أكّد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن حكومته ستعمل على توفير الخدمات الضرورية لمحافظة كركوك الشمالية وبقية المناطق المتنازع عليها وتزويدها بالكهرباء، ريثما يتمّ ضمّها إلى الاقليم في وقت دخل أطباء المحافظة وصيادلتها في إضراب عام احتجاجا على عمليات القتل والاختطاف التي يتعرضون لها.

محافظة كركوك

لندن: في تأكيد على تصميم الأكراد ضمّ محافظة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط الى إدارتهم الشمالية، قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن حكومته ستعمل على توفير الخدمات الضرورية لمحافظة كركوك الشمالية وبقية المناطق المتنازع عليها ريثما يتمّ ضمّها الى الإقليم في وقت دخل أطباء المحافظة وصيادلتها في إضراب عام احتجاجا على عمليات القتل والاختطاف التي يتعرضون لها .

وخاطب بارزاني سكان محافظة كركوك (255 كم شمال بغداد) الغنية بالنفط التي يقطنها حوالى مليون نسمة من التركمان والأكراد والعرب في رسالة موجهة اليوم قائلا إن إدارة إقليم كردستان ستواصل عملها من أجل تحسين الخدمات الضرورية للمحافظة وبقية المناطق المستقطعة في إشارة الى مناطق في محافظات عراقية أخرى يطالب الأكراد بضمّها الى إقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 بذريعة أن أغلبية كردية تسكنها . وأضاف موجها كلامه الى سكان كركوك quot; نحن نتفهم معاناتكم جيدا سواء بما يخص توفير الكهرباء او بما يتعلق بالخدمات عامة، وفي هذه الفترة ركزنا جهودنا على مسألة كيفية تزويد محافظة كركوك بالكهرباء عن طريق إقليم كردستان وطلبنا من حكومة إقليم كردستان أن توفر الطاقة الكهربائية بأسرع وقت الى مناطق كركوك لنخفف عن معاناتهم ولو قليلا لحين ضمّ مناطق كركوك الى إقليم كردستان وفق المادة 140quot; .

وتنص المادة الدستورية 140 على حلول لما يسمى بالمناطق المتنازع عليها وفي مقدمتها كركوك تقضي بتطبيع الأوضاع فيها وإجراء إحصاء سكاني ينتهي باستفتاء لتحديد إرادة مواطنيها بين البقاء في محافظاتهم الحالية او الانضمام الى اقليم كردستان في مدة أقصاها نهاية علم 2007 وهو الامر الذي لم ينجز لحد الان بسبب الخلافات السياسية والنزاعات القومية حول هذه المناطق . ويقول التركمان والعرب في كركوك ان هذه المادة قد اصبحت لاغية لعدم تنفيذها في موعدها المحدد لكن الاكراد يصرّون على تطبيقها .

واشار بارزاني الى انه عقد اجتماعا مشتركا مع رئيس مجلس وزراء اقليم كردستان برهم صالح ونائبه ووزير الكهرباء في الاقليم حيث تقرر تزويد مدينة كركوك كخطوة اولى بسعة 100 ميغاواط من كهرباء الاقليم وهذا القرار دخل حيّز التنفيذ وفي مطلع الشهر المقبل سيتم تزويد كركوك بسعة 200 ميغاواط والتي ستسد حاجة المدينة الى حد ما .

وقال quot;نحن نشدد على اهتمام الاقليم بمحافظة كركوك الحبيبة ومساعدة مواطنيها خاصة في هذا الفصل الحار وعن قناعة نقول إن هذا الدعم هو ثمرة برنامج الاصلاح في مسألة توفير الطاقة الكهربائية حيث يزود الاقليم الان بالكهرباء على مدى 20 ساعة في اليوم .. وسنتواصل في تحسين الخدمات الضرورية الاخرى لمدينة كركوك وبقية المناطق المستقطعةquot; .

يذكر أن محافظة كركوك، في مقدمة ما يطلق عليها المناطق المتنازع عليها وتشهد أعمال عنف شبه مستمرة من قبل الجماعات المسلحة تستهدف عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين بالإضافة إلى تسجيل الكثير من حوادث القتل التي تندرج في غالبيتها في إطار النزاعات القومية والعشائرية .

إضراب أطباء كركوك وصيادلتها احتجاجا على عمليات قتل واختطاف يتعرضون لها

وبهدف الضغط على السلطات من أجل اتخاذ إجراءات لحمايتهم فقد أعلن أطباء في كركوك إضراباً عن العمل في حين امتنع بعضهم عن فتح عياداتهم الخاصة وذلك خوفا من تعرضهم للاختطاف على يد مسلحين كما حلّ بزملاء لهم .

وناشد الأطباء الجهات التي تقف وراء تلك العمليات الى الإفراج الفوري عنهم كونهم أصحاب علم وجميعهم مشهود لهم بالكفاءة . وأشارت نقابة الاطباء في المحافظة الى ان الاستهداف المنظم للاطباء تقف وراءه مجموعة من المجرمين الذين يسعون خرابا في العراق في إرهاب من نوع جديد يفرضونه على العراقيين . واشارت الى ان الغاية من استهداف الاطباء في كركوك هي افراغ المحافظة من الكفاءات حيث إن هناك عددا منهم قد غادر المدينة والبعض الاخر اكتفى بالعمل في المستشفى دون العمل في العيادات الخاصة خوفا من أن يطالهم الخطف .

