لندن: حذر زعيم الكتلة العراقية رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي من خطورة غياب سياسات حكومية تمنع التدخل الخارجي في شؤون البلاد داعيا الى تسجيل شكوى لدى مجلس الامن ضد القصف الايراني والدخول في حوار جاد مع الكويت حول ميناء مبارك والتحقيق في أسباب تعطيل مشروع ميناء الفاو الكبير.

واضاف علاوي ان العراقية أكدت مراراً على ضرورة رسم سياسات خارجية بشكل مهني يعتمد معايير واضحة في توازن المصالح والسيادة على الأراضي والمياه العراقية وعدم تدخل الدول الأخرى في شؤون العراق الداخلية. كما وحذرت العراقية باستمرار من غياب مثل هذه السياسات وتداعياتها على أمن واستقرار العراق.

واشار في تصريح صحافي تلقته quot;إيلافquot; الى ان الاحتقان والتوتر بين الشعب العراقي وشعوب الجوار قد وصل الى مرحلة خطرة لا يمكن حلها الا من خلال الحوار البناء والفوري مع تلك الدول باعتماد الاتفاقيات الدولية التي تحفظ حقوق العراق المائية والاستعانة بالمنظمات الاقليمية والدولية كمجلس تعاون دول الخليج ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة من أجل السعي لحفظ المصالح العراقية.

واوضج انه بالرغم من التواجد المستمر للقوات الأميركية على الأراضي العراقية الا ان العراق مازال غير قادر على حماية مصالحه وأراضيه من أية تجاوزات خارجية وهذا ما صرح به الرئيس جلال طالباني quot;مما يدفعنا مرة أخرى للتساؤل بشكل جدي عن جاهزية القوات وقدرتها على حماية العراقquot;.

وأضاف انه من منطلق الحرص على العلاقات الإيجابية مع دول الجوار فأن كتلة العراقية تطالب الحكومة العراقية بالعمل على تشكيل لجنة من الأمم المتحدة وأخرى من منظمة المؤتمر الاسلامي للمعاينة الميدانية، وتسجيل شكوى لدى مجلس الأمن حول التجاوزات الايرانية على الحق المشروع في عشرات الأنهار التي تصب في العراق ولاسيما الوند والكرخة والكارون خلافاً لكل الاتفاقيات الدولية والاتفاقيات الثنائية بين العراق وإيران.

وشدد علاوي ايضا على انه يتعين على الحكومة أن تشكل لجنة وبشكل فوري وعلى أعلى مستوى تضم وزراء وأعضاء مجلس النواب وشخصيات سياسية ذات علاقات جيدة بدول الجوار والمجتمع الدولي بالإضافة الى خبراء في القوانين الدولية وقوانين البحار، للدخول في حوار جاد مع دولة الكويت من ناحية والتحقيق في أسباب تعطيل مشروع ميناء الفاو الكبير من ناحية أخرى والتحقيق في أسباب تسويف مذكرة التفاهم التي وقعها رئيس وزراء المرحلة الانتقالية مع حكومات كل من بريطانيا وهولندا والامارات العربية المتحدة لتنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير.

وكان وزيرا النقل هادي العامري والخارجية هوشيار زيباري قد ابلغا مجلس النواب مؤخرا نتائج عمل لجنة شكلتها الحكومة العراقية للوقوف على الأضرار التي ستلحق بالبلاد في حال شيدت الكويت ميناء مبارك الكبير بالقرب من القناة الملاحية العراقية.

وأوضح المستشار الإعلامي لوزارة النقل كريم النوري أن وزير النقل طرح نتائج الزيارة التي قام بها وفد حكومي إلى الكويت لمناقشة مشروع ميناء مبارك الكبير المزمع بناؤه عند الممر المائي للعراق ومناقشة المقترحات التي وضعتها الوزارة لحل أزمة الميناء الكويتي.

وأوضح أن وزير النقل كان اعد شرحاً وافياً بنتائج تلك الزيارة واطلع عليه رئيس الوزراء نوري المالكي لتحديد موقف العراق من المشروع الكويتي. اما بالنسبة للقصف الايراني للمناطق الحدودية العراقية فقد دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس الاربعاء نظيره الايراني علي أكبر صالحي الى وقف قصف المدفعية الايرانية للاراضي العراقية الشمالية حرصا على علاقات البلدين.

وقالت الخارجية العراقية ان وزيرها زيباري اتصل هاتفياً مع نظيره الايراني صالحي وبحث معه العلاقات الثنائية والوضع على الحدود العراقية - الايرانية الشمالية. واضافت ان زيباري اكد لصالحي ضرورة quot;وقف القصف المدفعي الايراني العشوائي على المناطق الحدودية داخل العراق حرصاً على العلاقات الطيبة السائدة بين البلدين والشعبين الجارينquot;. واشارت في بيان الى انه تم الاتفاق على متابعة الاتصالات بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.

ويأتي هذا الاتصال في وقت تعرض فيه قضاء جومان العراقي الحدودي اليوم لقصف مدفعي إيراني. وقالت مصادر عراقية إن المدفعية الإيرانية تقصف منذ الصباح قرية ويزة التابعة لقضاء جومان شمال شرق اربيل (220 كم شمال بغداد).. موضحة ان حجم الخسائر البشرية والمادية لم يعرف بعد.

كما تعرضت قرية ويزة التابعة لقضاء جومان شمال شرق اربيل والتي تبعد اربعة كيلومترات عن الحدود الإيرانية لقصف بالمدفعية الإيرانية. وشهدت هذه القرية اواخر الشهر الماضي اشتباكات مسلحة بين القوات الإيرانية وعناصر بيجاك الكردية الايرانية داخل الحدود العراقية أسفرت عن مقتل 12 جنديا إيرانيا وعنصرا من العمال الكردستاني. وتشهد المناطق الحدودية بمحافظة أربيل مع إيران منذ نحو أسبوع عمليات قصف مدفعي للقوات الإيرانية على مواقع بداخل الأراضي العراقية بذريعة استهداف عناصر من معارضتها.

وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني دعا في الثاني من الشهر الحالي الحكومة الإيرانية إلى الحوار لحل المشاكل بدلا من قصف المناطق الحدودية مؤكدا أن ذلك أدى إلى أضرار مادية ونزوح أعداد من السكان فيما اعتبر أن عمليات القصف غير مقبولة.وتهاجم القوات الإيرانية بالمدفعية بين مدة وأخرى عناصر حزب الحياة الحرة quot;بيجاكquot; المنضوي ضمن حزب العمال الكردستاني التركي ويمثله أكراد إيرانيون يتخذون من جبال المناطق الحدودية الوعرة معقلاً لهم.