تعهدت سوريا بإجراء انتخابات وصفتها بالنزيهة والحرة قبل نهاية العام الحالي. ومن جهة أخرى،قامتالسلطات الامنيةباعتقال المعارض البارز وليد البني ونجليه من منزله في مدينة التل.


دمشق: تعهدت سوريا يوم السبت باجراء انتخابات وصفتها quot;بالحرة والنزيهةquot; قبل نهاية العام الحالي 2011، بينما انضمت عدة دول عربية خليجية الى الدول الغربية المطالبة بتسليط المزيد من الضغط على دمشق بسبب قمعها للاحتجاجات المناوءة للنظام.

وقد نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن وزير الخارجية، وليد المعلم وزير الخارجية، عرض خلال لقائه ظهر السبت سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق أن ما أسماها بـquot;حزمة الإصلاحاتquot; التي طرحها الأسد مؤخراً quot;تستجيب للمطالب الشعبية.quot;

وقال المعلم في اجتماع ضم عددا من سفراء الدول الاجنبية المعتمدين في العاصمة دمشق إن quot;سورية ستجري انتخابات حرة ونزيهة سينبثق عنها برلمان يمثل تطلعات السوري. وستجرى هذه الانتخابات قبل نهاية العام الحالي.quot;

وأكد المعلم quot;إصرار القيادة السورية على السير في طريق الإصلاح وإنجاز الخطوات التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأسد ذاكراً أن الانتخابات العامة سوف تجري قبل نهاية هذا العام وسوف يكون صندوق الانتخاب هو الفيصل ويترك لمجلس الشعب الذي سيتم انتخابه أن يراجع القوانين التي اعتمدت ليقرر ما يراه بشأنها.quot;

ورداً على أسئلة بعض السفراء قال المعلم إن سوريا quot;سوف تجُري انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى برلمان يمثل تطلعات الشعب السوري من خلال التعددية السياسية التي يتيحها قانون الأحزاب والضمانات العديدة التي نص عليها قانون الانتخاباتquot; على حد تعبيره.

واتهم المعلم المعارضة السورية بأنها تتخذ مواقف quot;سلبيةquot; تؤدي إلى غياب الحوار، غير أنه تعهد بـquot;السير في طريق الإصلاح دون ترك الإصلاح رهينة لأي عامل مانع لذلك.quot;

يشار إلى أن السلطات في دمشق كانت قد نظمت أكثر من جلسة للحوار، غير أن المعارضة اعتبرت أن الشخصيات التي كانت مدعوة إليها لا تمت لها بصلة ولا تعبر عن طروحاتها، كما حالت الأوضاع الأمنية دون تنظيم مؤتمرات للمعارضة في داخل سوريا بالتزامن مع اجتماعات مماثلة في الخار

الاجهزة الامنية السورية تعتقل المعارض البارز وليد البني ونجليه

وذكر ناشط حقوقي السبت ان السلطات الامنية السورية قامت مساء باعتقال المعارض البارز وليد البني ونجليه من منزله في مدينة التل (ريف دمشق).

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;الاجهزة الامنية السورية اعتقلت مساء اليوم السبت المعارض والسجين السياسي السابق وليد البنيquot;.

واضاف مدير المرصد ان quot;الاجهزة الامنية اعتقلت كذلك نجليه مؤيد وايادquot;.

ويشار الى ان البني قيادي في اعلان دمشق للتغير الوطني الديموقراطي.

وفي العام 2005، وقعت احزاب المعارضة السورية العلمانية وثيقة تأسيسية عنوانها quot;اعلان دمشقquot; طالبت باحداث quot;تغيير ديموقراطي وجذريquot; في سوريا.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2007، انشىء ما سمي بالمجلس الوطني لاعلان دمشق في سوريا.

وكانت السلطات السورية شنت حملة اعتقالات طالت العديد من ناشطي حقوق الانسان بعد انتخاب المجلس الوطني المكلف تطبيق quot;اعلان دمشقquot; خلال اجتماع شارك فيه 163 معارضا في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2007.