وتنتاب الاطباء في كركوك حالة من القلق والخوف من احتمال تعرضهم الى الاختطاف ولذلك فقد قرر بعضهم عدم فتح عياداته الخاصة خلال الفترة المقبلة .

وشهدت كركوك الاسبوع الماضي اختطاف الطبيب التركماني أدول علي محمود ومن ثم طبيب الأطفال صافي هرزان واعتقال مدير مصرف الدم في كركوك عيسى الحديدي من قبل قوة خاصة قادمة من بغداد واختطاف نجل طبيب الاسنان فاضل خورشيج من أمام منزله .

ومن جانبها فقد حذرت الجبهة التركمانية العراقية من مخاطر تصاعد عمليات استهداف الشخصيات والاختصاصيين التركمان ودعت الأطراف السياسية في محافظة كركوك الى الوقوف ضد الإرهاب والكف عن التصريحات التي تحرض على العنف والكراهية وإجهاض مشروع الإدارة المشتركة في المحافظة الهادف الى ترسيخ التعايش الأخوي بين مكوناتها .

واضافت الجبهة التي تمثل تركمان العراق الذين يشكلون القومية الثالثة في العراق بعد العربية والكردية ان مدينة كركوك تشهد منذ ايام عمليات اختطاف لأطبائها حيث اختطف الدكتور أدول علي محمود أخصائي أمراض العيون في مستشفى الشفاء الخيري من منزله وما زال مصيره مجهولا كما خطف الشاب التركماني عمر عبدالعزيز وتم اغتيال الشاب التركماني عمر أيدن في وقت لا يزال فيه مصير الدكتور حيدر زين العابدين الأخصائي في مستشفى الشفاء الخيري مجهولا بعد اختطافه منذ أشهر .

واكدت الجبهة التركمانية في بيان صحافي من مقرها الرئيس في كركوك تسلمته quot;ايلافquot; اليوم أن هناك خطة يتم تنفيذها لاستهداف الشعب التركماني بدأت قبل اسابيع بمهاجمة منزل عضو مجلس النواب العراقي أرشد الصالحي رئيس الجبهة وقبل ذلك طال الاستهداف تجار ورجال اعمال واطباء تركمان في حلقات تكمل الواحدة الأخرى . وطالبت جميع الأطراف السياسية في محافظة كركوك quot;بإدانة هذا الاستهداف الواضح للشعب التركماني وتعرية الإرهاب والارهابيين من أي غطاء سياسي وان تنتبه بعض القوى السياسية الى التصريحات التي تحرض على العنف والكراهية وتشويه الحقائقquot;.

وقالت الجبهة quot;ان وراء هذه الاستهدافات محاولة لإجهاض مشروعنا الذي نسعى له في محافظة كركوك لتحقيق الادارة المشتركة وترسيخ التعايش الأخوي بين مكونات كركوك لكن الجبهة التركمانية ستبقى وفية لمبادئها التي آمنت بها وناضلت و تناضل من أجلها لبناء العراق الديمقراطي الموحدquot;.

ولمواجهة هذه الاعمال الارهابية فقد عقدت اللجنة الأمنية في محافظة كركوك اجتماعا برئاسة نجم الدين كريم محافظ كركوك وحضور قادة ومسؤولي الأجهزة الأمنية في المحافظة تم خلاله بحث الأوضاع الأمنية في المحافظة حيث تم اتخاذ عدة اجراءات لمواجهة هذه الظاهرة والعمل على حماية حياة وممتلكات المواطنين بشكل عام والأطباء بشكل خاص كشريحة مهمة من المجتمع.

كما اجتمع حسن توران رئيس مجلس محافظة كركوك مع عدد من الأطباء وحثهم على عدم الخضوع لمخططات الإرهابيين والاستمرار في اداء واجباتهم وتقديم الخدمات للمواطنين في كركوك. كما تقرر خلال الاجتماع إنشاء حلقة وصل بين الأطباء والأجهزة الأمنية لكي تتمكن الأجهزة الأمنية من حماية حياة وسلامة الأطباء عند الحاجة.

وكان الدكتور عبد المحسن عبد المجيد نقيب الأطباء في كركوك قد طالب محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة باتخاذ تدابير سريعة لوقف عمليات الخطف التي يتعرض لها أطباء وصيادلة كركوك وأبناؤهم من قبل عناصر إرهابية. وشدد على ان أطباء وصيادلة كركوك بحاجة إلى حماية عياداتهم لأن قسماً منهم تعرض لعمليات خطف مؤخرا مشيراً الى انه وفي حال عدم تلبية مطالبهم فسوف يعتصمون ويغلقون عياداتهم وسيضربون عن الدوام في المستشفيات.

ومن جانبه طالب تيار المشروع العربي في محافظة كركوك الحكومة الاتحادية والمحلية بالتحقيق في حوادث الخطف التي تطال الأطباء داعياً إلى ضرورة تقاسم السلطة في المحافظة ومنها القوات الأمنية.