رفض نشطاء سوريون أي حديث عن تسوياتأو مفاوضات مع النظام بغض النظر عن شخصيات المفاوضين، مؤكدين أن سقف المطالب هو إسقاط هذا النظام. واعتبروا أن على رأس النظام التنحي وتسليم السلطة لتقاد البلاد نحو فترة انتقالية تجهز انتخابات رئاسية و برلمانية حرة.

تظاهرة في مدينة حماة عقب صلاة الجمعة 29 تموز 2011

اسطنبول: رفض نشطاء سوريون أية تسوية مع النظام، وأكدوا لـquot;ايلافquot; أن أية محاولة لإطالة عمر النظام مرفوضة شعبيا مهما كانت شخصيات المفاوضين فيها.

وقال لـquot;ايلافquot; معاذ السباعي عضو الهيئة التأسيسية لمؤتمر أنطاليا والمنسق العام لملتقى النشطاء السوريين إن quot;سقف المطالب هو اسقاط النظام، وأية محاولة لـquot;تسوياتquot; او quot;مفاوضاتquot; أو quot;حواراتquot; تحت أية تسمية مرفوضة من أي طرف كانquot; .

وأضاف quot;ان كان النظام حريصا على مصلحة سوريا فعلى رأس النظام التنحي وتسليم السلطة حسب الدستور السوري لتقاد البلاد نحو فترة انتقالية تجهز انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة quot;.

وأشار الىأنquot;مستقبل سوريا سيكون مشرقا بعد نجاح الثورة لان هناك خبرات وكفاءات للسوريين في الداخل والخارج مبدعين في مجالات مختلفة ويمثلون كل أطياف المجتمع وأثبت الشعب السوري انه رغم اكثر من اربعين عاما على الديكتاتورية فهناك مسؤولية كبيرة لديه نحو توحيد صفوفه ورفض الطائفية من اجل الوطن والهدف المشترك وأثبت احساسا وطنيا وارتباطه بسورياquot;.

من جانبه رفض محمد سرميني مسؤول العلاقات العامة في ملتقى النشطاء السوريين في حديث مع quot;ايلاف quot;الحديث عنquot; أية صفقات او تسويات quot;، وقال quot;إن سوريا تحتاج الى دولة مؤسسات وقاعدة أساسية لبناء دولة ديمقراطية.quot;

وأضاف quot;شاركت في الكثير من المؤتمرات ومنها مؤتمر أنطاليا ولم اشعر بأي نوع من انواع الانقسامات وميزة الشباب انهم غير محملين بتبعات الماضيquot; . واعتبرquot; ان بديل النظام هو بديل يجب ان يحمل صبغة جديدة مختلفة عن الشكل التقليدي فالثورة جاءت على النظام وعلى كل شيء بالquot;.

ورأى quot;انه جرى تغييب كفاءات سوريا عبر حكم البعث، ولا بد أنهم سيعودون بعد نجاح الثورة لبناء سوريا ديمقراطية جديدةquot;. من جانبها أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا أنه قتل 19 شخصا على الاقل في quot;جمعة صمتكمquot; يقتلنا .

وقالت في بيان لها تلقت quot;ايلاف quot; نسخة منه quot;إن السلطات السورية أمعنت في قتل السوريين في أكثر من محافظة وخاصة بعد دخول دير الزور بقوة على أيام التظاهرات quot;.

عودة الحياة السياسية الى سوريا

الى ذلك اعتبرت الدكتورة السورية شذى الجندي quot;أن هناك عوامل كثيرة تبشر اليوم بعودة الحياة السياسية إلى سورية وتسمح بالخروج من الصمت والسكون والاستقالة السياسية كما تجعل من الانخراط بالشأن العام استثمارا منتجا، أي قادرا على تحقيق التغيير المنشود وإعادة بناء الحياة الاجتماعية على أسس أقوى من السابقquot;.

وقالت quot;إن تغيير النظام يتطلب تغيير القواعد والآليات التي تحكم حركة المجتمع والتي تشكل سلسلة لا يؤدي تغيير إحدى أو بعض حلقاتها إلى تغييرها بل لا بد من تغييرها كلها لتنتقل به إلى قواعد جديدة تطلق حرية المجتمع وتحترم حقوق الإنسان وتقوم على احترام إرادة الشعب وتمثله تمثيلا حقيقياًquot;.

ورأت الجندي quot;ان الاحتكام إلى شرعية دستور ديمقراطي من أولويات العمل للتحول نحو الديمقراطية، حيث من الضروري أن يؤسس الدستور الديمقراطي على ستة مبادئ عامة مشتركة لأزمة لاكتساب أي دستور صفة الدستور الديمقراطي حيث منها لا سيادة لفرد أو لقلة على الشعب، مع اعتبار الشعب مصدر السلطات، يفوضها دورياً عبر انتخابات دورية فاعلة وحرة ونزيهة واقرار مبدأ المواطنة باعتبارها مصدر الحقوق ومناط الواجبات وسيطرة أحكام القانون والمساواة أمامه، وسيادة حكم القانون لا مجرد الحكم بالقانونquot;.

