بيروت: شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم على ضرورة تهدئة الخطاب السياسي وتغليب لغة الحوار، داعيًا المعنيين بالشأن العام من مسؤولين ومرجعيات وقيادات إلى تغليب المصلحة العامة للبنان.

وجدد سليمان تأكيده في بيان صادر من مكتبه الإعلامي أن الأمور الداخلية لا تعالج إلا بالحوار وروح التعاون والوفاق الوطني، مجددًا دعوته إلى تحاشي السجالات التي لا طائل منها، والتي تزيد الأمور تعقيدًا على المستوى الداخلي.

وذكر أن سياسة لبنان الخارجية تعتمد على مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعل لبنان ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، مؤكدًا quot;أننا ننطلق من ثابته أساسية، وهي السعي الدائم إلى تعزيز التقارب والتضامن والعمل المشترك والحفاظ على العلاقات المميزة مع دول المنطقةquot;.

يذكر أن لبنان يشهد أزمة سياسية وصراعات بين الفرقاء، ترجمت بخطابات سياسية متشنجة زادت من الانقسام وتبادل الاتهامات في ما بينهم، وخاصة مابين فريق 14 و8 مارس/آذار.

رحمة: كلام الحريري عن إيران تحريضي
في هذا السياق، اعتبر النائب اميل رحمة، خلال لقاء عقده في دارته في بلدة دير الأحمر- قضاء بعلبك، في حضور رؤساء بلديات ومخاتير من البقاع الشمالي، quot;أن الكلام الذي صدر أخيرًا من الرئيس سعد الحريري بأن إيران مارست تدخلاً سافرًا في الموضوع اللبناني، إنما يدخل في إطار التحريض للوصول إلى الفتنةquot;.

وقال quot;يحق له كرئيس حزب سياسي التكلم بما يشاء لأننا في وطن حر. أما ما دام هو رئيس حكومتنا جميعًا، وإن كانت لتصريف الأعمال، فلا يحق له أن يتحدث اليوم باسم اللبنانيين، والكلام الذي تحدث به أخيرًا غير مقبول نهائيًا ومرفوض، وانه بهذا أقحم اللبنانيين بصراع المحاور الذي نرفضه جميعًاquot;.

ورأى quot;ان خطاب الحريري انعكس تخوفًا لدى اللبنانيين من حصول فتنة ماquot;، معلنًا quot;أن أي تحريض أتى من حليف أو فريق سياسي يجرّ الى الفتنة سوف أقف ضدهquot;.

قاسم: 14 آذار تسعى إلى تخريب البلد
من جهته اعتبر نائب الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; الشيخ نعيم قاسم، خلال رعايته افتتاح معرض الكتاب السنوي للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - مدارس المهدي، أنه كانت لدينا في لبنان حكومة سابقة، وأصبحت حكومة تصريف أعمال، بكل وضوح إدارة الحكومة السابقة فشلت فشلاً ذريعًا في المجالات المختلفة، والآن لو طلبنا منها أن تقدم جدول إنجازات لرأينا الورقة بيضاء خالية من الإنجازات، ولكنها سوداء من كثرة الإساءات التي تحققت، هذه الإدارة فشلت فشلاً سياسيًا ذريعا لأنها أبقت حالة التوتر في لبنان، وغلبت المصالح الفئوية على مصلحة الوطن، وبدأت تستغل موقعها لقهر الفئات اللبنانية المختلفة باسم الإدارة وباسم الرئاسة المختصة بالحكومةquot;.

واعتبر قاسم: quot;للأسف جماعة 14 آذار اليوم تسعى إلى تخريب البلد لأنها ليست في السلطة، وتسعى إلى إحداث الفوضى لوجود الأكثرية النيابية والشعبية في مكان آخر، وتعمل على التحريض الإقليمي والدولي ولجعل لبنان مسرحًا للخلافات، وساحة لا ينتفع منها لبنان لمجرد أن الأمور ليست بيدهم، وأنهم لا يتحكمون بمقادير الأمور، هل الخروج من السلطة يستدعي تخريب لبنان؟quot;.

كبارة: نطالب إيران بوقف تدخلها
رد النائب محمد كبارة أمام زواره في مكتبه في طرابلس على الكلام الذي صدر من المسؤولين الايرانيين، وقال: quot;غريب أمر إيران، نطالبها بوقف التدخل السافر في شؤوننا وشؤون المجتمعات العربية فترد بتأكيد تدخلها، وتحاول أن تعطينا دروسًا كيف نتعامل مع شعبناquot;.

وأضاف إن quot;غطرسة إيران، بل عدم ترددها في تأكيد تدخلها في شؤوننا، لا يشبه سوى غطرسة حزبها المسلح الذي يحتل أجزاء من لبنان، عندما لم يتردد في اعتبار اعتداءاته على حرمات المنازل والآمنين والنساء والأطفال في 7 أيار/مايو من العام 2008 بأنها quot;يوم مجيدquot;.

وطالب إيران quot;عدم التدخل في شؤونناquot;، معلنًا quot;رفضنا التحول إلى محمية فارسية، فترد باتهامنا بأننا نخدم المحور الصهيوني - الأميركيquot;. وتوجه بصراحة quot;لمن يريد أن يفهم في الدولة الإيرانية، ولمن يريد أن يسمع من وكلائها المحليينquot; بالقول نحن لا نريد شيئا من أحد سوى عدم التدخل في شؤوننا. نحن لا نعادي إلا من يعتدي علينا، نعادي إسرائيل وكل من يعتدي علينا، ونعادي أي سلاح يوجه إلى سيادتنا واستقلالنا وهويتنا اللبنانية العربيةquot;.

وأردف كبارة: quot;نحن لسنا أتباع فارس، كما لسنا أتباع إسرائيل أو أميركا. وإذا كانت دولة الفقيه تريد أن تواجه مشروعا أميركيا مزعوما فلتواجهه على أرضها، وبشعبها، وبمصالحها، وليس على حساب سيادتنا وشعبنا ولحم أهلنا وكرامتنا الوطنية. فلتفهم إيران أننا لا نتدخل في شؤونها، ولتفهم أن من ينتقد تعامل الدول الأخرى مع شعوبها عليه أولا أن يعترف بإساءاته إلى شعوبه التي تعيش على ما يسمى حتى اللحظة بالأرض الإيرانيةquot;.

وأكد انه quot;على الدولة الايرانية أن تحسن التعامل مع مشاكلها الداخلية، عليها أن تمتنع عن اضطهاد شعوبها، عليها أن تسمح للايرانيين بممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وممارسة هوياتهم الثقافية بحرية، وممارسة حقوقهم في التعبير بحرية. وإذا فعلت ذلك، فستتوقف تلقائيًا عن التدخل في شؤونناquot;.

وختم كبارة quot;نكرر مع الرئيس سعد الحريري رفضنا التدخل الإيراني السافر في شؤون خصوصيات مجتمعنا، ولن نتحول يومًا إلى محمية تحت إرهابها. لذلك على إيران أن تتعظ هي من ثورات الشعوب في المنطقة، لا أن تهددنا بها. فهذه الثورات ستصيبها وتصيب أتباعها حتمًاquot;.