكرية وضمن اي شروط، ولهذا فإنه من غير الواضح ما هي الاهداف في النهاية التي يجب التوصل اليها او أي منها يمكن ان يتحقق.

س: خلال الثلاثين عامًا كانت علاقة الاميركيين والاوروبيين طيبة مع رؤساء انظمة دكتاتورية مثل حسني مبارك وزين العابدين بن علي و معمّر القذّافي، حتى ان القذّافي وقّع اتّفاقا مع الاوروبيين لإنشاء مخيمات في الصحراء تمنع اللاجئين من الدخول الى اوروبا، أليست هذه سياسة إزدواجية في الاخلاق؟
ج: لكن الامر يختلف الان.

س: اسمح لي، الامر لا يختلف، واليوم ومن دون مقدمات يصف الغرب والاوروبيون هؤلاء بالدكتاتوريين؟
ج: لقد كنا ننظر اليهم دائما على انهم دكتاتوريون، لهذا كنا كبرلمانيين نشدد في كل زيارة نقوم بها الى بلادهم على وجوب تحسين اوضاع الشعوب الاجتماعية والسياسية، وكان الحكام يظهرون شكليًا موافقة على تحقيق تقدم. لذا لا ارى ان الغرب والالمان كانوا يتعاملون بأخلاقية مزدوجة. ربما اخذنا ما كان يقال لنا حرفيا وبجدية، وبان هذه الدول لها سيادة، وسوف تصلح في الاوضاع الداخلية لديها. وقد يكون اننا اعتمدنا كثيرا على اقوالهم التي لم تحقق.

س: لكن المانيا استقبلت بن على ومبارك بالأحضان، ولهذا تأتي الاتهامات بازدواجية الاخلاق؟
ج: منذ انتقال الحكومة من بون الى برلين لم نستقبل بن علي، واظهرنا عدم رضانا على سياسته.

س: لكن مبارك إستقبل مرات عدة وبحرارة ايضا؟
ج: مع مبارك تفاوضنا وتحدثنا حول تحسين الاوضاع في بلاده لأن هناك العديد من المشاريعالثنائية التي تعود بالنفع على البلدين، وخاصة في مجال المجتمع المدني والتنقيب والبحوث ومشاريع اخرى مهمة، لذا لم يكن بالامكان التحدث عنكل القضايا، بل كان يجب وضع أولويات، مع ذلك لم نترك اي فرصة لمطالبته باتباع الديمقراطية في بلاده. لكن اريد ان اقول إن مبارك لم يتخلّ عن الحكملان الثوار المصريين ارادوا ذلك، بل لان الاميركيين الذين كانوا يوفرون له حماية، قالوا للجيش المصري يجب ان يتنحّى عن الحكم، ويجب أن يذهب.

س: اذا فهو قرار أميركي وبمساعدة الجيش المصري؟
ج: لان الجيش المصري شعر بأنه ضعيف كثيرًا،وكان الواحد مرتبطًا بالآخر، ولم يكن بامكان طرف اتخاذ قرار دون الطرف الاخر. وانطلاقا من ذلك كنا نعطي اهتمامًا لمصر. لكن هنا لا يجب ان ننسى ان مبارك كان يعتبر عاملاً مهمًا للحفاظ على الاتفاقيات السلمية في الشرق الاوسط ومحركًا مهمًا بين بلدان الشرق الاوسط من اجل الدفع بعملية السلام. ولم يكن هناك شخصية مثله في المنطقة يمكن ان تمثل هذا الدور المهم، بل هناك رؤساء كانوا يريدون الحرب.

س: كم هو الوضع معقد في البلدان التي شهدت تغييرات؟
ج: لم تحدد بعد اشكال التغييرات ولم تتم بعد، فهناك تحركات، وليس معروفًا عن اي نتائج سوف تسفر، لا احد يمكنه وضع تقديرات، لكن نحن على استعداد لتقديم المساعدة اذا ما طلبها منا المعنيون الذين يديرون شؤون البلاد في مصر.

س: لكن هل الوضع كثير التعقيد؟
ج: نعم إنه معقد جدًا، خاصة في ما يتعلق باجراء انتخابات في مصر، وخاصة من سيختار الناخب. الامور ضبابية وغير واضحة، والقوى الجديدة ما زالت غير مؤهلة.

س: هل سيعود الجيش الى السلطة؟
ج: وهل ترك السلطة اصلا كي يعود، انه ما زال هناك.