هل كانت إيران على علم مسبق بهجمات 11 أيلول؟

شهد منشقان كانا يعملان في الاستخبارات الايرانية ان مسؤولين ايرانيين quot;كانت لديهم معرفة مسبقة بهجمات 11 ايلول/سبتمبرquot; على الولايات المتحدة ، بحسب وثائق دعوى قضائية تنظر فيها محكمة فيدرالية في نيويورك. ويطالب اصحاب الدعوى بتعويضات من ايران بسبب quot;دعمها المباشر ورعايتها لأشد الأعمال الارهابية فتكا في التاريخ الاميركيquot; ، كما يرد في ملف القضية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المحامين الذين قدموا الدعوى باسم عائلات عشرات من ضحايا الاعتداءات ان هوية وافادة المنشقين الايرانيين لا تُذكر في وثائق القضية ولكنها ستُقدَّم الى القاضي مختومة. وقال احد المنشقين في افادته ان ايران ضالعة في تخطيط الهجمات ايضا.

ويرى خبراء ان من الصعب تقييم مصداقية الاتهام القائل ان ايران كانت تعرف بالاعتداءات نظرا لإبقاء افادات المنشقين طي الكتمان.

وبحسب مضمون الدعوى فان ايران وحزب الله اللبناني ساعدا تنظيم القاعدة في تخطيط اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وفي تدريب الخاطفين وسفرهم. وبعد تنفيذ الهجمات ساعد النظام الايراني وحزب الله عناصر القاعدة على الفرار بتوفير ملاذ آمن لهم في ايران.

وكانت لجنة التحقيق في الهجوم على برجي المركز التجاري العالمي والبنتاغون اثارت علاقة ايران بالهجمات ، وكانت هذه القضية موضع سجال فترة طويلة. ورغم عداء تنظيم القاعدة لشيعة ايران واستهداف شيعة العراق بالعديد من تفجيراته فان مسؤولين استخباراتيين غربيين يعتقدون بوجود تعاون حذر ومحدود بين القاعدة وايران ضد الولايات المتحدة بوصفها عدوا مشتركا.

وتزعم وثائق الدعوى ان المسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية سافر الى العربية السعودية عام 2000 للمساعدة في التخطيط والتحضير لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وكان مسؤولون اميركيون اتهموا مغنية الذي قُتل عام 2008 في دمشق بتخطيط سلسلة من الهجمات الارهابية الكبيرة واعمال الخطف ، بينها تفجير السفارة الاميركية في بيروت عام 1983.

وقال تقرير لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ان هناك أدلة قوية على ان ايران قامت بتيسير مرور عناصر القاعدة الى افغانستان ومنها قبل الاعتداءات وان بعض هؤلاء شاركوا في تنفيذ الاعتداءات. كما اشار التقرير الى وجود ادلة ظرفية على ان مسؤولين قياديين في حزب الله تابعوا مباشرة سفر بعض خاطفي الطائرات الى ايران في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2000. ولكن اللجنة اوضحت انها لم تتوصل الى أدلة تثبت علم ايران أو حزب الله بالتخطيط للاعتداءات وان هذه القضية quot;تتطلب مزيدا من التحقيقquot;.

وقال توماس ميلون احد محامي عائلات الضحايا لصحيفة نيويورك تايمز ان الدعوى التي قدمت اولا في واشنطن ثم نُقلت الى نيويورك تطلب اجراء مثل هذا التحقيق.

ويتضمن ملف القضية تقارير 10 خبراء في شؤون ايران والارهاب بينهم موظفون سابقون في لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وضباط سابقون في وكالة المخابرات المركزية. وقال المحامي ميلون ان هؤلاء الخبراء يؤكدون ان اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر اعتمدت على مساعدة ايران للقاعدة في الحصول على جوازات سفر وتأشيرات لدخول الولايات المتحدة. ولكن تقارير هؤلاء الخبراء لا تذهب الى حد القول ان ايران كانت على علم مسبق بالاعتداءات كما يدعي المنشقان الايرانيان.

ويبين ملف الدعوى ان الايرانيين كانا يعملان في وزارة الاستخبارات والأمن الايرانية وان مسؤولياتهما كانت تتيح لهما الاطلاع على معلومات حساسة تتعلق برعاية ايران للارهاب. ولهذه الأسباب يخشى الايرانيان على سلامتهما وسلامة عائلاتهما في حال الكشف عن هويتهما ومضمون افاداتهما.
يشير ملف الدعوى الى مسؤولين ايرانيين ووزارات ايرانية وحزب الله والقاعدة من بين جهات أخرى بوصفهم المتهمين في القضية. وطلب محامو المدعين بمحاكمتهم غيابيا. ولكن خبراء يستبعدون الحصول على اي تعويضات حتى إذا اصدرت المحكمة قرارا يقضي بذلك.