الخرطوم: اكد نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار الاثنين فشله في اقناع المسؤولين الشماليين بسحب قواتهم من مدينة ابيي المتنازع عليها والتي سيطر عليها الجيش السوداني في 21 ايار/مايو الحالي.

واثر اول مباحثات على مستوى عال منذ سيطرة القوات المسلحة السودانية على ابيي، اوضح ماشار للصحافيين ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه رفض انسحاب الجيش معتبرا انه يجب ان يبقى في المدينة الى حين التوصل الى تسوية سياسية.

وكانت هذه المباحثات تهدف الى نزع فتيل التوتر بشأن هذه المنطقة التي يتنازع سيادتها الشمال والجنوب. وفي 21 ايار/مايو سيطرت القوات المسلحة السودانية الشمالية على مدينة ابيي وانتشرت كيلومترات عدة في منطقة تتجاوزها الى الجنوب على الضفة الشمالية من نهر بحر العرب.

وقد ادى ذلك الى فرار 39 الف شخص على الاقل معظمهم من ابناء قبيلة دنكا نغوق الجنوبية الى المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الجنوبي. وتقول الامم المتحدة ان الكثير منهم لا يزال مختبئا في الادغال خوفا من القصف الجوي للقوات الشمالية.

وتقول حكومة جنوب السودان ان عدد الفارين من ابيي وجوارها يزيد عن 150 الفا، الا انه لم يتسن تاكيد هذا الرقم من مصدر مستقل. وخلال مؤتمره الصحافي رفض ماشار ايضا ان يقيم الشماليون quot;ادارة عسكريةquot; في ابيي، مؤكدا ان ذلك لن يساعد على حل quot;الكارثة الانسانيةquot;.

واعلن متحدث باسم القوات المسلحة السودانية الاثنين تعيين العميد عز الدين عثمان quot;حاكما عسكريا مؤقتاquot; لابيي. كما اكد ماشار التزام زعيم جنوب السودان سالفا كير، الذي استبعد مؤخرا العودة الى الحرب مع الشمال.

وكانت الامم المتحدة وحكومة جنوب السودان طالبتا الخرطوم بسحب قواتها من هذه المدينة الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب والتي كان يفترض تنظيم استفتاء فيها للاختيار بين الانضمام احدى المنطقتين في وقت متزامن مع الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب الذي جرى في كانون الثاني/يناير الماضي واختارت فيه غالبية ساحقة الانفصال.

الا ان الاستفتاء حول ابيي ارجىء الى أجل غير مسمى لعدم التوصل الى اتفاق وخاصة على حق قبيلة المسيرية العربية في التصويت. وتكاثرت في المنطقة الحوادث المسلحة الى ان تدخل الجيش الشمالي وسيطر على المدينة.