وافرج عن البني في 17 حزيران/يونيو 2010 بعد انهاء مدة الحكم الصادر بحقه.

واشار مدير المرصد الى ان البني (مواليد 1964) quot;ناشط اجتماعي و سياسي وحقوقي سبق له وأن شارك بتأسيس أكثر من جمعية خيرية وهو أحد رموز ربيع دمشق وقد اعتقل على خلفيته لمدة خمس سنوات منذ عام 2001quot;.

واضاف عبد الرحمن ان البني quot;عضو مؤسس في جمعية حقوق الانسان في سوريا وأحد الأعضاء المؤسسين للجان إحياء المجتمع المدني عام 2000 ومن الموقعين على بيان الألف الشهير عام 2000quot;.

كما انه quot;أحد أعضاء مجلس إدارة منتدى الحوار الوطني الذي كان يعقد في منزل المعارض والنائب السابق في مجلس الشعب السوري رياض سيفquot;.

كما افاد المرصد السوري في بيان quot;ان الاجهزة الامنية في مدينة سراقب (ريف ادلب، شمال غرب سوريا) داهمت اليوم (السبت) منزل النشطاء الاشقاء حسن وايمن وانور ومعن خطاب واعتقلتهم من على مائدة الافطار واقتادتهم الى جهة مجهولةquot;.

ودان المرصد quot;بشدة استمرار الأجهزة الأمنية السورية بممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئquot;.

وكرر المرصد مطالبته السلطات السورية quot;بالافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الانسان التي وقعت وصادقت عليهاquot;.

انتشار عسكري على اطراف دير الزور وحمص

وكان قد افاد ناشط حقوقي السبت ان عشرات الدبابات والاليات العسكرية انتشرت في الاحياء الطرفية لمدينة دير الزور (شرق) فيما تحولت مدينة حمص (وسط) التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية الى جبهة.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في اربع مناطق في مدينة دير الزورquot;.

واوضح الناشط ان الاليات العسكرية توزعت quot;خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الامن السياسي وفي منطقة المطارquot;.

وكان المرصد اكد الجمعة ان مدينة دير الزور في شرق سوريا تشهد منذ الاربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة.

وفي وسط البلاد، اضاف مدير المرصد ان مدينة حمص quot;كانت اشبه بجبهة حتى الصباحquot;.

وقال ان المدينة quot;شهدت انتشارا مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباعquot;، مشيرا الى ان quot;السكان يسمعون اصواتها في الطرقاتquot;.

ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة ان quot;اطلاق الرصاص استمر في غالبية احياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة الانشاءات والفوطة والقرابيص لغاية الساعة الثامنة صباحا (5,00 تغ)quot;.

وتابع quot;كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقلية والمتوسطة والخفيفة في حي باباعمرو حتى الصباحquot;.

ولم يتمكن المرصد من معرفة ما يجري في مدينة حماة (وسط) quot;نظرا لانقطاع الاتصالات عنهاquot;.

وافاد شهود وناشطون وحقوقيون ان العشرات قتلوا في مدينة حماة اثر عمليات عسكرية بدات منذ ايام بررتها السلطات بالعمل على اعادة الامن والاستقرار الى المدينة في مواجهة quot;التنظيمات الارهابية المسلحةquot;.

ولم يتسن لوكالة فرانس برس معرفة ما جرى نظرا لعدم السماح للاعلام المستقل من التجول في سوريا والوقوف على وقائع الاحداث.

وياتي ذلك فيما قتل 22 شخصا وجرح اكثر من 50 عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين الجمعة حيث شهدت سائر انحاء سوريا تظاهرات احتجاجية حاشدة ضد النظام في اول يوم جمعة من شهر رمضان، بحسب ناشط حقوقي.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن سقوط حوالى الفي قتيل بينهم اكثر من 1600 مدني، وفق منظمات حقوق الانسان.

وتتهم السلطات quot;جماعات ارهابية مسلحةquot; بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.