وأضافت الجندي quot; لابد من عدم الجمع بين أي من السلطات التنفيذية أو التشريعية أو القضائية في يد شخص أو مؤسسة واحدة وضمان الحقوق والحريات العامة دستورياً وقانونياً وقضائياً، من خلال ضمان فاعلية الأحزاب ونمو المجتمع المدني المستقل عن السلطة ورفع يد السلطة وربما المال، عن وسائل الإعلام وكافة وسائل التعبير، وتأكيد حق الدفاع عن الحريات العامة وعلى الأخص حرية التعبير وحرية التنظيم وتداول السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية سلمياً وفق آلية انتخابات حرة ونزيهة وفعالة تحت إشراف قضائي كامل ومستقل، بوجود شفافية تحد من الفساد والإفساد والتضليل واستغلال النفوذ العام في العملية الانتخابيةquot;.

وفي دراسة أخرى حول الدولة المشخصنة اعتبرت الجندي quot;إن الثورات العربية تطالب بدولة الحق والقانون، الدولة الديمقراطية التي تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة أو نزعة أيديولوجية وإن الديمقراطية هي وسيلة الدولة المدنية لتحقيق الاتفاق العام والصالح العام للمجتمع كما أنها وسيلتها للحكم العقلاني الرشيد وتفويض السلطة وانتقالهاquot;. مشيرة الى quot;أن الديمقراطية تتيح الفرصة للتنافس الحر الخلاق بين الأفكار السياسية المختلفة، وما ينبثق منها من برامج وسياساتquot;. ورأت quot;أنّ الهدف النهائي للتنافس تحقيق المصلحة العليا للمجتمع (إدارة المجتمع والسياسات العامة بأقصى درجات الدقة والإحكام والشفافية والأداء الإداري المتميز النزيه) والحكم النهائي في هذا التنافس هو الشعب الذي يشارك في انتخابات عامة لاختيار القيادات ونواب الشعب، لا بصفتهم الشخصية وإنما بحكم ما يطرحونه من برامج وسياساتquot;.

وأكدت quot;إن الديمقراطية هي الوسيلة التي تلتئم من خلالها الأفكار المختلفة والتوجهات السياسية المختلفة، للارتقاء الدائم بالمجتمع وتحسين ظروف المعيشة فيه، وإنها الطريق نحو التقدم الدائم طريق المساواة والعدالة الاجتماعية التي يطالب بها شبابنا في الثورات العربيةquot;.

وفي سوريا قامت قوات الأمن بالتعاون مع بعض عناصرها من الشبيحة باقتحام منزل الدكتور مأمون الجندلي والد الموسيقار مالك الجندي، وكسروا أثاث المنزل بشكل كامل، ونهب ما استطاعوا نهبه كما شتموا الدكتور وزوجته وقاموا بحبسهم في حمّام المنزل.

ويأتي هذا الاعتداء على خلفية مشاركة الموسيقار مالك في التظاهرات التي جرت أمام البيت الابيض في أميركا حيث عزف فيها النشيد السوري ودعا النظام إلى وقف قتل شعبه واصفاً مايقوم به quot;بالوحشيةquot;، مؤكداً أنه مع الشعب السوري.

وفي ظل مخاوف من اقتحام الجيش دير الزور وسط الحديث عن انقسامات فيه قالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية في كلمة بثتها quot;ساناquot; وكالة الانباء السورية خلال مهرجان quot;تحية من حلب الوفاء لسورية العطاءquot; ان مرحلة البناء بدأت وسوريا ستكون مثالا يحتذى به، وأضافت quot;جميعنا عابرون من هنا كما عبرت الملايين من قبلنا أما البلاد فباقية شامخة ودائمة بإذن الله لاولادنا وأحفادنا وأجيالنا القادمةquot;. مشيرة الى quot;أنه فيما يقول الآخرون إن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار ويظنون في ذلك تهديدا لها فإن الشعب السوري يقول لهم فعلا إن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار لأنها ستنطلق بعزيمة أقوى وحصانة أمنع ووحدة وطنية أكبر وأمنع من قبلquot;.

ولفتت شعبان إلى quot;أن ادعاءات الاخرين بالحرص على ديمقراطية وحرية وحماية المواطنين العرب في أي بلد من بلدانهم هي ادعاءات ثبت بطلانها بالشكل القاطع منذ عقود ويثبت بطلانها كل يوم لكن الصحيح أيضا أننا كشعوب عربية ومنذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور لم نتمكن أن نرتقي بالشكل المطلوب والمفروض علينا إلى مستوى التحدي لأننا لم نر أنفسنا كعرب ولم نر وحدة الهدف والمصير كعنصر أساسي في قوتنا وعزتنا ومنعتنا، ولم نضع آليات العمل المناسبة التي توصلنا إلى ذلك لكننا بعد هذه الازمات التي سميتها الكاشفة لشد عضد البنيان ورص الصفوف الداخلية والعربية والوقوف في وجه الخطأ بجرأة وعنفوان والاصرار على البناءquot;، وأكدت quot;أن الأزمة في بعض أوجهها بالفعل كانت أزمة ضعف وخلل وأزمة مؤسسات وأزمة بناء ولكن الشعب السوري بما فيه شعب حلب يواجه هذه الازمة بعزيمة وتصميمquot;.