لم تكشف الإدارة الأميركية حتى الآن عن تفاصيل عمليتها الجريئة لاغتيال أسامة بن لادن، لكن التقارير الإعلامية المختلفة التي نقلت إفادات شهود العيان وغيرهم تقدم الصورة العامة لما حدث.

أميركيون يعبّرون عن الفرح أمام البيت الأبيض

لندن: الوقت وحده سيكشف التفاصيل الكاملة للعملية التي عثرت فيها القوات الأميركية على أسامة بن لادن وقتلته في المجمع المحصن الذي كان يقيم فيه في أبوت أباد القريبة من العاصمة إسلام أباد في شمال باكستان.

الثابت حتى الآن مفارقة تفيد أن زعيم القاعدة لقي حتفه في مجمع لا يبعد أكثر من 800 ياردة من مقر أعلى مؤسسة عسكرية من نوعها في البلاد وهي أكاديمية باكستان الحربية المخصصة لتدريب النخبة العسكرية الباكستانية. وعلى هذا النحو، يمكن للمرء أن يتصور نوع الحماية الأمنية التي تتمتع بها هذه المنطقة.

وتبعا للمتاح لوسائل الإعلام البريطانية فقد بدأت العملية في تمام العاشرة والنصف مساء الأحد بالتوقيت المحلي (الرابعة والنصف صباح الاثنين بتوقيت غرينتش) ودامت 45 دقيقة. وفي ذلك الوقت شوهدت مروحيتان حربيتان أميركيتان (وقيل ثلاث) أحدثتا هلعا وسط سكان المنطقة.

وكان الهدف هو مركز المجمع الذي يؤلفه مبنى من ثلاثة طوابق. وهبطت المروحيتان في فناء المجمع وخرج منها رجال تحدثوا الى السكان (المعروفين محليا باسم laquo;تاندا تشوها) بلغة البشتو وطلبوا اليهم إطفاء أنوار مساكنهم وعدم مغادرتها.

وبعد قليل سمع السكان أصوات الرصاص من أسلحة ثقيلة. وفي وقت ما خلال العملية سقطت إحدى المروحيتين وتحطمت بعدما أصابتها نيران الطرفين المتحاربين، ويقول السكان إن حطامها ظل موجودا في فناء المجمع حتى الساعة الحادية عشرة صباح الاثنين بتوقيت غرينتش على الأقل. وقال البعض إنهم شاهدوا ألسنة اللهب داخل المبنى المُهاجم وإن الجنود الأميركيين خرجوا في نهاية العملية بجثة رجل علموا في ما بعد أنه أسامة بن لادن.

ونقلت فضائيتا laquo;بي بي سي نيوزraquo; وlaquo;سكاي نيوزraquo; الإخباريتان عن سكان المنطقة قولهم إن مساحة المجمع تبلغ حوالى ثلاثة آلاف ياردة وإن سوره حجري يبلغ ارتفاعه 14 قدما بالأسلاك الشائكة فوقه ومزود بالعديد من كاميرات المراقبة لمزيد من الحماية.

القوات الباكستانية تتولى حراسة المنطقة الآن

وأوردت وكالة laquo;أسوشييتد برسraquo; أن للعمارة ذات الطوابق الثلاثة التي كان يقيم فيها زعيم القاعدة بوابتين محروستين ولكن من دون أسلاك للهاتف أو الإنترنت تربطها بالعالم الخارجي. ونقلت عن شهود قولهم إن نساء وأطفالا يعيشون داخل المجمع.

ومن جهتها نقلت laquo;بي بي سي أوردوraquo; عن أحد السكان قوله إن المجمع شيده رجل من البشتون قبل ما بين 10 سنوات و12 سنة بتكلفة مليون دولار على الأقل، وإن الناس عموما لم يكونوا على علم بمَن يسكنه بشكل دائم أو مصدر ثرواتهم التي تتيح لهم السكن في مجمع محصّن كهذا.

وقال بعض مسؤولي الاستخبارات الأميركية لأسوشيتد برس إن المبنى laquo;صمم - من الناحية الأمنية - ليلائم احتياجات شخص يهمه تفادي الأعين... إرهابي كبير على سبيل المثالraquo;. وكانت هذه النقطة - مضافة الى حقيقة أن المجمع لا يملك وسائل الاتصال الخارجي - هي التي انطلقت منها التحليلات الاستخبارية مستنتجة أن شخصا قياديا كبيرا في تنظيم القاعدة، وربما بن لادن نفسه، يقيم فيه على الأرجح.

ووفقا لتقارير إعلامية أخرى فقد وصلت قوات الأمن الباكستانية الى المجمع بعد نهاية العملية الأميركية وإنها تتولى حراسته الآن. وأضافت هذه التقارير أن القوات الأميركية تحركت على الأرجح من قاعدة عسكرية يستخدمها مشاة البحرية في تاربيلا غازي، وهي منطقة ليست بعيدة عن أبوت أباد التي يوجد فيها المجمع.