فيما كان القذافي يجول شوارع طرابس رافعاً قبضته الشهيرة في تحية للمارة، نفّذ حلف الأطلسي غاراته تشديداً على تعهّد اطلقه بالدفاع عن المدنيين الليبيين.


طرابلس: ذكر التلفزيون الليبي ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قام الخميس بجولة في شوارع طرابلس تزامنت مع آخر غارات التحالف على المدينة.

وقد حيا القذافي الذي كان يعتمر قبعة ويضع على عينيه نظارتين سوداوين، ويقف في سيارة جيب مفتوحة السقف تسير ببطء، المارة رافعا قبضتيه، بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي.

وواكبت سيارة العقيد القذافي بضع سيارات كانت تنقل حراسا شخصيين. وسارت سيارته على مهل في بعض الاحيان، فاقترب منها عشرات المارة وحيوا زعيم الثورة الليبية.
واكد التلفزيون الليبي ان القذافي قام بجولته هذه quot;تحت قصف العدوان الهمجي الاستعماري الاطلسيquot;.


الأطلسي سيواصل الدفاع عن المدنيين الليبيين

ومن جهته،كان الحلف الاطلسي قد تعهّدquot;بالقيام بكل ما هو ممكنquot; لحماية المدنيين الليبيين من هجمات قوات الزعيم معمر القذافي الذي بات رحيله الهدف المعلن للحلف بالرغم من حاجة الاخير المستمرة لطائرات اضافية لاداء مهمته على اكمل وجه.

وللتشديد على هذا التعهد حلقت طائرات الحلف فوق العاصمة الليبية حيث سمع دوي انفجارات عنيفة تلاها اطلاق نيران مضادات الطائرات، كما افاد مراسلو الوكالة الفرنسية للأنباء.

وعلى الاثر نقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله ان quot;مواقع مدنية في طرابلس والعزيزية وككلة تعرضت قبل قليل الى قصف العدوان الاستعماري الصليبيquot;.

واكد الحلف انه بحاجة الى طائرات مقاتلة اضافية لتنفيذ ضربات ارضية لضمان حسن تنفيذ مهمته وذلك في ختام غداء عمل لوزراء خارجية الاعضاء ال28 اضافة الى ستة شركاء اخرين في عملية quot;الحامي الموحدquot; والاتحاد الاوروبي.

ولم يستجب احد الى هذا الطلب مباشرة بالرغم من توجيه فرنسا وبريطانيا والدنمارك دعوات بهذا المنحى، وهي ثلاث دول من ستة سمحت لطائراتها بتنفيذ ضربات جو- أرض.

ولم يتغير موقف اسبانيا وايطاليا اللتين اجازتا لطائراتهما مراقبة المجال الجوي فحسب وايطاليا التي تساهم طائراتها فقط في تحديد الاهداف.

وقبل اجتماع برلين اعلنت فرنسا وبريطانيا انهما ستطلبان من الحلفاء الاخرين quot;تكثيفquot; الغارات على قوات معمر القذافي من خلال تقديم طائرات اضافية والسماح لها بالمشاركة في الضربات.وقدر دبلوماسي في الحلف الحاجة الى عشر طائرات اضافية لتنفيذ ضربات ارضية.

واكد قائد الحلف الاطلسي في اوروبا الاميرال جيمس ستافريديس الخميس للوزراء انه طلب منذ عدة ايام من الحلفاء تزويده quot;بعدد من الطائراتquot;، على ما اعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن.

وتابع quot;اني على يقين بان الدول (الاعضاء في الحلف) ستستجيب لتقديم هذه الوسائلquot; التي حصل على quot;مؤشراتquot; بشأنها.

كما قال ان الحلف سيواصل عملية quot;الحامي الموحدquot; في ليبيا quot;طالما كان ذلك ضرورياquot;. وتابع quot;سنفعل كل ما يتوجب لحماية المدنيين، ليس بالاقوال فحسب بل ايضا بالافعالquot;، مؤكدا ان الحلف الاطلسي قام بالفي مهمة منذ توليه العمليات في 31 اذار/مارس الماضي.

وتبنى وزراء الخارجية اعلاناً عرضوا فيه بوضوح اهدافهم العسكرية في ثلاث نقاط ينبغي تنفيذها قبل الحديث عن وقف اطلاق نار. وبالتالي ينبغي توقف جميع الهجمات على المدنيين. كما على القوات الموالية للقذافي العودة الى الثكنات والانسحاب من جميع المدن التي انتشروا فيها او التي يحاصرونها على غرار اجدابيا والبريقة ومصراته وتسع مدن اخرى في غرب البلاد وشرقها. وختاما ينبغي التمكن من تقديم مساعدات انسانية الى كل من يحتاجها عبر البلاد في اجواء آمنة.

واشنطن ترفض لعب دوراً مركزياً في العمليات العسكرية

ومن جهتها، رفضت الولايات المتحدة العودة للعب دوراً ريادياً في العمليات العسكرية،ولكنها ستقدم طائرات لتنفيذ المهمات
فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس اثر لقائه نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة ترفض العودة للعب دوراً مركزياً في العمليات العسكرية في ليبيا.

قال جوبيه quot;لقد تحدثت مع السيدة كلينتون. سوف يواصلون على الخط نفسه، اي تقديم طائرات لتنفيذ عمليات دقيقة عندما تكون الامكانات المتوفرة لديهم مفيدةquot;. واضاف quot;لقد قلت لها اننا بحاجة اليهم. كنا نأمل عودتهمquot;.

ميدانياً، اعلن ناطق باسم حركة التمرد الليبية لوكالة الفرنسية للأنباء سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلا، اربعة منهم مصريون، وجرح خمسين اخرين الخميس في هجوم شنته قوات القذافي على مصراته. كما ذكر مراسل الوكالة الفرنسية للأنباء ان تبادلا عنيفا لاطلاق النار حصل بعد ظهر الخميس بين القوات الموالية للقذافي ومقاتلين من الثوار في اجدابيا في شرق البلاد.

كما اكد الحلف الاطلسي في نص الاعلان quot;الدعم الحازمquot; لدعوة مجموعة الاتصال المجتمعة في الدوحة الى تخلي القذافي عن الحكم. وهذه المرة الاولى التي يصدر فيها الحلف الاطلسي موقفاً واضحاً وبالاجماع حول ضرورة رحيل الزعيم الليبي.

وشاركت حوالى 20 دولة ومنظمة من بينها الامم المتحدة والحلف الاطلسي في اجتماع الدوحة لمجموعة الاتصال المكلفة قيادة الشق السياسي للعملية الدولية الجارية في ليبيا منذ 17 اذار/مارس بتفويض من الامم المتحدة.