الخرطوم: أعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي الخميس اثناء زيارة إلى السودان عن قلقه الكبير على المدنيين الفارين من المعارك في منطقة ابيي وولاية جنوب كردفان اللتين تشهدان مواجهات، وحث الشمال والجنوب على التعاون.

وقال فيسترفيلي في مؤتمر صحافي في الخرطوم على اثر لقاء مع نظيره السوداني علي احمد كرتي quot;ان وضع اللاجئين الذين ارغموا على الفرار بسبب المواجهات العنيفة في ابيي وجنوب كردفان يثير لدينا قلقا كبيراquot;.

وتابع وزير الخارجية الذي سيمضي يومين في البلاد quot;بسبب هذا الوضع الصعب قررنا تخصيص المزيد من المساعداتquot;. وقال quot;نطالب سلطات شمال السودان وجنوب السودان بالتوصل سريعا الى حل دائم (للمشاكل) في المنطقة الحدودية لصالح هذه الشعوب التي تعاني. وينبغي ضمان وصول فرق الاغاثة الى مناطق الازماتquot;.

واعلنت المانيا الخميس عن زيادة المساعدات المخصصة للازمة الانسانية في السودان بمليون يورو لتبلغ 4.2 ملايين يورو. واوضح quot;من الضروري جدا ان تحل المشاكل كلها سلميا. فالتفاوض والتعاون افضل الف مرة من اي نوع من المواجهةquot;.

ويتفاقم التوتر بين الخرطوم وجوبا، عاصمة جنوب السودان الذي سيعلن استقلاله في 9 تموز/يوليو بسبب مسألة الحدود وكذلك الامن والنفط والمواطنة. واندلعت مواجهات في 5 حزيران/يونيو بين قوات الرئيس السوداني عمر البشير (الجيش النظامي) وعناصر من جيش التمرد الجنوبي سابقا في جنوب كردفان، وهي الولاية التابعة للشمال على الحدود مع جنوب السودان وشكلت ساحة حرب في اثناء الحرب الاهلية بين الجنوب والشمال (1983-2005).

ويتهم رجال دين وناشطون الخرطوم بالقيام بتطهير عرقي في جنوب كردفان استهدف جماعة النوبة الذين قاتلوا في صف الجنوب في الحرب الاهلية، الامر الذي تنفيه الخرطوم. وفر اكثر من 70 الف شخص بسبب المعارك من جنوب كردفان فيما دفع الجيش النظامي باكثر من 110 الاف من سكان منطقة ابيي الى النزوح، بحسب الامم المتحدة.

ووقعت حكومة الخرطوم وجنوب السودان اتفاقا لنزع السلاح من منطقة ابيي المتنازع عليها وتقع بين الجنوب والشمال. وافاد مصدر في الامم المتحدة رفض الكشف عن اسمه ان جيش الخرطوم نفذ غارات جوية الاربعاء في جنوب كردفان.

وشدد وزير الخارجية السوداني الخميس ان السودان لا تعيق عمل الامم المتحدة مكررا التاكيد على قرار الحكومة الامتناع عن تجديد مهمة القبعات الزرق التي تنتهي مهلتها في 9 تموز/يوليو. وقال كرتي quot;نحن لا نمنع ولا نعيق عمل الامم المتحدة في السودانquot;.

ومن المقرر ان يلتقي فيسترفيلي نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وان يزور دارفور الخميس قبل العودة الى جوبا الجمعة للقاء رئيس الجنوب سلفا كير. وستتولى المانيا التي تتسلم الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي في الشهر المقبل ادارة عملية الاعتراف بدولة جنوب السودان المستقلة الوشيكة.