قالت وزارة الصحة إن مصادمات العباسية التي وقعت بين أهالي المنطقة والمتظاهرين المنتمين لحركة 6 أبريل و 25 حركة سياسية أخرى، أسفرت عن إصابة نحو 143 شخصاً، تم تقديم الإسعافات لنحو 97 شخصاً منهم في الميدان من خلال سيارات الإسعاف المتمركزة بالمنطقة، فيما نقل باقي الحرجى إلى المستشفيات، وتتراوح الإصابات ما بين جروج بالرأس وكدمات بالوجه وأنحاء الجسد. وأضافت في بيان لها أنها رفعت حالة الطوارئ فى 6 مستشفيات قريبة من ميدان العباسية، وهى دار الشفاء وهليوبولس ومنشية البكرى وعين شمس التخصصى والمطرية.
ووفقاً لوائل محمد أحد المشاركين في المسيرة، فإن المتظاهرين الذين كان يقدر عددهم بنحو عشرة آلاف شخص كانوا في إتجاههم إلى مقر المجلس العسكري، لتنظيم وفقة إحتجاجية سليمة، ضد إتهام المجلس لبعض التيارات بquot;التخوينquot; وquot;محاولة الوقيعة بين الجيش والشعبquot;، وقال محمد لquot;إيلافquot; إن المتظاهرين عندما وصلوا إلى ميدان العباسية فؤجئوا بإغلاق الميدان أمام لمنعهم من المرور إلى منقطة كوبري القبة حيث مقر وزارة الدفاع. وتابع: المتظاهرون هتفوا quot;سليمة سلميةquot;، وحاولوا إختراق الحواجز العسكرية والأسلاك الشائكة، وفي تلك الأثناء فوجيء المتظاهرين بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة من فوق أسطح المنازل المطلة على الميدان، ومن الشوارع الجانبية، وظل يهتفون quot;سلمية سلميةquot;، ولكن إستمر الضرب بينما كنا محاصرين من الأمام القوات المسلحة، ومن اليمين ومن الشمال البلطجية، ومن الخلف قوات الأمن المركزي التي أطلقت علينا القنابل المسلية للدموع في مشهد أعاد إلينا ما حدث في quot;موقعة الجملquot;. وأصيب نحو نحو 250 شخص من المتظاهرين.
وأكد محمد صلاح من المشاركين في المسيرة أن المتظاهرين تمت محاصرتهم لنحو ثلاثة ساعات من الثامنة حتى الحادية عشر مساء، وتعرضوا للضرب من قبل البلطجية وقوات الشرطة، وقال صلاح لquot;إيلافquot; إن قوات الجيش منعت عبورنا من ميدان العباسية، ثم إنهالت علينا الزجاجات الحارقة وقطع الحجارة، وكأن الأمر كان مدبراً منذ البداية. مشيراً إلى أن المتظاهرين إضطروا للتراجع إلى ميدان التحرير مرة أخرى.
وعلى الجانب الآخر، قال محمد العمدة من سكان العباسية إن العديد من الأهالي هم من تصدوا للمتظاهرين الذين توجهوا لمقر وزارة الدفاع، ولم يكن من بينهم بلطجية أو خارجون عن القانون كما يروج quot;بتوع التحريرquot;. وأضاف العمدة لquot;إيلافquot; إن أن الأهالي قرروا منذ مواجهات أمس، ألا يسمحوا بتحويل منطقتهم إلى ميدان التحرير، لن يقبلوا بتعطيل مصالحهم، وإغلاق محالتهم وتحويلها إلى وكر للبلطجية، على حد تعبيره.
ووأوضح العمدة أن المتظاهرين كانوا يهتفون quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، فرد أهالى العباسية عليهم quot;الشعب والجيش إيد واحدةquot;، ثم وقعت الإشتباكات بين الجانبين. وتساءل عن الهدف من تنظيم مسيرة إحتجاجية لمقر وزارة الدفاع في العاشرة ليلاً في ليلة ثورة 23 يوليو 1952 التي قام بها الجيش منذ 59 عاماً، ضد الإحتلال الإنجليزي؟ وأعرب العمدة عن إعتقاده بأن هناك عناصر مشبوهة كانت تقف وراء المسيرة، لأنه من المعروف أن المسيرات تنظم نهاراً لتقديم المطالب، ولكن ليلاً لا يوجد مسؤولين، وهو ما يؤكد ما ذهب إليه المجلس العسكري في بيانه الأخير عن وجود جهات تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب.
ومن جهته، دعا الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة quot;القوى السياسية والحركات الثورية والشبابية كافة، إلى العمل من أجل تحقيق الهدوء والاستقرار وإعمال لغة الحوار وتبادل الرأى لتحقيق أهداف الثورة، وتمكين الحكومة من العمل لتحقيق تلك الأهداف، والاستجابة لاحتياجات المواطن العاجلة وتلبية تطلعات الجماهيرquot;، وأضاف شرف بيان له أن تلك القوى quot;قادرة بوعيها على تفويت الفرصة على المتربصين بهذه الثورة، وأى طرف لا يستهدف خير هذا الوطن ولا يتمنى نجاحًا لثورة 25 يناير المجيدة، والتى ضحى الجميع من أجلها واستشهد فى سبيلها الكثيرين من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطنquot;، مشيراً إلى أن quot;العمل سيسير فى المرحلة المقبلة فى إطار من التنسيق الكامل بين الحكومة وكافة القوى والحركات السياسية من أجل تحقيق الصالح العامquot;.
التعليقات