العقيد الليبي معمّر القذافي

من الصعب التنبؤ بمستقبل الزعيم الليبي معمّر القذافي، حتى بالنسبة إلى العقيد نفسه، وحوارييه الذين يتقلصون يومًا بعد الآخر، مبتعدين عن الرجل الذي يطارده الغرب بغية الإطاحة به، وإرساء حكم ديمقراطي في بلد غني بالنفط والسواحل الشاسعة التي تختلس النظر إلى الأطلسي من دون أن تستفيد منه منذ عقود طويلة.


يأتي التدخل الغربي في ليبيا في إطار محاولة المجتمع الدولي حماية المدنيين، الذين يحاولون التخلص من حكم شمولي تجاوز الأربعين عاماً، وتسبب في جرائم بشعة في حقوق الإنسان، وانتشار الفساد، في ظل تدني مستويات المعيشة، وارتفاع معدلات البطالة إلى أرقام قياسية.

وعلى الرغم من توقعات عشرات السياسيين والمحللين بتنحّيه القريب عن السلطة، يبدو أن العقيد الليبي معمّر القذافي يزداد تصميماً على البقاء، بعد مضي أسابيع على حملة عسكرية، يقودها حلف الأطلسي، تهدف إلى عزل الرجل الذي امتلك قدرة مذهلة للنجاة من العواصف خلال أربعين عاماً من حكم واحد من أكبر البلدان العربية.

ورغم ذلك لا يزال القذافي صامداً في مخبأ خاص، يرجّح أن يكون خارج طرابس، بينما يبدأ المحللون في تداول سيناريوهات المستقبل، التي يأتي التقسيم في أول القائمة، حيث يتوقع أن يعزل الشمال الغني، وهو خط التماس الأقرب إلى الجنوب الأوروبي، عن الجنوب الصحراوي الفقير، إلى حين يتم القضاء على معمّر القذافي.

وتقول نظرية أخرى إن احتمال أن تكون ليبيا اثنتين، واحدة شرقية وأخرى غربية، وارد، إذ quot;وإن كان الاختلاف حول اتجاه البوصلة، فإن خيار التقسيم هو القاسم المشترك لكل السيناريوهات التي تتحدث عن ليبيا ما بعد القذافيquot; على حد تعبير مراقبين.

ويقول جميل الذيابي، وهو رئيس تحرير الطبعة السعودية لصحيفة الحياة عن مستقبل ليبيا: quot;التقسيم متوقع، وهذا ما يمكن قراءاته من الخطاب الإعلامي السائد حالياً في بنغازي... حلّ الدولتين واحد من السيناريوهات المتوقعة، خصوصاً وأن القذافي باتت ساعاته معدودةquot;.

ولا أحد يعرف إلى أي حد سوف يقاوم الزعيم المعروف بعناده الشديد، لكنه بالتأكيد quot;فقد شرعيته كقائد لليبيينquot; حسب تصريح متحدثة أميركية باسم الخارجية في حديث مع إيلاف في وقت سابق.

ومع مضي الوقت، يجد معمّر نفسه قد فقد القدرة على المناورة، وquot;أمامه خياران، إما الاعتقال فالمحاكمة فالموت، وإما أن يظل حاكمًا بائسًا لنصف ليبياquot; على حد تعبير أكثر من مراقب راقبوا الوضع منذ انفجاره حتى الآن.

وبينما يقول الزعيم الليبي إنه لن يغادر ليبيا، بل سيموت على ترابها، يصرّ التحالف الغربي على أنه لن يوقف الهجمات الصاروخية إلا بعد تنحّي القذافي، الذي يواجه عزلة دولية ليست غريبة عليه، وعزلة عربية لم يتوقعها، تقودها الجامعة العربية ودول الخليج، وخصوصاً قطر والإمارات اللتان تشاركان في أعمال الحظر الجوي على ليبيا.

وتلقى العقيد ضربة موجعة بعد وفاة ابنه الأصغر وثلاثة من أحفاده في إحدى غارات حلف الأطلسي. وفي تويتر يقول علي الظفيري، وهو مذيع معروف في قناة الجزيرة ذائعة الصيت: quot;المجنون قتل الشعب الليبي، وها هو (القذافي) يقتل أبناءه وأحفادهquot;.