كشفت دراسات أن شحنات المأكولات وزيارات السياح للقطب الجنوبي، تستحضر معها أصنافاً غربية على المحيط الحيوي للمنطقة، كالديدان والعناكب والفطريات، التي تشكل خطراً على الحيوانات والنباتات التي تعيش هناك.


بيروت: تشكّلالشحنات المخصّصة للباحثين العاملين لحماية إحدى المواطن الدقيقة وغير المستغلّة، تهديدًا غير مقصود للحيوانات والنباتات التي تعيش هناك.

ووفقًا لصحيفة التلغراف، كشفت دراسة جديدة أنّ الفواكه والخضار الطازجة التي يتم إرسالها لإطعام 4000 عالم في القطب الجنوبي، هي متخمة بأنواع الحشرات والديدان البزّاقة وغير البزّاقة وبذور النباتات والفطريات الغريبة التي تشكل تهديدًا للنظام البيئي التابع إلى القارّة الأكثر صقيعاً في العالم.

هذه الحقائق، بالإضافة إلى دراسات أخرى أظهرت أنّ السياح أيضاً يحملون معهم عددًا كبيرًا من بذور النباتات المعلّقة في أحذيتهم وثيابهم إلى المكان المذكور، رفعت ضرورة ملحة لإعادة النظر في الأمن الحيويّ لزوّار القطب الجنوبي.

ويشار إلى أنّ أعضاء معاهدة القطب الشمالي التي تدير كيفيّة استعمال هذه القارة من قبل الـ46 دولة الموقّعة، يضعون الآن قوانين جديدة للوقاية من إدخال الأنواع الغريبة إلى أرض القطب الجنوبي والجزر المحيطة.

ويكشف بحث أخير قام به العلماء في quot;دراسة بريطانية للقطب الجنوبيquot; عن أنّ التراب الذي يحمله شحن الخضار والفواكه الطازجة يحوي على ديدان بزّاقة وعناكب وسوس ويرقانات وفطريات معروفة بأنها تسبب المرض للنباتات. ويهابون الضرر الواسع الانتشار الذي قد تسبّبه هذه الأنواع الغريبة ما أن تستشري على أرض القطب الجنوبي.

في هذا السياق، يقول عالم البيئة في quot;الدراسة البريطانية للقطب الجنوبيquot; الدكتور كيفن هيوغز إنّه تمّت حماية القطب الجنوبي من آثار الإنسان طيلة أمدٍ، إلا أنّ عدد الزوّار والعاملين هناك المتنامي يزيد من خطر استفحال الأنواع الغريبة. فإنّ إدخال هذه الأنواع قد يكون له وقعٌ كبير على النظام البيئي الأصلي علمًا أنه ثمّة أعدادًا هائلة من التنوّع الحيوي المركّز في مناطق على طول الشاطئ الذي يبلغ طوله أربعة أضعاف حجم لندن. ويضيف إلى أنّ الجسيمات المتناهية الصغر على مثال الفطريات تسبّب أمراضًا للنباتات علمًا أنّ الحياة على القطب الجنوبي بدائيّة نسبيًا ولم تتعرّض إلى هكذا تهديدات من قبل، الأمر الذي يحول دون تزوّدها بالمناعة.

لا بدّ من التنويه إلى أنّ ثدييات على مثال الفئران والقطط سبق أن أحدثت مشاكل جسيمة على الجزر المحيطة بالقطب الجنوبي حيث تلحق الضرر بالطيور، علمًا أنها لم تستفحل بعد في القطب الجنوبي، إلا أنّ الباحثون يخافون من أن تتحمّل هذه الثدييات الزمهرير وتعشش في محطات البحث التابعة للإنسان.

ويُذكر أنّ الدكتور هيوغز وزملاءه الذين سينشرون بحثهم في صحيفة quot;بيولوجيكال كنسرفايشنquot; وquot;بلانيت إيرث أونلاينquot; فحصوا 11250 فاكهة وخضار تمّ بعثها إلى تسع محطّات بحث في القطب الجنوبي وفي الجزر المحيطة به. وقد عثروا على التراب على 12 في المئة من المأكولات و56 حيوان لافقاري أجنبي. كما أنهم عثروا على 19 نوعًا من السماد النباتي بما في ذلك الفطريات التي تسبب أمراضًا للنباتات. ووجدوا أنّ أرض القطب الجنوبي الرئيسيّة سبق أن اجتاحتها عشرة أنواع غريبة.

ويضيف الدكتور هيوغز قائلاً: quot;في حين ترتفع حرارة المناخ، يزداد خطر الأنواع غير الأصليّة ذلك أنّه يرجّح تناميها هناك. وقد بات الأمر أولويّة الآن بالنسبة لجماعة القطب الجنوبيquot;.