بانكوك: يطرح فوز المعارضة في الانتخابات التايلاندية قضية عودة رئيس الوزراء السابق المنفي تاكسين شناواترا ما قد يؤدي الى قلاقل في البلاد وهو ما يجبره على لزوم اكبر قدر من الحذر، بحسب محللين.

وقال مايكل مونتيسانو من معهد الدراسات حول جنوب شرق اسيا في سنغافورة quot;هذا الامر سيشحذ حماسة عدد كبير من الاشخاص في حزب بوا تايquot; الذي يقوده الملياردير من منفاه في دبي.

وكان تاكسين اكد في 2001 quot;ان ارادة الشعب اقوى من حفنة من القضاةquot;.

واضاف المحلل ان التحضير لعفو يسمح بعودته الى البلاد quot;سيستغرق وقتا من الناحية القانونية. واذا كانوا حكماء سينتظرون بضعة اشهر الى ان يمر وقع صدمة (فوزهم)quot;.

وبعد خمس سنوات على الانقلاب الذي اطاح به يبدو ان تاكسين مستعد للانتظار. وصرح الاحد quot;يجب ان اكون جزءا من الحل وليس المشكلةquot; حتى وان اعرب عن الامل في quot;حضور زفاف ابنتهquot; في كانون الاول/ديسمبر.

وقال الاثنين quot;لم تعد عودتي تشكل اولوية. الاولوية للمصالحةquot;.

وفي حديث اجراه مع الصحافيين في منزله الفخم في حي تلال الامارات الراقي، اعرب تاكسين امتنانه للشعب التايلاندي لتصويته لصالح المعارضة.

وقال quot;انا ممتن جدا للشعب التايلاندي ... من الواضح انهم يريدون المصالحة في البلاد كما يريدون ان ينتهي النزاع وان نمضي جميعا قدماquot;.

وفازت المعارضة التايلاندية بزعامة شقيقة تاكسين، ينغلاك شناواترا (44 عاما)، الاحد بالغالبية المطلقة متقدمة بفارق كبير على معسكر رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابهيسيت فيجاجيفا.

وان كان تاكسين يحظى بشعبية في المناطق الريفية في شمال البلاد وشمال شرقها، فهو غير محبوب في اوساط النخبة التقليدية في بانكوك التي تعتبره خطيرا على الملكية التايلاندية ويفضلون ان يبقى بعيدا عن بانكوك.

ويقول المحللون ان المهمة الكبرى المناطة الان بحزب بوا تاي تستثني ان يعود قريبا لان العملية ستكون معقدة مهما كانت حماسة اصدقائه.

وحكم على تاكسين بالسجن عامين لاختلاس اموال. وهو ملاحق ايضا بتهمة الارهاب لدعمه المفترض لتظاهرات ربيع 2010.

وكان 100 الف من القمصان الحمر معظمهم يؤديون تاكسين احتلوا بانكوك لمدة شهرين للمطالبة بانتخابات مبكرة قبل ان يطردهم الجيش ما ادى الى مقتل اكثر من 90 شخصا.

ولكي يعود الى تايلاند على تاكسين ان يلغي عقوبته والملاحقات ضده بتهمة الارهاب.

وان تحدثت ينغلاك خلال حملتها عن عفو سياسي عام يشمل شقيقها، ستضطر اولا الى تشكيل حكومة وطمأنة الجيش وتخفيف الانقسامات داخل معسكرها.

وكانت سيدة الاعمال هذه صلة الوصل بين حزب بوا تاي وquot;الحمرquot; الذين انتخب بعضهم الاحد. لكن بعض الحمر قد يفضلون القاء الضوء على اعمال العنف التي وقعت في 2010 والمطالبة بمحاكمة عسكريين.

وقال بيشاي شوينسوكسوادي رئيس تحرير صحيفة quot;بانكوك بوستquot; ان quot;على بوا تاي ان يتعامل مع الضغوط الاتية من خارج الحزبquot;. واضاف ان quot;هذه الانقسامات لن تضمحل سريعا (...) لا اعتقد انهم سيصدرون عفوا سريعاquot;.

وخيار الناخبين الواضح الاحد سيجعل من الصعب تدخل الجيش اقله على الاجل القصير.

وقال اندرو ووكر من جامعة كانبيرا الوطنية في استراليا quot;على ينغلاك ان تتعامل مع فوزها بحذر كبير. عودة تاكسين الى تايلاند ستثير بالتأكيد المعارضة (المقبلة) وخصوصا القصمان الصفر الملكية عدو القمصان الحمرquot;. ويكره القصمان الصفر تاكسين وتظاهروا في كل مرة كان الاخير او حلفاؤه في الحكم منذ 2005.

وقال ووكر quot;ستتحلى ينغلاك بالحكمة ان لم تتسرعquot;.

وخلص الى القول quot;سيكون هناك مفاوضات في الكواليس مع شخصيات محورية في الجيش والقصر قبل ان تتمكن من التحركquot;.