تحتل أفغانستان المرتبة الأولى عالمياً في زراعة الأفيون لذي يشكل لسهولة زرعه وحفظه وتسويقه الزراعة quot;الأمثلquot; في هذا البلد.


كابول:تعد أفغانستان المنتج الأول في العالم للأفيون الذي يبدأ موسم حصاده في هذه الايام والذي يشكل لسهولة زرعه وحفظه وتسويقه الزراعة quot;الأمثلquot; في هذا البلد والاكثر ربحا حيث يباع بسعر محدد سلفا ويسلم للمشتري في مكان زراعته.

يوجد في افغانستان ما يقارب 123 الف هكتار من الخشخاش، يقوم على زراعتها حوالى 250 الف عائلة، أي ما يوازي 67% من السكان، بحسب مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.

يقول حاجي عبد الحميد، وهو مزارع في ولاية قندهار الجنوبية المعقل التاريخي لحركة طالبان quot;السبب الأساسي لزراعة الخشخاش هو انه مربحquot;.

ويضيف quot;انه يتطلب وقتا أقل، وجهدا أقل، ويدر الكثير من المال، وهو سهل البيع ولا داعي لتسويقه، حيث يباع بسعر محدد سلفاquot;.

ويقول جان لوك اومايو مدير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في افغانستان quot;في زمن الحرب او الاضطراب، الافيون هو أفضل محصول زراعيquot;.

ويشرح قائلا quot;يأتي تجار الأفيون الى المزرعة، ويوفرون البذور، ويدفعون النفقات، ثم يعودون عند الحصادquot;، في الوقت الذي يطرح تسويق الخضار أو القمح مشاكل بسبب بعد الأسواق ومخاطر الطرق.

ويمكن ايضا تخزين الأفيون لوقت أطول من الفاكهة والخضار التي قد تتلف بسرعة اذا حالت الاضطرابات دون القدرة على بيعها.

كما أن الأفيون يتطلب كميات قليلة من مياه الري مقارنة بالقمح، ويدر عائدات زادت في العام 2010 باربعة أضعاف عن عائدات القمح، أكبر محاصيل البلاد.

بدأت عملية زراعة الافيون في افغانستان في العام 1979 على يد الفصائل المسلحة التي كانت تحارب الاتحاد السوفياتي، وباتت هذه الزراعة في افغانستان اليوم تشكل 90% من الانتاج العالمي من الافيون.

لم تفلح سياسة مكافحة زراعة الافيون التي اطلقتها السلطات الافغانية قبل سنوات عدة بالتعاون مع حلفائها الغربيين، في تحقيق نتائج ذات اهمية.

وتنتج ولايتا قندهار وهلمند، معقلا المتمردين الاسلاميين، وحدهما 74% من الافيون الأفغاني. وتعاني تلك المناطق من ضعف نفوذ السلطات لصالح عناصر طالبان.

ويتوقع مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ارتفاعا كبيرا في زراعة الافيون في شمال البلاد وشمالها الشرقي في العام 2011، لا سيما في بعض الولايات التي توقفت فيها هذه الزراعة في الآونة الأخيرة.

والسبب في ذلك يعود الى الارتفاع الكبير في الاسعار، اذ يقدر مكتب الامم المتحدة هذا الارتفاع بنسبة 306% خلال عام. ويعود السبب ايضا الى تفاقم حدة الاضطرالات في هذه المناطق.

فمنذ نهاية العام 2009، تركزت القوات الافغانية وقوات التحالف الدولي في جنوب البلاد التي تعد معقل متمردي حركة طالبان، لكن طالبان تمكنت في المقابل من توسيع نفوذها في شمال البلاد.

ومع أن زراعة الأفيون تدر عائدات عالية تصل الى ملياري دولار بحسب مكتب الامم المتحدة، الا أن الموارد التي يحصل عليها المزارعون تعد ضئيلة جدا نسبيا.

أما أكبر المستفيدين، فهم المهربون وعناصر طالبان من جهة، وامراء الحرب السابقون المتحالفون اليوم مع الرئيس حميد كرزاي من جهة اخرى وتربط هؤلاء جميعا احيانا شبكة واحدة من المصالح.

وعلى عكس الفكرة السائدة، فإن زراعة الافيون لم تنحسر في ظل حكم نظام طالبان بين العامين 1996 و2001، بل انها كانت تشكل موردا ضريبيا لها.

واليوم، يواصل عناصر الحركة فرض ضرائب على المزارعين في المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها، على ما يقول حاجي مطيع الله، وهو مزارع آخر من قندهار، ياخذون منه 20% مما يجني.

ومقابل ذلك، يؤمن مقاتلو الحركة الحماية للمزارع من حملات الاتلاف التي تشنها السلطات. وبحسب جون لوك لومايو فإن الافيون يدر على حركة طالبان بين 125 و155 مليون دولار سنويا.

أما أمراء الحرب السابقون، الذين أصبحوا من وجهاء البلاد وبعضهم تقلد مناصب حكومية، فهم إما يرعون تجارة المخدرات أو يحمونها من خلال شبكات فساد معقدة، بحسب شبكة quot;افغان اناليست نيتووركquot; في كابول.