علمت إيلاف أنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سيتطرق الى خطاب الرئيس الاميركي باراك أوباما بإسهاب في الكلمة التي يلقيها عصر يوم الاربعاء بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للتحرير. فهل يدعو نصرالله الى laquo;إنتفاضةraquo; ثانية في مارون الراس لعلمه بمدى تأثير هذا التحركفي واشنطن وتل أبيب؟


أوباما يتحدث خلال مؤتمر ايباك

إستاثر الخطاب الذي ألقاه الرئيس الاميركي باراك أوباما أمام مؤتمر اللجنة الاميركية ndash; الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك) ، خصوصاً لجهة قوله quot;إننا سنتصدى لتنظيمات مثل حزب الله الذي يمارس الاغتيال السياسي ويسعى الى فرض إرادته عبر الصواريخ والسيارات المفخخةquot; ، استأثر باهتمام كبار المسؤولين والقيادات السياسية في لبنان التي استوقفها ايضاً تزامن هذا الكلام مع عودة الحديث عن قرب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما رشح عن دوائر رسمية في فرنسا من معلومات تشير الى تضمن هذا القرار اتهاماً لعناصر من حزب الله بالضلوع في هذه الجريمة وكذلك لشخصيات سورية يظن بوقوفها وراء هذه العملية .

وفيما امتنع مسؤولون في quot;حزب اللهquot; عن الرد على ما أورده أوباما في خطابه المذكور عملاً بتوجيهات صادرة عن قيادتهم تحظر عليهم الادلاء بأحاديث صحافية وتصريحات في الشأن اللبناني وغيره ، والاكتفاء بإلقاء الخطب المتضمنة مواقف الحزب في مناسبات معينة ، علمت quot;إيلافquot; ان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سيتطرق الى خطاب الرئيس الاميركي باسهاب في الكلمة التي يلقيها عصر يوم الاربعاء المقبل في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للتحرير، فيما رجحت اوساط قريبة من الحزب ان يكرر نصر الله رفضه القاطع للمحكمة الدولية واتهامها بالتسييس واستخدامها لأغراض معينة كاستهداف حزب الله وايران وسوريا كما فعل أوباما وغيره .

كذلك ذكرت هذه الاوساط أن خطاب الامين العام للحزب سيتوقف بصورة خاصة عند الأحداث التي شهدتها الحدود مع اسرائيل في ذكرى النكبة الاسبوع الماضي، خصوصاً في بلدة مارون الراس اللبنانية وفي بلدة مجدل شمس السورية التي نجح فيها مواطنون فلسطينيون في اجتياز الأسلاك الشائكة التي رفعتها القوات الاسرائيلية هناك ما ادى الى سقوط ضحايا على الارض اللبنانية والسورية.

هذا وتذهب هذه الاوساط الى حد التوقع بأن يعمد نصر الله الى توجيه دعوة أخرى للتجمع أمام الحدود مع اسرائيل بمشاركة لبنانيين وسوريين هذه المرة ، وتكرار المشهد الذي حصل في الخامس عشر من مايو (أيار) الجاري ، لعلمه بمدى تأثير هذا التحرك على كل من واشنطن و quot;تل أبيبquot;.

هذا ما عبر عنه صراحة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في خطاب ألقاه أمس بمناسبة مرور أسبوع على وفاة النائب السابق رفيق شاهين قال فيه quot;ان ما جعل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير جفري فيلتمان يهرع الى لبنان ما جرى في مارون الراس لأن الاميركيين تحسسوا الخطر الفعلي من جرّاء تنامي الحماسة لدى الشعب الفلسطيني الذي شهدنا شبابه يقبلون على الاقتحام وهم مدنيون من دون سلاحquot; .

وفي هذا الاطار، أمل النائب ايلي ماروني (ممثل حزب الكتائب في البرلمان اللبناني) ألا يؤخذ كلام أوباما على انه استباق للقرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، quot;لافتاً الى ان السياسة التي يعبر عنها الرئيس الاميركي ليست ترجمة لمواقف أشخاص بل نتيجة ما يخرج عن quot;مطبخ داخليquot; في الادارة الاميركية واقع تحت سيطرة اللوبي الصهيونيquot; . وقال ماروني لـ quot;إيلافquot; : quot;بغض النظر عن قرب انطلاق الحملات الانتخابية للرئاسة الاميركية وعما اورده اوباما واعاد من خلاله التصويب على حزب الله واتهامه بالارهاب فاننا نتمنى على هذا الحزب الذي بدوره يصف اميركا بـ quot;الشيطان الاكبرquot; ان يتحول حزباً سياسياً صافياً يبعد عنه الاتهامات التي توجه لهquot; . ولفت ماروني الى ان وضع quot;حزب اللهquot; في السياسة اللبنانية لن يستقيم طالما بقي السلاح في حوزته ولم يبادر بتسليمه الى السلطة الشرعية اذ لو فعل ذلك لانتفت جميع الاتهامات التي تساق ضده وفي مقدمها نعته بالإرهاب .

من جهته لم يبد النائب عاصم قانصوه (ممثل quot;حزب البعثquot; في البرلمان اللبناني) استغرابه في ما جاء على لسان الرئيس اوباما من اتهامات ضد حزب الله ، عازياً هذا الأمر الى حملة الضغوط التي تتعرض لها سوريا وايران ومعهما حزب الله، مشيراً الى ان اتهام حزب الله بالاغتيالات في لبنان ليس جديداً إذ بدأت معالمه بالظهور عندما اقتحمت مجموعة من لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري العيادة النسائية العام الماضي . وتوقع قانصوه في تصريح لـ quot;إيلافquot; ان تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً في الخطاب الاميركي ضد دمشق وquot;حزب اللهquot; ، بعد ان اخفقت واشنطن في الحصول على قرار من مجلس الامن يدين سوريا على خلفية مواجهتها أعمال العنف التي تشهدها اكثر من منطقة فيها ، وذلك نتيجة تصدي موسكو للتوجه الاميركي الامر الذي دفع ادارة اوباما الى التلويح بعقوبات ضد قيادات وشخصيات سورية اقل ما يقال فيها انها بلا طعم ولا رائحة ولا قيمة لها.